يحرص الملايين من المصريين على الاحتفال بالذكريات وخصوصًا الثورات فهم يمجدون بعضها من بينها ثورتا يوليو 52 ويونيو 2013 لما لهما من ذكريات وتأثير على المصريين حيث وضعت الثورتان كرامة وحرية المواطن المصرى فى المقدمة وحرصتا على تدعيم أوضاعهم وكان على رأسها وضع التعليم والدراسة بالجامعات. قيادات يوليو ويونيو مؤمنون بأهمية التعليم والتحصيل المعرفى لدى أبنائهم باعتبار ذلك جواز سفر وتذكرة للمستقبل والحاضر وأنفقوا مقابل ذلك على العديد من المشروعات التى تخدم وتلبى طموحات الأمة المصرية الأبية التى لطالما حافظ مواطنوها على عزتهم وحقوقهم فى الحصول على تعليم جيد لأبنائهم. يوليو 52 كانت بداية قطار استكمال بناء الحضارة فى تاريخ العصر الحديث حيث كان التعليم حكرًا على أبناء الطبقات العليا ممن لديهم ثروات وأموال أما ما دونهم من عامة الشعب والمواطنين فلا حياة لمن تنادى، إلا أن تلك الثورة المجيدة أزالت بعضًا من الظلم والمتمثل فى عدم تعليم الفتيات وتوفير تعليم لمن لا يملكون الإنفاق عليه من عموم الأسر المصرية ووضعت أساس مجانية التعليم باعتبار أن التعليم سواء فى المدارس أو الجامعات وتنمية الرؤوس البشرية من مقتضيات الأمن القومى المصرى وأسست أيضا لركيزة تعليمية مجتمعية قوية. يوليو عززت الوعى لدى المصريين بعدما كان هناك 3 جامعات فقط أصبح العدد قابلًا للزيادة وأنشأت الدولة المركز القومى للبحوث ومن ثم وزارة للتعليم العالى والبحث العلمى ثم شهدت فترة تاريخية ما يقرب من خمسين عامًا تراخيًا فى تنفيذ أهداف وضع ركيزة تعليم يوليو فعلى الرغم من حلول أكثر من 50 عاما حتى العام 2011 لم يكن يتجاوز عدد الجامعات المصرية كافة 45 جامعة وكنا نفقتر إلى أنماط تعليمية كثيرة. وها نحن على أعتاب الجمهورية الجديدة- التى تأسست للاستجابة الشعبية عقب ثورة يونيو 2013- التى تسعى هى الأخرى إلى استكمال فكر يوليو الثقافى التعليمى وتمكن من وضع بصمات خلال عشر سنوات حيث زاد عدد الجامعات المصرية للضعف وانتهجت الدولة خطة ابتعاث لنقل الثقافات وتعويض العلوم المفتقدة من خلال تجارب المبعوثين والعائدين إلى وطنهم مصر فضلًا عن زيادة التخصصات المالية سواء فى الموازنة العامة أو وجوه الإنفاق المختلفة وننتظر خلال الفترات المقبلة مزيدا من ترسيخ خطط تطوير التعليم وتوطين العلوم الحديثة ونقلها والعمل على عودة عقول العلماء المهاجرة من الخارج، وحفظ الله مصر وشعبها وقيادتها وكل ذكرى والمصريون فى أمن وأمان.
