أكد حزب الله اللبنانى، أمس، عدم توغل قوات إسرائيلية فى لبنان وخوض اشتباكات مع مقاتليه، فيما أشار جيش الاحتلال الإسرائيلى، إلى «قتال عنيف» فى جنوبلبنان وطلب من اللبنانيين عدم التوجه إلى جنوب نهر الليطانى «بمركبات» حفاظا «على سلامتهم». وقال مسؤول العلاقات الإعلامية فى حزب الله اللبنانى، محمد عفيف: إن «كل الادعاءات الصهيونية بدخول قوات الاحتلال إلى لبنان هى ادعاءات كاذبة». وأضاف: «لم يحدث أى اشتباك برى مباشر بعد بين مجاهدى المقاومة وقوات الاحتلال»، مؤكدًا فى الوقت ذاته جاهزية مقاتلى الحزب «للمواجهة المباشرة» مع قوات الاحتلال الإسرائيلية التى قد «تتجرأ أو تحاول دخول» لبنان. وفى السياق نفسه، أكد مصدر أمنى لبنانى لصحيفة «الشرق الأوسط» أن قوات الاحتلال لم تتوغل فى الأراضى اللبنانية، لكن جيش الاحتلال ينفذ ما يشبه المناورات فى مناطق مختلفة من الحدود، لكن قواته لم تتخطّ السياج الحدودى، ولم تشتبك مع أحد. وتوقع المصدر أن تكون التحركات الإسرائيلية تهدف إلى جس النبض لاستكشاف الموقف فى الطرف اللبنانى، ودفع مقاتلى حزب الله إلى التحرك وإظهار مواقعهم، واستكشاف مدى استعدادهم. فى المقابل، أشار جيش الاحتلال الإسرائيلى إلى «قتال عنيف» فى جنوبلبنان، وطلب من اللبنانيين عدم التوجه إلى جنوب نهر الليطانى «بمركبات» حفاظا «على سلامتهم». وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاى أدرعى، «يدور فى منطقة جنوبلبنان قتال عنيف». ويأتى هذا بعد أن قال المتحدث ذاته عبر منصة «إكس»، إن الفرقة 98 بدأت أنشطة موجهة ومحددة فى منطقة جنوبلبنان، ونشر فيديو يظهر تحضيرات جيش الاحتلال الإسرائيلى على الحدود، وأضاف: «قوات الفرقة 98، ومن بينها قوات لواء الكوماندوز والمظليين والمدرعات من اللواء 7، أجرت الاستعدادات على مدار الأسابيع الأخيرة لتنفيذ عملية برية فى جنوبلبنان، والتى بدأت الإثنين الماضى. ميدانيا، أعلن حزب الله أمس قصفه قاعدة «جليلوت» التابعة للاستخبارات الإسرائيلية والواقعة قرب تل أبيب، فى استهداف قال إنه جاء تحت نداء «لبيك يا نصر الله»، فى إشارة إلى أمينه العام الذى اغتيل، الجمعة، فى غارة إسرائيلية على ضاحية بيروتالجنوبية. وقال جيش الاحتلال فى بيان أن «صافرات الإنذار دوت وسط إسرائيل إثر إطلاق مقذوفات من لبنان». وقرر جيش الاحتلال، أمس، توسيع نطاق القيود الأمنية الخاصة بالجبهة الداخلية لتشمل العديد من البلدات والمدن ومن بينها القدس وتل أبيب. وفرض الجيش قيودا على التجمعات وشدد على ضرورة وجود السكان بالقرب من الملاجئ. وقال محللون سياسيون وخبراء إن القوى الدولية خاصة الولاياتالمتحدة توافقت على التخلص من أذرع إيران فى المنطقة، وذلك بدعم غربى صريح لليمين المتطرف فى إسرائيل. وأضافوا ل«المصرى اليوم»: «أن هناك أهدافا فى جنوبلبنان لا يمكن الوصول اليها بالقوه الجوية والضربات الجوية، مثل الأنفاق ومخازن الذخيرة تحت الأرض، على غرار أنفاق غزة». وأكد السفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الحملة الإسرائيلية مدعومة من الغرب والولاياتالمتحدة، واستخدمت فيها كل الأدوات التكنولوجية الحديثة وكافة أنواع الذخائر الممولة والمدعومة من الولاياتالمتحدة، ما أحدث تغييرًا نوعيًا تمثل أيضا فى جرأة إسرائيل فى اتخاذ قرارات مثل اغتيال قادة حزب الله فى جنوبلبنان، بالإضافة لاستمرار حملتها لقرابة عام فى غزة. وقال حجازى: «من الواضح أن التخلص من أذرع إيران فى المنطقة هو وضع توافقت عليه القوى الدولية، خاصة الولاياتالمتحدة، بدعم غربى صريح لليمين المتطرف فى إسرائيل، الذى وجد فيها فرصة للتخلص من أعباء القضية الفلسطينية، خاصة المواجهة مع حماس، وكذلك الأوضاع فى جنوبلبنان والتخلص من حزب الله». وقال اللواء طيار دكتور هشام الحلبى، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والأمن الاستراتيجى، إن إسرائيل فى نقطة حاكمة تسعى فيها لإعادة المواطنين الموجودين فى شمال إسرائيل للعودة إلى منازلهم. و أضاف «الحلبى» أن إسرائيل قامت بضربات موجعة ومؤلمة لحزب الله واستهدفت عددا كبيرا من قياداته، لافتا إلى أن هناك بعض الأهداف الموجودة فى جنوبلبنان لا يمكن الوصول إليها بالقوة الجوية وعلى وجه التحديد بعض الأنفاق ومخازن الذخيرة الموجودة تحت الأرض.