قال الاقتصادى العالمي البارز البروفيسور، جيفري ساكس، إن منتدى «المصري اليوم» الاقتصادي، «يأتي في لحظة من الأزمات العميقة المتعددة والتي تتراكم أمام أعيننا وهي خطيرة، ولا يجري العمل على حلها جذريا». جاء ذلك خلال فعاليات منتدى «المصري اليوم» الاقتصادي، المنعقد بأحد فنادق القاهرة اليوم تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء. وأضاف ساكس، ضيف شرف المنتدى الاقتصادي: ليس هناك شخص مسؤول في أمريكا ولا نعلم من يتخذ القرارات وهناك انتخابات في نوفمبر المقبل. وأردف: إذا سألتموني ماذا يحدث فإنه تحدٍّ جديد ولن يكون في نوفمبر أي حلول. وتابع ساكس، نحتاج إلى مزيد من الحلول وليس مزيد من الانقسامات والحيرة، ونحن في تطور تكنولوجي يمكننا من الوصول إلى الحلول فمن حصل على جائزة نوبل مؤخرًا استفاد من تطوير الذكاء الاصطناعي، ومن حصل على جائزه نوبل في الكيمياء قد لا يكون ملما بها أبدا وقام بتنفيذ ذلك بناء على ما يعلمه بالكيمياء عبر توظيفه في أجهزة الكمبيوتر. أوضح أن «هذه الشركات طورت أفضل لاعب شطرنج في العالم عبر تنظيم عمل الكمبيوتر، من خلال لعب 40 مليون لعبة شطرنج في 4 ساعات، ليصبح بذلك قادرا على منافسة أفضل لاعب من البشر في العالم، وهذه طبيعة العالم الذي نعيشه وما لديه من الحلول المتاحة باستخدامات الذكاء الاصطناعي». وتابع البروفوسير بجامعة كولومبيا: إدوارد ويلسون في جامعة هارفارد قال إن الطبيعة البشرية لديها مشاعر يرجع تاريخها إلى ما قبل 100 ألف عام، منذ العصر الحجري، بينما تأسست الولاياتالمتحدة في عام 1776 ميلادية، وما نراه اليوم لديها بعض المؤسسات عمرها مئات السنين، بينما هناك مؤسسات في العالم أقدم من أمريكا وعمرها آلاف السنين. وأوضح أن تعليم الذكاء الاصطناعي 40 مليون لعبة في 4 ساعات يعني أنه بامكاننا تحريك رقعة الشطرنج خلال 4 ساعات وهذا هو العالم الذي نعيشه، وهناك حلول متعددة لكل شيء. وتابع أن إيلون ماسك، رجل الأعمال الأمريكي، يرى أن الروبوتات ستكون في بيوتنا وتقوم بعمل الكثير من الأعمال وسيقوم بعمل كل ما نريده وسيحصل على شهادة الدكتوراه خلال 4 ساعات وجميعنا سنكون روبوتات تتحدث إلى بعضها، وذلك يشير إلى أن هناك أزمات وهناك فرص وأن أخذ فرصه واستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن من الوصول إلى حلول. ولفت إلى أن الأزمات التي نراها حاليًا متجذره وشديده إحداها الأزمة، التي نشهدها على مستوى البيئة في مصر ستتأثر بشدة دون شك في العقد القادم. ولدينا أزمات عالمية وتغير مناخي أيضا وأزمة في التنوع البيئي فضلا عن التلوث الكبير ومصر ستتأثر بشكل كبير من هذه الأزمات، وستتحمل الكثير من التكلفة لمواجهة التغير المناخي وارتفاع الحراره والجفاف. واستطرد: النيل قد يختفي بنسبه 25% خلال العقد القادم، والدلتا ستصاب في جميع النواحي وهذا لا يتطلب استراتيجيات بل يتطلب استثمارات كبيرة، وصندوق النقد الدولي لن يقدم حلولا في هذه المشكلات. وأشار إلى أن قضية المناخ في كل مكان في العالم وكانت الأسوأ هذا العام، من حيث ارتفاع درجات الحرارة؛ بينما شهدت البرازيل هذا العام انتشار حمى الضنك. وأكمل: لكن العالم الذي يقوده الغرب يتجه بنا إلى عالم متعدد الاقطاب فالصين تتعافى من احتلال غربي دام عقود، وهذا رائع بالنسبه لي حيث تحدث ديناميكية كونها لاعب رئيسي وكذلك الهند التي ستصبح قوه عظمى خلال 20 عاما قادمه وما يحدث من تعدد بدلا من قياده الغرب يؤدي إلى عالم متعدد الاقطاب. ولفت: لا يفهمون هذا في واشنطن وهم يعيشون في الأحلام فالنظام الصحي في واشنطن لا يعمل، لكن المشكلة التي نعيشها حاليًا أن إعادة التوازن قد تؤدي إلى حروب خطيرة جدًا. واشار: حرب أوكرانيا لسبب واحد كون أمريكا تعتقد أن روسيا لا شيء، وانه يمكنها فعل ما تريد، ووضع قواعد عسكريه في اوكرانيا ومع رفض روسيا واتجاه اوكرانيا للوقوف على الحياد، كانت واشنطن لا تحب الاتجاه المحايد، فتخلصوا من الحكومه المحايدة وهو ما أدى إلى حرب. اما بالنسبة لاسرائيل فإنها تعيش في وهم قاتل، وهو ما يجعلها تعتقد أنه يمكنها القيام بوضع النظام الذي تراه كما تحب، وأكبر وهم لديها أن أمريكا ستنقذها، والحقيقة أن أمريكا وحدها تستخدم الفيتو لانقاذ اسرائيل. وواصل: أيضا امريكا تعمل على حروب مع الصين، عبر تسليح تايوان، وهناك وثائق تشير إلى استعداداتها للحرب مع الصين في بحر جنوب الصين وهو تطور خطير وقد ينهي العالم خلال ساعات. هذه مشكلات سياسية كبيرة تشهد تعاملا غير منطقي، والكل يعاني ويذهب إلى إثبات تفوقه وهناك 15 ألف سلاح نووي جديد، وهناك علماء يقولون إن هذه الأسلحة قد تدمر العالم في 19 ثانية. العالم قد ينتهي خلال 19 ثانية.. وأشار: هناك مخاطر بيئيه وجيوسياسية واقتصاديه تعمل لمصلحه البعض وليس لمعظم العالم. واستطرد: أغنى 10 افراد في العالم على رأسهم رجل الأعمال إيلون ماسك، الذي لديه أكثر من 200 مليار دولار كشخص وهذه الثروات تتنامى، هناك غالبية الأشخاص لا تستطيع إكمال السير في طريقها، ومصر مثلا تذهب إلى صندوق النقد ويطلب منها تعديل النفقات وهي تخبرهم أنها تفكر في المستقبل، وأنها لا يمكن أن تتجاهل تعليم أطفالها. تابع: الأثرياء يحافظون على ثرائهم عبر ضخ استثمارات في التكنولوجيا الحديثة، وإذا تسرب الشاب صاحب عمر 17 عاما من المدرسة في مصر فلن يكون لديه فرصة في عمل أو حياة جيدة. وأن الأثرياء يقترضون بفائدة 2% والفقراء يقترضون بفائدة 5%، وذلك لأن الإقراض لا يخدم التنمية المستدامة. وأوضح: دول افريقيا لا يمكنها الحصول على تصنيف ائتماني جيد وهي كثيرة نحو 56 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل اثنين منها فقط لديها تصنيفات جيدة ومصر لديها تصنيف دون مستوى الاستثمار وتعاني من معدلات الفائدة المرتفعة. وواصل: أيضا الشركات الكبرى في الدول ذات التصنيف السيادي المنخفض تواجه مشكله وهي سقف التصنيف السياسي كونها تخضع إلى حد السقف السيادي وبالتالي تمنع في بعض الاحيان من الاقتراض حيث تساءل: أليس هناك حلول لكل ذلك في أنظار النظام العالمي؟ وأكمل: لذلك ينبغي تغيير النظام في النظام العالمي لأنه إذا عمل جيدا، سيدعم نمو الدول الفقيرة لأنه كلما ازددت فقرا ازداد معدل النمو لأن الفقر يدفع إلى السير سريعا، وفي الشرق الأوسط التعليم يكلف نحو 15% من إجمالي الناتج المحلي وهناك عدد دول قليل يمكنهم إنفاق ذلك لذلك يجب على النظام العالمي المساعدة في ذلك. وضرب مثالا بنيجيريا: «لديها قدرة على تحقيق نمو كبير، عبر الاستثمار، وقد يكون لديها 10 اضغاف الدخل الحالي ونمو كبير خلال 20 عاما قادمه لكن لا يمكنها تمويل ذلك، فلماذا لا يمول النظام العالمي». واسنطرد: الدول الفقيرة لديها قدرة أكبر على النمو إذا تمكنت من التمويل وتعليم جميع الأطفال ويجب أن يكون على الأقل المستوى الثانوي هو الحد الأدنى للتعليم ويذهب الطالب بعدها للكلية ومن ثم منح التدريب اللازم للعمل في القطاع العام أو من خلال الفرص الأخرى، لذلك يجب أن يتعلم الأطفال. وتابع: الكثير من المصريين يعملون في دول أخرى ويحققون عوائد جيده وهذا جيد ويحولون تحويلات من الخارج، لماذا لا يتم فرض الضرائب عليهم وتطوير التعليم، لافتا إلى أنه يجب أن يكون هناك 10% من الشباب يعملون في دول أخرى وهذا استثمار جيد. وأشار إلى أنه يجب أن تكون مصر مركزا تكنولوجيا في الشرق الأوسط ولكي تصبح مركزا للتكنولوجيا يجب الوصول إلى مئات الملايين في العالم العربي، وجزء من الاستثمار في التعليم، ويجب الاستثمار في التعليم في مصر لتصبح المرحلة الثانوية الحد الادنى للتعليم والاستثمار الثاني هو البنية التحتية، داعيا إلى تنفيذ العديد من خطوط القطارات. وتابع: انضمام مصر إلى البريكس يجعل الصين شريكا مميز ضمن البريكس وكذلك السياحة ويمكن لكل ذلك أن يدفع جودة الحياة لتصبح رائعة. ولفت إلى أنه «ليس من الصعب فيها تطوير البيئة في مصر، فهي غنية وليس فيها جبال شاهقة، دلتا ونيل، مع العمل على تحقيق انبعاثات صفرية وهذا النظام الصفري يُلحق الشرق الأوسط بأمريكا وأوروبا. ونصح بالتوسع في البناء الحضري لأن المدن مزدحمة وسكان مصر كان عددهم 100 مليون الآن اصبح 120 مليون وسيصل إلى 200 مليون قريبا بحسب تقديرات الأممالمتحدة وهو مستوى عال ولن يستطيع الكثير من الحصول على المياه لانخفاض منسوب النيل خلال العقد القادم. واوضح: تحتاجون لإعاده تنظيم البنيه التحتيه لكي تناسب ذلك، ولذلك ينبغي إكمال العمود الفقري الرقمي المتطور، والولاياتالمتحدةالامريكية لن تستطيع التجسس على مصر إذا تم استخدام شركة هواوي ولا أعتقد أن الصين تهتم بذلك لكن الولاياتالمتحدة تهتم فلديكم شريك هائل عليكم التعاون معه. وأكمل: النقطه الأساسية التي يجب الوقوف عندها إذا أردنا أن ننجح بشكل مبدع أننا لدينا أفضل 20 عاما في تاريخ العالم ولدينا حلول لكل مشكلة كبير وطاقة نقل هائلة ولدينا حلول متميزة لكل شيء، يمكنني تعليم الاطفال والتحاق الجميع بالمدارس ويجب إضافة تكلفه ذلك على الدول التي لديها قدرات عالية لزيادة إجمالي الناتج المحلي 30 ضعفا بما يدفع للأمام. واستطرد: انتم في مصر الأقدم في العالم ولديكم حضاره تعود إلى 5000 عام وهي حقيقة والحضارة المصرية أساس كل الحضاره الغربية ولديها حق ومكانة تمكنها من القياده وهي جسر مهم بين إفريقيا والشرق الأوسط وليس مريحا أن تكون في هذا الموقف. واختتم: الوقت يمر ولا يجب أن ننتظر خطة من الولاياتالمتحده في المستقبل المنظور، ولذلك أعتقد من المهم وضع أفكار واضحة لتحقيق التنميه والسلام لدفع الأمور للأمام.