أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الري والموارد المائية، حرص مصر الدائم على تعزيز التعاون مع كافة الدول الإفريقية الشقيقة خاصة دول حوض نهر النيل، وحرص الوزارة على تحقيق التعاون البناء في مجال المياه بوجه خاص بما يُمكن الدول الإفريقية من تحسين إجراءات التعامل مع تحديات الموارد المائية والتغيرات المناخية بالدول الإفريقية. واستعرض وزير الري، خلال لقاءه عدد من السفراء المنقولين حديثا لرئاسة عدد من البعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج ملف سد النهضة الإثيوبي ورؤية الدولة المصرية للتعامل مع هذا الملف، وعرض تاريخ المفاوضات التي تمت بين مصر والسودان واثيوبيا بهذا الشأن، ونقاط الاختلاف خلال مرحلة التفاوض، وإبراز أوجه التعنت الإثيوبى خلال العملية التفاوضية، وخطورة التصرفات الإثيوبية الأحادية والتي تتسبب في حدوث تخبط كبير في منظومة إدارة المياه بنظام النهر وارتباك في منظومة ادارة السدود. واستعرض «سويلم» مجهودات الوزارة في التعامل مع تحديات المياه في مصر، لمحدودية موارد مصر المائية ووجود فجوة بين الموارد والاحتياجات المائية وهو ما دفع الدولة المصرية لتنفيذ ثلاث مشروعات كبرى في مجال معالجة مياه الصرف الزراعى (الدلتا الجديدة- بحر البقر- المحسمة) ووضع أولويات للتحول للري الحديث وتطوير منظومة توزيع وإدارة المياه وتأهيل المنشآت المائية والبوابات وغيرها من الإجراءات التي تُسهم في ضمان توفير الاحتياجات المائية لكافة المنتفعين وتحقيق المرونة اللازمة للتعامل مع تحدى تغير المناخ . وأشار وزير الري لما تقدمه مصر من دعم للأشقاء الأفارقة وخاصة دول حوض النيل بتنفيذ العديد من المشروعات في مجال المياه لخدمة المواطنين في هذه الدول مثل مشروعات تطهير المجاري المائية من الحشائش، وإنشاء سدود لحصاد مياه الأمطار، وآبار جوفية تعمل بالطاقة الشمسية بالمناطق النائية، وإنشاء مراكز للتنبؤ بالامطار وقياس نوعية المياه، بالإضافة للتدريب وبناء القدرات من خلال «المركز الإفريقي للمياه والتكيف المناخى» و«مركز تدريب معهد بحوث الهيدروليكا» والمنح المقدمة للدراسة بالجامعات المصرية . ولفت «سويلم» لما تمتلكه مصر من خبرات متميزة في مجال إدارة المياه والتي تحرص على مشاركتها مع الدول الإفريقية الشقيقة وخاصة دول حوض النيل والتي تتمتع بوفرة مواردها المائية ولكنها تواجه تحدى ناتج عن ضعف منظومة إدارة المياه لديها، حيث يصل حجم الأمطار المتساقطة على حوض نهر النيل إلى حوالى 1600 مليار متر مكعب سنويا، ويصل حجم الأمطار المتساقطة على دول حوض النيل- سواء داخل حوض نهر النيل أو غيره من أحواض الأنهار بهذه الدول- إلى حوالى 7000 مليار متر مكعب سنويا من المياه، في الوقت الذي تصل فيه حصة مصر من المياه إلى 55.50 مليار متر مكعب سنويا من المياه . وعلى الصعيد الدولي، استعرض «سويلم» الجهود المصرية لرفع مكانة المياه على الاجندة العالمية، والتأكيد على الترابط بين المياه والمناخ، وإطلاق مصر لمبادرة AWARe والتي تهدف لخدمة الدول النامية وخاصة الدول الإفريقية وتوفير تمويلات لها من الجهات المانحة لتنفيذ مشروعات على الأرض في مجال التكيف مع التغيرات المناخية .