يسير عدد من أبناء قرية الصلعا بمدينة سوهاج على خطى أجدادهم ومشايخهم في تحفيظ القرآن الكريم لقرابة 2000 شخص مجانًا دون مقابل مادي، في «كُتاب الصلعا» قديمًا ومدرسة الصلعا للقرآن الكريم حديثًا. ويعود تاريخ «مدرسة الصلعا» ل 150 عامًا تقريبًا، حيث بدأت بفيما يُعرف ب«الكُتاب» منذ القدم بفصلين يضما حوالي 100 حافظ للقرآن الكريم، حتي توسعت ووصلت لما عليه اليوم، حيث الفصول ال20 وال2000 حافظ، كُل يعمل بها مجانًا لوجه الله وكأنهم ينتهجون نهج مُحفظيهم. وتشتمل مدرسة الصلعا للقرآن الكريم على 25 مُحفظة حصلن جيمعهن على دورة في علوم القرآن والتجويد تحت إشراف السيدة «زينب بنت حلمي بن قطب» وتحت رعاية الدكتور «أحمد عيسي المعصراوي» رئيس عموم المقارئ المصرية، كلًا منهن تُحفظ القرآن بحلقات بلغ عددها 60 حلقة، تبدأ أعمارهم من 4 سنوات حتي سن أولياء الأمور والأجداد بالإضافة إلى عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة. وتعمل المدرسة على فترتين طوال أيام الأسبوع وذلك بعد زيادة عدد المقبلين عليها، حيث كانت تعمل 3 أيام بفترة واحدة فقط إلا أن الإقبال استدعى الزيادة لفعل الخير، كل ذلك بتبرعات من أهالي القرية وعدد من أبناء المراكز والقرى الأخرى التي رأت بعملهم خير عمل يقوم به الإنسان وهو مساعدة غيره على حفظ كلام من النور، ولكن رغم ذلك إلا أنها مازالت تفتقر لبعض الإمكانات. وقصدت المدرسة تحفيز حافظيها على ما يعملون، فاستطاعت توفير المخبوزات والعصائر لهم يوميًا بجانب إقامة الحفلات لتكريمهم وتوزيع المصاحف وربع يس وجزء عم والمتون والقاعدة النورانية، كذلك شهادات التقدير وسط المدعوين من جميع المراكز، كذلك توزيع هدايا مادية عينية لهم أثناء الحفظ بشكل طبيعي غير الحفلات، كُل هذه أساليب أنتهجها القائمين عليها لتستمر حتي يوم الدين. ويختتم القائمين على المدرسة أنهم يتمنوا لو يتولى الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر، إدارتها حتي يتثني لهم استكمال دورها الذي بدأ منذ عشرات السنين، كذلك الاطمئنان على سير المدرسه في رسالتها دون أية معوقات سواء كان الدعم فني أو إداري أو مادي. جدير بالذكر أن جميع القائمين عليها حفظوا القرآن الكريم بها وتفرغوا متطوعين لتحفيظه لغيرهم من أبناء القرية خاصة من المكفوفين وذوي الإعاقة، حتي أصبحت تُعرف ب«بلدة القرآن» ومثال يُحتذي به فقد شرعت باقي القرى في السير على نهجهم وتحفيظ أبنائها القرآن الكريم.