أعرب المشاركون فى اجتماع المؤتمر السنوى للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية «إيباك»، أبرز منظمات اللوبى اليهودى فى الولاياتالمتحدة، عن قلقهم إزاء التوتر بين واشنطن وتل أبيب على خلفية خطط الاستيطان فى القدس، وأعربوا أيضا عن مخاوفهم من تداعيات أى ضربة إسرائيلية على إيران. وقال روبرت ستاتلوف، المدير التنفيذى لمؤسسة واشنطن حول السياسة فى الشرق الأوسط أمام إيباك: «إن الأزمة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل خطيرة وحقيقية» رغم محاولات التهدئة من الطرفين. وأضاف: «عندما تجد هذه الأزمة حلا لها فإنها ستترك آثارا على العلاقة بين البلدين وعلى أعلى المستويات». ويخشى ستاتلوف وغيره من الخبراء من أن تعقد مسألة المستوطنات الجهود التى تبذلها واشنطن لحشد التأييد لسياسة تطويق إيران وفرض عقوبات جديدة على إيران المتهمة بالسعى لحيازة القنبلة الذرية بحسب اعتقادهم. وانطلقت فى وقت متأخر من مساء أمس الأول فعاليات المؤتمر السنوى لإيباك بحضور مئات الناشطين الداعمين لإسرائيل من جميع أنحاء الولاياتالمتحدة، وفى مقدمتهم كبار مسؤولى الإدارة الأمريكية، وأعضاء الكونجرس الأمريكى. ومن أبرز الحضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، التى نشرت الإذاعة الإسرائيلية مسبقا بعض المقتطفات من خطابها الذى تقول فيه: «إن التزام واشنطن بضمان أمن إسرائيل قوى ولا يمكن ضعضعته». وأشارت «إلى أن واشنطن لن تتراجع عن التزامها بفرض عقوبات صارمة على إيران، لحملها على التخلى عن برنامجها النووى»، وأكدت «أنه يتوجب على جميع الأطراف فى منطقة الشرق الأوسط بما فى ذلك إسرائيل اتخاذ خيارات صعبة ولكن ضرورية من أجل السير فى طريق السلام والازدهار لجميع شعوب المنطقة». يأتى انعقاد المؤتمر وسط أزمة دبلوماسية أمريكية غير مسبوقة، بسبب إعلان إسرائيل عن بناء 1600 وحدة سكنية للمستوطنين فى القدسالشرقيةالمحتلة، وهو الإعلان الذى تزامن مع زيارة نائب الرئيس جوزيف بايدن، ووصفه البيت الأبيض بأنه «إهانة» للولايات المتحدة. تعد «إيباك» أكبر مراكز النفوذ الداعمة لإسرائيل بالساحة السياسية الأمريكية، وذكر موقع «تقرير واشنطن» التابع لمعهد الأمن العالمى الأمريكى أن إيباك تأسست عام 1951 ولم تجد فى تلك الفترة أى تعاون من الإدارة الأمريكية لتقديم المعونات لإسرائيل. وشهد عام 1967 ارتفاعا حادا فى نشاط «إيباك» حيث استطاعت المؤسسة جذب انتباه المجتمع السياسى الأمريكى لنجاح الدولة الإسرائيلية فى هزيمة الجيوش العربية، ونجحت إيباك فى إقناع الأمريكيين بأن إسرائيل خير حليف للولايات المتحدة بالمنطقة. ومؤخرا، أنشأ بعض اليهود المعتدلين «لوبى» معتدل لمواجهة سطوة «إيباك» التى يسيطر عليها اليهود الأمريكيون المتطرفون، وأطلق على هذا اللوبى اسم «جى ستريت» الذى يعتبر أول منظمة من اليهود الأمريكيين تركز على دعم السياسيين الأمريكيين الذين يؤمنون بضرورة التحرك نحو تسوية سلمية حقيقية فى الشرق الأوسط وتسعى للوقوف فى وجه «إيباك» التى يراها الكثيرون فى دفاعها عن السياسات المتشددة فى إسرائيل كارثة على أمنها، ومصالح أمريكا، ومستقبل التعايش فى المنطقة رافعين شعار «مؤيدون لإسرائيل.. مؤيدون للسلام».