أدانت أحزاب النهضة والريادة والتيار المصري أحداث العباسية، ووصفوها ب«المشهد العبثي، الذي يكشف مراهقة سياسية واستعداد للتزوير الناعم لانتخابات الرئاسة». وقال الدكتور محمد حبيب، وكيل مؤسسي حزب النهضة والنائب السابق لمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن «استدعاء بلطجية للقيام بمذبحة ضد المعتصمين أمام وزارة الدفاع يؤكد أننا أمام مشهد عبثي بامتياز». وأضاف ل«المصري اليوم» أنه يوجد على الجانب الآخر «مهرجون» للأسف، وهذا ما يكشف عن مراهقة سياسيية يجني ثمارها ذلك الوطن وشعبه. وقال هيثم أبو خليل، عضو مؤسس حزب الريادة تحت التأسيس والقيادي المستقيل من جماعة «الإخوان»، إن المجلس العسكري في أحداث العباسية «يقتل الشباب بدم بارد من أجل أن يكسر البقية الباقية من الثورة ويريد أن يسحق أي تحركات ثورية». وأضاف: «قد نختلف أو نتفق على اعتصام العباسية، لكنه اعتصام مشروع يقره الإعلان الدستوري ومنظمة الأممالمتحدة»، موضحا أن «الهدف من أحداث العباسية هو القضاء على المد الثوري في الشارع استعدادا للتزوير الناعم لانتخابات الرئاسة المقبلة، لكنه ليس الهدف منه تعطيل تسليم السلطة». وتابع: «أعتقد أن بودار التزوير الناعم لانتخابات الرئاسة المقبلة بدأت تظهر واضحة من خلال عدم تعديل المادة 28 من الاعلان الدستوري وعدم تغيير اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة والتي يتواجد فيها المستشار فاروق سلطان، بطل انتخابات 2010، والمستشار عبدالمعز إبراهيم، بطل قضية التمويل الأجنبي». وأكد أن موقفهم واضح من المشاركة في مليوينة الجمعة المقبل 4 مايو، وأنه «من المقرر الدخول في اعتصام مفتوح حتى موعد انتهاء انتخابات الرئاسة وتسليم السلطة، والهدف من الاعتصام والمشاركة في المليوينة هو الوقوف ضد التزوير المقبل في انتخابات الرئاسة وضد الطرف الثالث الذي بات واضحا»، حسب قوله. وأشار إلى أن «الاعتصام المفتوح في الميادين حتى انتهاء انتخابات الرئاسة وتسليم السلطة وقطع كافة الاتصالات مع مجلس العار هو الحل الأمثل لإنقاذ الثورة»، حسب قوله. وقال إسلام لطفي، وكيل مؤسسي حزب التيار المصري، إن حزب التيار المصري «يدين بشدة تلك الأحداث، كما دعا جميع القوى الثورية والأحزاب والحملات الانتخابية ومرشحي الرئاسة وشباب الثورة للاشتراك في مسيرات خلال ساعات ضد أحداث العباسية، الهدف منها حماية المعتصمين السلميين والذين تعرضوا لمذبحة وللتأكيد على أن ثورتنا مستمرة». وأضاف ل«المصري اليوم» أن «الهدف من أحداث العباسيةعرقلة الانتخابات وتخويف الناس»، لافتا إلى أنه ليس مقتنعا بأن المجلس العسكري هو المتورط في الأحداث وأنه طرف فيها لكن «موقفه الصامت ضد هذه الأحداث غريب». واعتبر أن «سكوت المجلس العسكري على تلك الأحداث يسيء إليه ويمس شرفه العسكري، وهذا ما وضحناه من قبل من أن استمرار المجلس العسكري في السلطة يضر بالجيش المصري أكثر». وأوضح أن «كل الخيارات مفتوحه في حال المشاركة في مليوينة الجمعة سواء بالاعتصام أو غيره، فتلك الأحداث ستعيد توحيد الصف لجميع القوى السياسية والإسلامية من جديد ضد محاولات ترويع المعتصمين وتخويفهم من قبل فلول النظام السابق». وقال محمد القصاص، عضو ائتلاف شباب الثورة وعضو حزب التيار المصري، إن الائتلاف وحزب التيار يستنكر هذه الأحداث بشدة، مشيرا إلى أنه «حسب أقوال بعض الأهالي في العباسية تأكد أن هناك ترتيبات مسبقة لتلك الأحداث». وأضاف أن «الأمن تقاعس بشكل كبير عن أداء مهامه في حماية المعتصمين في الفترة الأخيرة، وخاصة أن هناك محاولات من قبل بعض البلطجية خلال الأيام الماضية للاعتداء على المتعصمين، إلا أن الأمن لم يتحمل المسؤولية في حمايتهم». وتابع: «سنشارك في مسيرات ومظاهرات للتضامن مع هذا الدم السائل ومع حق الاعتصام، بغض النظر عن الموقف السياسي»، مشيرا إلى أن اجتماع الائتلاف والحركات والأحزاب السياسية سيحدد موقفهم خلال ساعات من الأحداث وهل سيتم المشاركة في مليوينة الجمعة المقبل أم لا. من ناحية أخرى، سادت حالة من الهدوء الحذر ميدان العباسية بعد توقف الاشتباكات جزئيا، فيما لا تزال قوات من الأمن المركزي والجيش تواصل انتشارها في أماكن متفرقة بالميدان والشوارع المحيطة به لتأمين المنشآت الحيوية وإحكام السيطرة سوى مداخل الميدان وخارجه. يأتي ذلك في وقت يحاول فيه أهالي العباسية السيطرة على الحرائق التي نشبت في عدد من العمارات المحيطة بالميدان فضلا عن أعمال التخريب التي لحقت بسيارات ومحال بالمنطقة. وبدأت قوات الشرطة والجيش في تأمين المحاكم والوزارات ومصلحة الأحوال المدنية ومحطات مترو الأنفاق التي أغلقت أبوابها والبنوك ومقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ويتعذر الوصول حتى الآن إلى مقر جامعة «عين شمس».