جهد كبير تقوم به وزارة الأوقاف في الفترة الأخيرة لدعم وإنشاء مكاتب ومدارس القرآن الكريم بالمحافظات لحماية النشء من الأيادي الخبيثة التي تعمل بقوة لاختطاف عقولهم الغضة لخدمة أغراضها الدنيئة، ولكن مكاتب تحفيظ القرآن بوزارة الأوقاف كانت لهؤلاء الآثمين بالمرصاد. وأكد د. نوح عبد الحليم العيسوي،مدير الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم بالأوقاف، أن الوزارة بذلت جهودًا كبيرة في مجال نشر الفكر الوسطي المستنير، ومواجهة الفكر المتطرف، وكانت رعاية أهل القرآن الكريم والاهتمام بهم من أولويات وزارة الأوقاف التي تعمل علي التوسع في مكاتب تحفيظ القرآن الكريم، والمدارس القرآنية، ومراكز إعداد محفظي القرآن الكريم علي مستوي الجمهورية، لخلق جيل جديد تغرس فيه الأخلاق الإسلامية. ألف مدرسة وأشار مدير شئون المساجد إلي أن الوزارة اهتمت بخدمة القرآن الكريم وتيسير حفظه بالمجان، وحماية النشء من خطر الجماعات المتطرفة، حيث قدمت الوزارة العديد من الخدمات إكرامًا لأهل القرآن الكريم، وخدمة لكتاب الله (عز وجل)، ومن أبرز هذه الخدمات:إطلاق مشروع المدرسة القرآنية التي تعتني بتحفيظ القرآن الكريم وتوضيح مقاصده العامة، حيث تم افتتاح (952) مدرسة قرآنية بالمساجد تمثل المنهج الوسطي وتعتني بتحفيظ القرآن الكريم وتوضيح مقاصده العامة، ونستهدف خلال الشهر الحالي الوصول لحوالي ألف مدرسة، لتحفيظ الأطفال وحمايتهم من الأفكار الهدامة، ليصبح إجمالي عدد المدارس القرآنية هذا العام ألف مدرسة قرآنية، حتي لا نترك النشء من أبنائنا للجماعات المتطرفة للتأثير علي وجدانهم وتشويه عقولهم، علما بأن التحفيظ يتم مجانا، فنحن نريد أن يحفظ الأطفال القرآن علي يد علماء متخصصين. تحفيظ مجاني ويُتابع د. نوح العيسوي أنه استكمالا لخطة الأوقاف في تجفيف منابع التطرف وغلق الباب أمام الكتاتيب التي تُخرج أشخاصًا متطرفين، عملت وزارة الأوقاف علي التوسع في مكاتب التحفيظ التي يتم من خلالها تدريس الأخلاق إلي جانب تحفيظ القرآن الكريم، حفاظا علي عقول أبنائنا وبخاصة الأطفال والناشئة، من أن تتخطفهم أيدي الجماعات المتطرفة، وقد بلغ عدد هذه المكاتب (2290) مكتبًا، واستمرارا لخدمة لكتاب الله (عز وجل)، وحرصا علي إعداد محفظ واع ومؤهل ومعتمد لتحفيظ القرآن الكريم، تم افتتاح مراكز إعداد محفظي القرآن الكريم بالمساجد الكبري علي مستوي الجمهورية، وبلغ عددها (69) مركزًا، وذلك لإتقان وحفظ القرآن الكريم وتجويده علي أيدي العلماء والقراء المتخصصين، علما بأن مدة الدراسة بالمركز سنتان، وتكون كالتالي: السنة الأولي: تمهيدية في حفظ القرآن الكريم وتعلم أحكام التجويد، والسنة الثانية: تكميلية في مراجعة القرآن الكريم ودراسة التفسير، ومعاني المفردات، وعلوم القرآن، والقيم والأخلاق، إضافة إلي دراسة طرق التدريس للأطفال والناشئة، كما ستمنح الأوقاف شهادة محفظ معتمد لمن يجتاز السنة التمهيدية والسنة التخصصية، وستكون أولوية التقدم لإيفاد القراء في رمضان والعمل بالمدارس القرآنية بالوزارة لاحقا لخريجي هذه المراكز المعتمدين. مكافآت القراء ويُضيف مدير إدارة شئون القرآن بالأوقاف أن الوزارة تهتم بأهل القرآن وتحسين حالتهم، ورفع مكافآتهم، حيث تمت مضاعفة الإعانة المخصصة لنقابة قراء القرآن الكريم لتصبح مائتي ألف جنيه سنويا بدلا من مائة ألف جنيه، إكرامًا لأهل القرآن الكريم، وخدمة لكتاب الله (عز وجل)، علي أن تخصص هذه الزيادة لدعم معاشات القراء ممن لا يتقاضون أية معاشات وظيفية من أي جهة أخري، وتصرف لهم نقدًا، وزيادة مكافأة جميع شيوخ المقارئ من الأئمة وغيرهم لتصبح 200 جنيه بدلًا من 100 جنيه، وكذلك زيادة مكافأة أعضاء المقارئ من الأئمة وغيرهم لتصبح 160 جنيهًا بدلاً من 80 جنيهًا. ويوضح د. نوح أنه تمت أيضا زيادة مكافأة محفظي المكاتب العصرية المعتمدين ومن يتم اعتمادهم من المحفظين بالمكافأة للعمل بمدرسة المسجد الجامع القرآنية لتصبح 300 جنيه بدلا من 150 جنيهًا، ورفع مكافأة الحفظة الذين يصلون التراويح بجزء كامل طوال شهر رمضان إلي 5000 جنيه بدلا من 2000 جنيه العام الماضي، بالإضافة إلي تنظيم المسابقة العالمية السنوية لحفظ القرآن الكريم والتي يشارك فيها العديد من بلدان العالم بجوائز تصل لأكثر من مليون جنيه، وكذلك تنظيم المسابقة المحلية في حفظ القرآن الكريم وتجويده وفهم معانيه ومقاصده السامية، بجوائز مالية قدرها (150) ألف جنيه، وإقامة مسابقة لذوي الاحتياجات الخاصة في حفظ القرآن الكريم مع معاني المفردات القرآنية لتشجيعهم علي إبراز مواهبهم.