أعلنت ألبانيا عن خطة لإنشاء دولة صغيرة تشبه مدينة الفاتيكان وهى دولة ذات سيادة للمسلمين البكتاشيين، وحال سارت الأمور وفق المخطط لها، فإن ما يسمى ب«الدولة السيادية للنظام البكتاشي» ستصبح أصغر دولة في العالم، حيث لا يتجاوز حجمها ربع حجم مدينة الفاتيكان، وفقًا لموقع «يورو نيوز». وقال رئيس الوزراء الألباني، إيدي راما، إن ألبانيا ستحول مسلمي البكتاشي (وهي طريقة صوفية إسلامية)، المتمركزين في تيرانا، إلى دولة ذات سيادة لتعزيز الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي. وأضاف الموقع: أنه حال سارت الأمور كما هو مخطط لها، فسوف تصبح دولة النظام البكتاشي ذات السيادة أصغر دولة في العالم، حيث لا يتجاوز حجمها ربع حجم مدينة الفاتيكان، وستكون لرقعة الأرض التي تبلغ مساحتها 10 هكتارات إدارة وجوازات سفر وحدود خاصة بها. وستسمح الدولة الجديدة بتناول الكحول، مع السماح للجميع بارتداء ما يريدون، ولن تفرض أي قواعد على نمط الحياة، مما يعكس الممارسات المتسامحة التي تتبعها جماعة بكتاشي، إذ أنه وفقًا ل راما، فإن هدف الدولة الجديدة هو الترويج لنسخة متسامحة من الإسلام تفتخر بها ألبانيا. ووفقًا لآخر إحصاء سكاني، يمثل البكتاشيون حوالي 10% من الجالية المسلمة في ألبانيا، ومن المقرر أن يكون الدرويش بابا موندي، الزعيم الروحي الحالي للطريقة، زعيمًا للدولة ذات السيادة لأمر بكتاشي، إذ قال إن القرارات ستتخذ «بالحب واللطف». ويعمل فريق من الخبراء على تشريع يُحدد الوضع السيادي للدولة الجديدة داخل ألبانيا، وسيحتاج الحزب الاشتراكي الحاكم الذي ينتمي إليه راما إلى تأييده، بينما أعرب بابا موندي عن أمله في أن تعترف الولاياتالمتحدة والقوى الغربية الأخرى بسيادة دولته، قائلا في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز: «نحن نستحق دولة». وأضاف بابا موندي: «نحن الوحيدون في العالم الذين نقول الحقيقة عن الإسلام ولا نخلطها بالسياسة». وفي حديث آخر له في الأممالمتحدة، أشار راما إلى أن ألبانيا، وهي دولة صغيرة في غرب البلقان، أنقذت اللاجئين اليهود من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية وآوت الأفغان بعد وصول طالبان إلى السلطة قبل ثلاث سنوات، وتشتهر الدولة البلقانية التي يبلغ عدد سكانها نحو 2.8 مليون نسمة بتسامحها الديني في منطقة مقسمة. ما هي الطريقة البكتاشية؟ نشأت الحركة البكتاشية، وهي فرع من الصوفية، في منطقة الأناضول التركية وسرعان ما أصبحت النظام الرسمي لوحدات النخبة العسكرية، الإنكشارية، ومع مرور الوقت، تعرضت لانتقادات بسبب نهجها الليبرالي تجاه الإيمان ونفوذها السياسي المتزايد، وتم تقليص حجمها واقتصر على ألبانيا وكوسوفو ومقدونيا الشمالية. وتم حظرهم رسميًا مرتين، الأولى، في القرن السابع عشر، من قبل السلطان العثماني محمود الثاني، ثم، في عام 1925، بعد أن أغلق الأب المؤسس للجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، جميع النزل البكتاشي أو التكية بعد أن حظر جميع فروع الإسلام التي لم تعترف بها مديرية الشؤون الدينية في تركيا. يذكر أن هناك ما بين 7 إلى 20 مليون بكتاشي في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك حوالي 12.5 مليون في تركيا.