دأب الغرب على ربط الإرهاب بالإسلام على نحو نمطى قاصر، وبينما باشرت القوات الدولية عملياتها فى قندهار الأفغانية لاقتلاع جذوره، أطلت أفعى الإرهاب برأسها من قلب ولاية ميتشجان الأمريكية مع إعلان السلطات الفيدرالية مؤخراً القبض على أعضاء فى تنظيم «المقاتل المسيحى»، فى وقت رفعت فيه تنظيمات مسلحة أمريكية أخرى شعارات إرهابية صارخة سلبت خلالها «المشعل» من تمثال الحرية واستبدلته ببندقية. خرج النبأ من واشنطن باعتباره خبراً محلياً، وتعاملت معه وسائل الإعلام على أنه شأن داخلى، رغم كل ما يلقيه من ظلال على الملف الدولى للإرهاب، الذى التصق بالإسلام منذ أحداث سبتمبر، دون النظر إلى دوافعه النابعة من التطرف الدينى، إسلامياً كان، أو مسيحياً، أو يهودياً. فمثلما يذهب متطرفون يهود - صعد كثيرون منهم على رأس الحكومة اليمينية الإسرائيلية الحالية - إلى حد إصدار فتاوى بمباركة مجازر الجيش بحق الفلسطينيين، يتشدد مسلمون إلى حد التطرف الفكرى فيعمدون إلى تكفير «الآخر» وإهدار دمه. المثير أن تنظيم «المقاتل المسيحى»، الذى أصبح حالياً حديث المجتمع الأمريكى والمنتديات الإلكترونية، يستخدم أساليب مشابهة لتنظيم «القاعدة» رغم وقوفهما على طرفى النقيض. فكلاهما «يكفر» ويعلن «الجهاد»، وكلاهما تسيطر عليه فكرة «احتكار الدين»، وتماماً مثلما يحلم التكفيريون ببناء إمارة إسلامية، تسعى ميليشيات «هوتارى» إلى تأسيس جمهورية مسيحية.