بيروت - وكالات الأنباء: أعلن الجيش الإسرائيلي، فى وقتٍ مبكر من صباح اليوم، أنه بدأ عملية برية «محدودة» ومحدّدة الهدف ضد أهداف ومنشآت تابعة لحزب الله فى جنوبلبنان ويخوض «قتالاً عنيفًا»، ولكن حزب الله نفى ما أعلنه الاحتلال ووصفه بأنه «ادعاءات كاذبة». وبعد أسبوع من القصف المكثف على قرى جنوبلبنان والعاصمة بيروت أوقع مئات الشهداء، وقال الجيش الإسرائيلى فى بيان الأهداف التى يعتزم استهدافها فى العملية تقع «فى عدد من القرى القريبة من الحدود والتى ينطلق منها تهديد فورى وحقيقى للبلدات الإسرائيلية فى الحدود الشمالية»، موضحاً أن القوات الإسرائيلية على الأرض تحظى بإسناد جوى ومدفعي. وقد أعرب وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن عن قناعته المشتركة مع إٍسرائيل بضرورة «تفكيك البنى التحتية الهجومية» التابعة لحزب الله على طول الحدود اللبنانية مع دولة الاحتلال «لضمان ألا يتمكّن حزب الله من شن هجمات مماثلة لهجمات السابع من أكتوبر» على المستوطنات الشمالية فى إسرائيل. وأبلغ وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت نظيره الأمريكى أوستن بشأن العمليات البريّة التى أعلن الجيش عن إطلاقها فى جنوبلبنان ضد مواقع لحزب الله، وفق ما أعلن مكتبه ظهر أمس. وأفاد البيان بأن «الوزير ناقش العمليات المحددة الأهداف والمواقع التى أطلقها جيش الدفاع الإسرائيلى خلال الليل ضد أهداف لحزب الله الإرهابى فى المنطقة الحدودية فى جنوبلبنان». وقال الجيش الإسرائيلي: إنه استدعى 4 ألوية احتياط اضافية للمشاركة فى العمليات على الحدود الشمالية . وأضاف جنوداً من المظليين والقوات الخاصة، فضلاً عن قوات الفيلق المدرع، يشاركون فى العملية. ونقل «موقع أكسيوس» الإخبارى الأمريكى عن مسئولين إسرائيليين لم يسمّهم قولهم: إنّ العملية البرية التى شنّها الجيش الإسرائيلى «لا تهدف إلى احتلال جنوبلبنان». وكان الجيش الإسرائيلى قد احتل جنوبلبنان مدة 22 عاماً، قبل أن ينسحب منه فى مايو 2000. وكتب أفيخاى أدرعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى فى رسالة نُشرت باللغة العربية على «تطبيق تلجرام»: «يدور فى منطقة جنوبلبنان قتال عنيف» مضيفاً: «من أجل سلامتكم الشخصية نطالبكم بعدم التحرك بالمركبات من منطقة الشمال إلى منطقة جنوب نهر الليطاني» متهماً حزب الله باستخدام المدنيين «دروعاً بشرية». كما طلب المتحدث من سكان جنوبلبنان إخلاء حوالى ثلاثين بلدة و«التوجه فوراً إلى شمال نهر الأولي» محذراً من أن «كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية يُعرض حياته للخطر». من جانبه، نفى حزب الله أن تكون قوات إسرائيلية قد دخلت الأراضى اللبنانية، وخاضت اشتباكات مع مقاتليه، فيما أكدت قوة الأممالمتحدة فى لبنان (يونيفيل) عدم حدوث «توغل بري». وقال مسئول العلاقات الإعلامية فى الحزب محمّد عفيف: «كل الادعاءات الصهيونية أن قوات الاحتلال دخلت إلى لبنان هى ادعاءات كاذبة» مضيفاً: «لم يحدث أى اشتباك برى مباشر بعد بين مجاهدى المقاومة وقوات الاحتلال». وأكد عفيف جهوزية مقاتلى الحزب «للمواجهة المباشرة» مع القوات الإسرائيلية التى «تتجرأ أو تحاول دخول» لبنان. كما أكد الناطق باسم اليونيفيل أندريا تيننتى لوكالة «فرانس برس» أن «لا توغل برياً الآن»، بعد تحذير القوة الدولية فى بيان من أن «أى عبور إلى لبنان يُعد انتهاكاً لسيادة لبنان وسلامة أراضيه»، داعية الأطراف كلها الى «التراجع عن مثل هذه الأفعال التصعيدية التى لن تؤدى إلا إلى المزيد من العنف وسفك الدماء». من جانبه، أكد مصدر من الجيش اللبنانى لوكالة «فرانس برس»: أن وحداته «لم ترصد» أى توغل إسرائيلى عبر الحدود باتجاه الأراضى اللبنانية. وكان الجيش اللبنانى قد نفى الأنباء التى تحدثت عن انسحاب قواته من مراكزها على الحدود الجنوبية لعدة كيلومترات مشيراً إلى أن قواته تقوم بعملية «إعادة تموضع». يأتى ذلك فيما واصل حزب الله فى هذه الأثناء قصفه على إسرائيل .. وانطلقت صافرات الإنذار الجوى فى وسط دولة الاحتلال أمس، فيما أفاد الجيش أن مقذوفاتٍ أطُلقت من لبنان. وسقط صاروخ على طريق بوسط إسرائيل، فيما ذكرت الشرطة أن صاروخاً آخر سقط قرب مفرق أيال على طريق يشهد حركة مرورية كثيفة بوسط إسرائيل بدون التسبب بسقوط ضحايا. وأعلن حزب الله أنه أطلق «صليات صاروخية من نوع فادى 4 على قاعدة جليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية.. ومقر الموساد التى تقع فى ضواحى تل أبيب»، فى استهداف قال: إنه جاء تحت نداء «لبيك يا نصرالله»، فى إشارة الى أمينه العام حسن نصرالله، الذى قُتل الجمعة الماضية فى غارة إسرائيلية على ضاحية بيروتالجنوبية. وقد ارتكب الجيش الإسرائيلى أمس مجزرة جديدة، حيث استهدفت غارة بلدة الداودية الجنوبية، مما أدّى إلى استشهاد عائلة بكاملها مؤلّفة من 10 أشخاص. كما استهدفت غارات جوية إسرائيلية فى وقت متأخر من مساء أمس الأول، ضاحية بيروتالجنوبية، بعد دعوة الجيش الإسرائيلى سكان ثلاثة أحياء فى المنطقة إلى إخلاء منازلهم. كذلك استهدفت غارة جوية إسرائيلية فجر أمس فى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين فى جنوبلبنان، منير المقدح، القيادى البارز فى الجناح العسكرى لحركة فتح، لكن من دون أن يتأكد فى الحال ما إذا كان المُستهدف قد أصيب أم لا. وحتى الآن، استشهد أكثر من ألف شخص فى لبنان وفق السلطات اللبنانية منذ ارتفع مستوى التصعيد بين حزب الله وإسرائيل منتصف سبتمبر الماضى مع نقل إسرائيل تركيزها العسكرى من غزة إلى لبنان مؤكدة عزمها على تمكين عشرات آلاف السكان من العودة إلى المناطق الشمالية الحدودية التى نزحت منها بسبب تبادل القصف. ومع تصاعد الصراع على الحدود اللبنانية، أعلنت دول عدة عن إجراءات لإجلاء رعاياها، بما فى ذلك استئجار رحلات جوية أو حجز رحلات تجارية بأكملها. جاء ذلك فيما قدّرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف)، نزوح أكثر من 300 ألف طفل من لبنان، منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل قبل عام، مشيرة إلى أن الجزء الأكبر منهم، فر على وقع الغارات الكثيفة المستمرة منذ الأسبوع الماضي.