على غرار المواقع التابعة لتنظيم «القاعدة»، تتصدر آية من إنجيل يوحنا الموقع الإلكترونى للتنظيم المسيحى المسلح الذى أعلنت السلطات الأمريكية القبض على عدد من أعضائه مؤخراً. يشير الموقع إلى أن كلمة «هوتارى» تعنى «المقاتل المسيحى». ويبرز صورة أعضاء هذه الميليشيا فى فيديو - على طريقة الشرائط المصورة التى تبثها «القاعدة» - أثناء تلقيهم التدريبات العسكرية واستخدام الأسلحة النارية والمعدات التى يستخدمها الجيش، كما يرتدون زياً مشابهاً لزى الجيش الأمريكى. ويبرز الفيلم مسلحين مدججين بالذخيرة، رافعين الراية الخاصة بهم بدلاً من علم الأممالمتحدة، وذلك بعد أداء رمزى لعملية قتل جنود يرتدون الخوذات الزرقاء التابعة للقوات الدولية، إعلاناً لرفضهم أى نظام عالمى غير نظامهم. وتزود جماعة «هوتارى» الموقع الإلكترونى برابط يسمى «صوت الشهداء»، وتتخذ شعارين لها، الأول عبارة عن آية من إنجيل يوحنا «ليس حباً أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه لأجل أحبائه». ويعتقد أعضاؤها أنهم بذلك يقاومون قوى الشر وإبليس ويدافعون عن بقية الأمريكيين، وأنهم يستعدون لنهاية العالم ومجىء السيد المسيح. وتصف «هوتارى» نفسها بأنها «جماعة الجهاد الأمريكى الجديد». أما الشعار الثانى فيتمثل فى الصليب المنقوش عليه 3 أحرف «سى سى آر» اختصاراً للعبارة الإنجليزية «الجمهورية المسيحية الاستعمارية». ويتبنى أعضاء هذه الجماعة أفكاراً تؤمن ب«تكفير» الحكومة و«الجهاد» ضد أذرععها، ممثلة فى أفراد الشرطة وتحذر من قرب نزول «المسيخ الدجال». وترتكز أيديولوجيتها على نظرية المؤامرة ومعاداة الحكومة. وإلى جانب تكفيرها للإدارة الأمريكية، تسعى للتآمر ضدها باسم الاستعداد لعودة المسيح، ونهاية الكون. وتتركز جغرافياً فى الوسط الأمريكى وبعض الولاياتالغربية. ويشير الباحث مايكل باركان، أستاذ التاريخ الدينى، إلى أن جماعات اليمين المتطرف شهدت حالة انتعاش مع ارتفاع عدد الجماعات المعارضة للحكومة، وانتشار ميليشيات البيض العنصرية. وأوضح أن حركات التطرف تأتى من جناح اليمين، أى العنصريين ومعادى الحكومة، بينما يأتى التطرف اليسارى من جماعات الدفاع عن البيئة وجماعات الدفاع عن حقوق الحيوان وقد تتفق بعض الجماعات اليمينية المتطرفة - برأيه - حول بعض القضايا مثل الإجهاض، مؤكداً أنها «مستعدة لكسر القانون واستخدام العنف لتحقيق أغراضها». وعن الجذور التاريخية للميليشيات المسيحية بشكل عام، قال باركان إنه رغم إعلان «هوتارى» عن نفسها رسمياً فى بدايات 2008 بالتزامن مع الحملة الانتخابية لباراك أوباما، إلا أن جماعة «الهوية المسيحية» كانت قد سبقتها منذ القرن الماضى فى بريطانيا وكانت تؤمن بتفوق الجنس الأبيض، وترجع جذورها إلى قيام مجموعة من الباحثين بالترويج لفكرة «الأنجلو إسرائيلى»، أى أن الأوروبيين جاءوا من سلالة اليهود القدماء، وأن اليهود جاءوا من نسل الحية التى أغوت حواء لذا هم أبناء الشيطان - بحسب معتقدهم.