عادت الوحدة «8200» العمود الفقري لاستخبارات إسرائيل الإلكترونية وعين جيشها إلى الواجهة، بعد انفجارات أجهزة الاتصال التي وقعت في لبنان، والتي خلفت عشرات الضحايا بينهم عناصر من حزب الله، والذي خطط لاستهداف الوحدة خلال هجومه الشهر الماضي على الاحتلال، ردًا على اغتيال فؤاد شكر، قائده العسكري، حيث أفاد تقرير لوكالة «رويترز» بمشاركة الوحدة في عمليتي لبنان. دور «8200» في انفجارات أجهزة الاتصال في لبنان وفي تقرير لوكالة «رويترز»، قال مصدر أمني غربي لها، إن الوحدة الإسرائيلية شاركت في التخطيط للهجوم، مشيرًا إلى أن الوحدة شاركت في مرحلة تطوير العملية ضد حزب الله والتي استغرق إعدادها أكثر من عام. ولفت إلى أن الوحدة 8200 انخرطت في الجانب الفني لاختبار كيفية إدخال المواد المتفجرة ضمن عملية التصنيع. بدوره، قال يوسي كوبرواسر، المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية ومدير الأبحاث في منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي، إنه لا يوجد تأكيد على تورط وحدة الاستخبارات العسكرية في الهجوم، لكنه أشار إلى أن أعضاء وحدة 8200 هم من بين أفضل وألمع الأفراد في الجيش، وهم يخدمون في وحدة تشكل مركز القدرات الدفاعية لإسرائيل. وقال: «إن التحديات التي يواجهونها هائلة وتتطلب الكثير من الجهد، ونحن بحاجة إلى أفضل الأشخاص للمشاركة في ذلك». اتهامها بتعطيل أجهزة الطرد النووية الإيرانية وتجري الوحدة وأعضائها من الجنود الشباب المختارين بعناية بتطوير وتشغيل أدوات جمع المعلومات الاستخباراتية، وغالبًا ما يتم تشبيهها ب«وكالة الأمن القومي» الأمريكية. وفي عام 2018، في بيان علني نادر عن أنشطة الوحدة، قال جيش الاحتلال إنه ساعد في إحباط هجوم جوي شنه «داعش» على دولة غربية، موضحًا أن عمليات الوحدة تتراوح من جمع المعلومات الاستخباراتية والدفاع السيبراني إلى «الهجمات والضربات التكنولوجية». ووفقا ل«رويترز» فإنه ورد أن الوحدة «8200» كانت متورطة في هجوم «ستوكسنت» الذي عطل أجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية، فضلًا عن سلسلة من العمليات البارزة الأخرى خارج إسرائيل. بمثابة نظام إنذار مبكر وتعتبر هذه الوحدة بمثابة نظام الإنذار المبكر لإسرائيل، ومثلها كمثل معظم بقية مؤسسات الدفاع والأمن، لكنها تتحمل بعض اللوم عن الفشل في اكتشاف هجوم 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل. تشتهر الوحدة بثقافة العمل التي تؤكد على التفكير خارج الصندوق لمعالجة القضايا التي لم يتم مواجهتها أو تخيلها من قبل، ويساعد بعض الخريجين في بناء قطاع التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل وبعض أكبر شركاتها. وقال آفي شوا، أحد خريجي 8200، والذي شارك في تأسيس شركة «Orca Security»، وهي شركة ناشئة فيما يسمى مجال أمن السحابة الإلكترونية: «سواء كانت مشكلة تتعلق بضعف البرنامج، أو الرياضيات، أو التشفير، أو مشكلة اختراق شيء ما.. يجب أن تكون قادرًا على القيام بذلك بنفسك». وقال كوبي سامبورسكي، وهو عضو سابق آخر في «8200» والشريك الإداري في «جليلوت كابيتال بارتنار» -Glilot Capital Partners، وهو صندوق في المراحل المبكرة يستثمر في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، إن الوحدة لديها معدل دوران عمل مرتفع للمجندين الشباب الذين يحلون محل المحاربين القدامى. والأسبوع الماضي، أعلن قائدها أنه سيتنحى عن منصبه، وفي رسالة استقالته التي نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، قال إنه لم ينفذ مهمته.