تحول الأرجنتينى ليونيل ميسى، نجم برشلونة، إلى لاعب خطير بحق، فلا شىء بات يفلت من بين يديه، وهو قادر على التهام الكل من أهداف ومنافسين وسباب وألوان الفرق الأخرى، وحتى نجوم مثل كريستيانو رونالدو. حتى إنه يبدو كما لو كان قد بدأ فى التهام ميزته الكبرى، المتمثلة فى ذلك التواضع الذى يجعل كل جملة تقريباً تخرج من فيه بصورة مطلقة دون الإساءة لأحد، فبعد هدفه السادس فى ثلاث مباريات، الذى مهد به الطريق نحو الفوز على ريال مدريد 2/صفر فى قلب ملعب «سانتياجو برنابيو»، كان أفضل لاعبى العالم يشعر بالتوهج. وقال ميسى وهو لا يزال فى أوج نشوته «مرة أخرى أثبت الفريق أنه فى الوقت الحالى أفضل من أى منافس، لابد من إثبات ذلك دوماً فى الملعب، وهو ما فعلناه فى الكلاسيكو». وحتى بعدما هدأ، لم يتراجع الأرجنتينى عن تصريحاته، فهل لا يوجد بالفعل فريق فى العالم قادر على إيقاف برشلونة؟ يقول ميسى دون أن يطرف له جفن «أعتقد أننا نثبت ذلك الآن»، ويضيف «لكن ذلك لا يعنى أننا نفوز بالكلام.. فلابد من محاولة الفوز فى كل مباراة، وهو ما نسعى إليه دائماً». وهو ما يفعله الفريق، فالأرجنتينى أحرز سبعة أهداف فى ثمانى مباريات أمام ريال مدريد، وعاد لاختراق شباك الحارس إيكر كاسياس. كان من غير المحتمل أن يتألق مثلما تألق فى ليلة السادس من أبريل الجارى عندما أحرز أربعة أهداف فى شباك أرسنال، لكن ميسى الذى تعرض لضرب مبرح فى بعض الأوقات كان أفضل من فى «برنابيو»، ومصدر خطورة دائماً بالتعاون مع تشافى، فى صورة كانت تزداد وضوحاً بالمقارنة مع المنعزل كريستيانو رونالدو، الذى كان قد حياه قبل المباراة بغمزة وابتسامة ومصافحة سريعة. قال الأرجنتينى عندما سئل عما إذا كان قد «فاز» فى المباراة الثنائية مع من يعد أكبر تهديد له على عرش الكرة العالمية، «إننا لا نخوض أبداً فى هذا النقاش، إنه نقاش لمن هم بالخارج». وبأربعين هدفاً سجلها فى الموسم الحالى، بينها 27 فى الدورى متفوقاً بثلاثة أهداف عن مواطنه جونزالو هيجوين ينطلق ميسى نحو نهاية موسم خيالية، بينما يصلى الأرجنتينيون كى لا ينفد وقوده أو يتعرض للإصابة، لأن هناك بطولة لكأس العالم بانتظاره.