نظم المجلس القومي للمرأة اليوم السبت الموافق 11 أكتوبر 2024، ورشة بعنوان «القادة الدينيين وبداية جديدة لبناء الإنسان»، في إطار المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»، ذلك بحضور عددًا من الآئمة والشيوخ والقساوسة والواعظات والراهبات. افتتح المستشار سناء خليل ورشة العمل، بالترحيب بالدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، موضحًا أن التكليف الرئاسي جاء للمجلس القومي للمرأة بالعمل في إطار المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية الذي أطلقه عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية عام 2022، على محورين أساسيين، هما: التمكين الاقتصادي للمرأة والتدخل الثقافي والتوعوي والتعليمي. وتضمن العمل على البرنامج التوعوي «جلسات الدوار» الذي يهدف إلى توظيف ما جري عليه العرف بالريف المصري من عادات في احداث تغيير جذري في المعتقدات والموروثات الاجتماعية المغلوطة الغير سارية، والتوعية بشكل عام بقضايا الأسرة ولترسيخ الاعتياد والاعتقاد بان الحوار واحترام الاخر هو الوسيلة السوية لمواجهة المشكلات الاجتماعية والاسرية، كما أن يستهدف 10 الآف قيادة دينية من الأئمة والقساوسة والراهبات والواعظات المدربين على قضايا تنمية الأسرة، بهدف توعية 10 مليون مصرية ومصري حول بعض القضايا التي تتمثل في:(الحقوق والحريات والصحة الإنجابية- الأمومة الآمنة- برامج رعاية ما قبل الزواج وقضايا العنف ضد المرأة- وغيرها). وأشار «خليل» خلال كلمته، إلى أنه تم عقد العديد من الاجتماعات خلال الفترة الماضية منذ إطلاق المشروع، مع ممثلي جميع الجهات للوصول برؤية مشتركة حول كيفية تناول قضايا الأسرة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة والممارسات والموروثات الاجتماعية غير السوية واختيار المميزين من القيادات الدينية التي تمتلك مهارات التواصل والتأثير في القرى المستهدفة التي تضمها مبادرة تنمية الريف المصري«حياة كريمة». إلى جانب تنفيذ جلسات الدوار لتوعية المواطنين بالقرى والمحافظات التي تشملها مبادرة حياة كريمة، فقد نجحنا في الوفاء بما يزيد عن ثلثي المستهدف حيث تم تدريب ما يزيد عن 7 الآف قيادة دينية والوصول إلى ما يقرب من 9 مليون مواطن من خلال تنفيذ ما يزيد عن 93 ألف جلسة دوار منذ إطلاق المشروع وحتى الآن ومازال العمل مستمرًا للوصول إلى كامل المستهدف. وأضاف أنه في إطار المبادرة الرئاسية«بداية جديدة لبناء الإنسان» والذي سوف تقدم تحت لوائها أهداف المبادرات القومية الأخرى الخدمية والتوعوية، وهو الأمر الذي يتطلب إعادة صياغة خطة عمل حديثة لجلسات الدوار، وإعادة تدريب القادة الدينيين على المحاور الجديدة. من جانبه، أوضحت نشوي الحوفي، عضوة المجلس، أن الخطاب الديني يتوافق مع الشباب الذين يمثلون 64% من المجتمع، ويتركز تلك الخطاب عليهم بهدف منع وصول المتطرفين إلى الشباب، منوهة على خطورة الذكاء الاصطناعي في أنه قد يحدث أن يتم فبركة فيديوهات على السنة الآئمة والقساوسة، وأنه يجب أن توحد الدولة جهودها في مواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعي للحفاظ على استقرار المجتمع. وعن حرص المجلس على توطيد العلاقات مع الأزهر والكنيسة من أجل رفع وعي المواطن المصري، أكدت إيزيس محمود رئيس الإدارة المركزية للتدريب والتنمية بالمجلس، على أهمية الخروج بأنشطة مشتركة من أجل ترجمتها لواقع يفيد المواطن المصري على الساحة، كما أن نجح المجلس في الوصول إلى أكثر من 8 مليون مصري ومصرية من خلال جلسات الدوار. ومن جانب وزارة الأوقاف، حيث تم تنظيم عدداً من القوافل ببعض المحافظات من بينهم محافظة المنيا وأوسيوط بمشاركة الواعظات والراهبات لمناقشة القضايا التي تهم المجتمع من مشكلات الزيادة السكانية وقضايا المرأة والأسرة والميراث وغيرها، وفيما أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، أنه يتم تضافر جهود كافة الجهات في مبادرة بداية سوف يجعلها تؤتي ثمارها على المجتمع. كما أكد الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر الشريف وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على أن الأزهر الشريف يبذل العديد من الجهود لدعم المرأة المصرية، حيث أطلق العديد من الحملات التوعوية من بينها حملة (نصيبا مفروضا) لضمان حق المرأة في الميراث وحملة (وعاشروهن بالمعروف) من أجل توعية المجتمع بأهمية حسن التعامل مع النساء ورفض العنف ضد المرأة. تسعي الكنيسة إلى تغيير الفكر والسلوكيات المغلوطة وهو الدور الذي تتبناه أسقفية الخدمات العامة منذ الستينيات، وفقاً لما أوضحه القس انطونيوس صبحي، وأن الكنيسة مشاركة في حملة ال1000 يوم الذهبية والتي تهدف إلى الحفاظ على صحة الأم والطفل في أول عامين من حياة الطفل عبر توفير الرعاية الصحية والاجتماعية لهما وهو ما يتماشى مع أهداف المبادرة. فيما تقدم الأنبا توماس بالنيابة عن بطريرك الإسكندرية والكنيسة الكاثوليكية المصرية، إلى شرح المبادئ التي ترتكز عليها الكنيسة الكاثوليكية من أهمها مبادئ التعليم الاجتماعي، وحياة وكرامة الإنسان، والحقوق والواجبات، ومساندة الفقراء والمحتاجين، وأشار إلى أسهامات الكنيسة الكاثوليكية في العمل الاجتماعي في مصر، بينما أكد القس رفعت فتحي أن رسالة الدين هي النهوض الروحي بالأفراد وبالتالى بالمجتمع، كما أن تتركز دور الكنيسة الإنجيلية منذ نشأتها على الإنسان بكل طوائفه، حيث تهتم بالتنمية الفكرية والثقافية للإنسان، وأن بناء الإنسان لا يتم بدون عدالة ومساواة وتسامح.