قال محللون وخبراء لوكالة رويترز للأنباء، إن خروج النخبة السياسية المصرية من الانتخابات الرئاسية، كان سببه «فشل» النخبة في حشد أصوات كافية من الناخبين، لابتعادها عن الواقع، وافتقارها للتواصل مع القاعدة العريضة من الشعب، التي قالت إنها اختارت على أساس ديني، أو لمخاوف تتعلق بالأمن، أو رهبة التغيير. وأشار وحيد عبد المجيد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، «إن النخبة السياسية بكل أطيافها أثبتت فشلها، وأنها غير قادرة على الحوار والتواصل، وبناء أي قدر من التوافق». وأضاف أن «الانطباع الذي أخذه الرأي العام عن النخبة السياسية من أحزاب وحركات سياسية وشبابية ومثقفين، أنهم لا يجيدون غير الصراع والانقسام وصناعة الكلام، وكانت النتيجة أننا وصلنا إلى هذا الوضع». وشدد «عبد المجيد» على أن «المرشحين الأعلى تصويتًا أحدهما اعتمد على النظام القديم (أحمد شفيق)، والآخر اعتمد على تنظيم قوي (محمد مرسي)، والاثنان لم يكونا بمعزل عن ملايين المصريين». وأكد المحلل السياسي، نبيل عبد الفتاح، أن «النتيجة كانت أمرًا متوقعًا تمامًا، لأن النخبة لم تقيم أوضاع القوة التصويتية لكل طرف، فقد جرت النخبة وراء مجموعة من الأوهام، وكانت بعيدة عن الجماهير، وتصارعت حول من سترشح وكان ظهورها يقتصر على الإعلام وابتعدت عن الحركة على الأرض». وتابع «عبد الفتاح» قائلاً: «تفتقر النخبة لوجود شبكات تنظيمية على الأرض، في المقابل يعمل المرشحان المتصدران على الأرض من خلال شبكات الحزب الوطني المنحل، فيما يخص (شفيق)، ومن خلال شبكات الإخوان على الأرض فيما يخص (مرسي)». واستطرد قائلا: إن «شفيق اعتمد على مخاوف الطبقة الوسطى من وصول الإخوان للسلطة، التي تتمثل في احتمالات التضييق على مصر دوليًّا من قوى دولية وإقليمية، كما حدث مع حماس في غزة، وهو ما سيؤثر على الاستقرار والاقتصاد، وعلى صعيد وظائفها، والخوف من غياب الأمن». فيما رأى الكاتب الصحفي، محمد أبو الفضل أن «النخبة مسؤولة عما آل إليه الوضع أثناء نظام مبارك، وهي مسؤولة الآن عما آلت إليه الثورة، من إخفاق يكاد يقضي عليها، وهي في مأزق أشد صعوبة عما كانت عليه قبل الانتخابات، لأنه أصبح عليها أن تختار بين خيارين كلاهما مر». وأعرب «أبو الفضل» عن اعتقاده بأن «عددًا من النخبويين سيصوتون لشفيق بسبب خلافهم الفكري مع الإخوان، لكنهم يخشون إعلان ذلك حتى لا يتهموا بأنهم انحازوا إلى الثورة المضادة». وتابع قائلا: «النخبة لم تفشل في إقناع الناخبين بمرشحيها فحسب، بل فشلت في إقناع أكثر من 25 مليون مصري بالمشاركة في التصويت».
