ما رآه وصوّره أحمد سمير داخل مستشفى «أبوالريش للأطفال» كان مختلفاً تماماً عما سمعه عنه. كانت ابنته مروة مريضة، عرضها على أطباء مستشفى «المطرية»، فنصحوه بالتوجه إلى مستشفى «أبوالريش» الذى فقد فيه ابنته: «بنتى مولودة بثقب فى القلب وكنت بعالجها فى مستشفى المطرية لكنهم قالولى إحنا مش تخصص أطفال روح لأبوالريش مستشفى كويس، لكنى اكتشفت إنه لا كويس ولا حاجة واللى يقول كدا يبقى حرام عليه». قضت مروة ذات ال4 أشهر، شهرا ونصف الشهر فى مستشفى «أبوالريش»، رصد خلالها والدها أحمد سمير ما يحدث فى المستشفى، ولأنه مصور محترف قام بتصوير مقطع فيديو ليأخذ به ثأر ابنته التى ماتت بسبب العلاج الخاطئ، وهو ما أكده سمير: «عندما دخلنا المستشفى أجروا لها أشعة، وقالوا إنها مريضة بثقب فى القلب، وإنهم سيعالجونها، وظلت شهرا ونصف الشهر تتلقى هذا العلاج، حتى توفيت وبعد وفاتها بمدة قصيرة جدا اكتشفنا أن هذا العلاج خاطئ وأنها كانت تحتاج فى الأساس لعملية توسيع للشريان الأورطى لكنهم لم يكتشفوا ذلك إلا مؤخرا». كاميرا أحمد سمير لم تنقذ ابنته لكنها استطاعت أن توفر لها أكبر قسط من الاهتمام نسبة لبقية الأطفال: «كنت مفهم الناس فى المستشفى إنى مصور بقناة فضائية وإنى هفضحهم علشان كده ماكنوش بيعملوا معايا اللى بشوفه بيتعمل مع غيرى، لكن برضه الكاميرا ماغيرتش كتير.. علشان كده قررت أوزع الفيديو وأقول اللى بيحصل فى المستشفى يمكن أطفال تانيين ينجو من الموت بسبب الإهمال والعلاج الخاطئ». وأضاف: «لم أر طوال شهر ونصف الشهر طبيبا كبيرا، فكلهم من الأطباء الشباب، حاولت أشتكى لكنى وجدت أن مقابلة المديرة أصعب من مقابلة رئيس الوزرا وآخر ما استطعت الوصول إليه هو نائبها. أما الممرضين فتحركهم مشروط، أنا فاكر إن إحدى الممرضات طلبت من أب، علبتين كشرى عشان تعلق لابنه المريض محلول.. لكنهم ماكنوش بيقدروا يعملوا معايا كده لأنى كنت بهددهم إنى هفضحهم». فى ليلة، اشتد المرض على مروة لكنها كانت ليلة غير مناسبة: «كانت ليلة ماتش مصر والجزائر وكل الدكاترة والممرضين طلعوا يتفرجوا عليه.. مالقيتش حد يشوف البنت مالها.. اتصلت زوجتى بالدكتورة المسؤولة عن متابعة الحالة لأن النظام السائد هناك اللى عاوز دكتور يتصل بيه على الموبايل، لكن للأسف الدكتورة زعقتلها وقالتلها انتى إزاى تكلمينى على الموبايل، يظهر إنها هى كمان كانت بتتفرج على الماتش». ويواصل سمير: «أمام عدم تواجد الدكاترة والممرضين كانت الأمهات تضطر للقيام بوظائفهم، مثل عملية التشفيط التى يقوم بها طبيب عن طريق إدخال جهاز لزور الطفل، لكن لأن الأطباء ماكنوش فاضيين للأطفال، قامت أم بعمل تلك العملية لطفلها وأنا صورتها فيديو». تصور سمير أن الفيديو الذى صوره للأم التى تقوم بالتشفيط لابنتها سيجعل الأطباء يهتمون بمروة، فذهب لنائب مديرة المستشفى وعرض عليه الفيديو وهدده بنشره فى الفضائيات فرد عليه النائب: «عيب كده بلاش تلوث سمعه مصر»، ووعده بأن يهتم بابنته وبالفعل تم تحويلها للعناية المركزة قبل وفاتها بأسبوعين، وأكد سمير: «اكتشفوا أخيرا إن العلاج خطأ فتم وقف العلاج فجأة وليس تدريجيا وطبعا النتيجة إن قلب البنت تعب أكتر، وفى يوم كنت رايح أشوف البنت لقيت الممرضة اللى متعود أديها فلوس عشان تهتم بالبنت مش راضية تأخد الفلوس ولما سألتها ليه قالتلى «بنتك اتوفت إمبارح ومرضناش نتصل بيك علشان متقلقش».