أعربت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، عن قلقها البالغ من إمكان تفشي الأوبئة في غزة بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي. وذكر رئيس فريق منظمة الصحة العالمية المعني بحالات الطوارئ الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أياديل ساباربيكوف، إن عدد الأشخاص الذي قد يتعين إجلاؤهم من قطاع غزة لتلقي الرعاية الطبية وصل إلى نحو 14 ألفا، وفقا لوكالة «سوا». من جانبها اشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب العدوانية على قطاع غزة إلى 39090 شهيدًا و90147 إصابة منذ 7 أكتوبر الماضي. وأضافت المنظمة في تقريرها اليومي، إن جيش الاحتلال ارتكب 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 84 شهيدًا و329 إصابة خلال ال24 ساعة الماضية، وأشارت إلى أنه لازال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وأمس، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، قائلًا إن الوضع «لا يطاق». وفي إطار الأوضاع المآساوية في قطاع غزة، واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال عملية «الفارس الشهم 3»، حملة تقديم المساعدات الإغاثية ومستلزمات الإيواء العاجلة للعائلات الفلسطينية المتضررة من تداعيات الوضع في مخيم النصيرات، فيما وفرت أكثر من 13 ألف خيمة منذ بداية العملية، والتي استهدفت الأسر النازحة التي تأثرت بالأحداث الصعبة خلال الأيام الماضية. وقدمت العملية خيام إيواء للنازحين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، لمساندة العائلات بعد حرق وتدمير خيامهم خلال الأيام الماضية جراء القصف، ولا تزال جهود دولة الإمارات متواصلة في توفير مواد الإيواء للمتضررين، فيما سارع متطوعو عملية «الفارس الشهم 3» بتجهيز خيام الإيواء للعائلات النازحة وسط قطاع غزة، ممن فقدوا خيامهم التي تم تجهيزها خلال وقت سابق من جراء النزوح، في خطوة إنسانية عاجلة لمساعدة العائلات المنكوبة، ومن تضررت من حالات النزوح المتكررة والأوضاع المأساوية الصعبة. وفي وقت سابق، سلط موقع«اندبندنت عربية»، عن المشاكل، اليت يعاني منها النازحين في الخيام، من انتشار عقارب وثعابين تظهر داخل خيم النازحين في غزة، مشيرة إلى أن هناك عوامل عدة ساعدت في انتشارها أولها ارتفاع درجات الحرارة إضافة إلى أنه موسم تكاثر الحشرات والقوارض، موضحا أن أكياس النفايات المتخمرة تبعث أمراضا خطرة لسكان غزة. كما كشف التقرير أن أكثر من ربع مليون طن من القمامة تنتشر في شوارع القطاع ولا خطة للتخلص منها، حيث تنتشر رائحة كريهة داخل المدرسة التي تحولت إلى مركز إيواء يضم مئات النازحين، وشلت الحرب الإسرائيلية على غزة نظام جمع النفايات الصلبة وترحيلها في جميع أنحاء القطاع، فيما أكد المدير التنفيذي لمجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة عبدالرحيم أبو القمبز «الهجمات الإسرائيلية العنيفة أدت إلى تدمير عدد ضخم من معدات جمع النفايات والأخرى المخصصة لترحيلها، ولفت إلى وجود نحو 110 مركبات مخصصة لجمع النفايات الصلبة من جميع أنحاء القطاع، لكن بسبب الضربات العسكرية الإسرائيلية انخفض عددها إلى 73 شاحنة، يضيف أبوالقمبز» نعمل على تشغيل هذا العدد القليل من المعدات. واضطرت بلديات قطاع غزة إلى العمل بطريقة بدائية جدًا، تشغيل عربات تجرها الحمير لجمع النفايات من شوارع القطاع، لكن إسرائيل استهدفت عمال النظافة وبخاصة أولئك الذين يعملون ليلاً، وفي سياق متصل، لا يزال الوضع الاقتصادي في غزة ملئ بالصعوبات والخيم تتمزق بسبب شظايا الصواريخ، كما أن المياه غير صالحة للشرب، فيما وقع رئيس سلطة المياه مازن غنيم، مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسف»، اليوم الثلاثاء، بمدينة رام الله، اتفاقية بقيمة 7 ملايين دولار لمعالجة قطاع المياه في غزة. وأوضح غنيم، وفقا لما نقلت وكالة «وفا»، أن الاتفاقية ستوفر خزانات مياه بسعة 5 آلاف لتر لتجمعات أو مراكز إيواء ليس لديها الاهتمام الكافي، بعكس المراكز التي تهتم بها جهات معينة، كالأونروا مثلا، حيث سيتم توفير عبوات للمياه لغاية 10 لتر تمكن الفرد من الحصول عليها، نظرا لقربها وعدم الحاجة إلى قطع مسافات طويلة للحصول عليها، كما سيتم توفير الوقود لتشغيل مرافق المياه بشكل عام، فضلا عن توفير طرود خاصة للمستلزمات الصحية. وكشف أن لدى سلطة المياه اتفاقيات أخرى بقيمة 25.5 مليون يورو، وهي مخصصة لمحطة التحلية المركزية، حيث جُمعت خلال مؤتمر المانحين، موضحا أن الفلسطيني الواحد في قطاع غزة بالكاد يستطيع الوصول إلى ما بين 3-15 لترا من المياه يومياً في ظل العدوان الإسرائيلي، إذ إن الحد الأدنى من المياه للبقاء على الحياة يقدر بنحو 15 لترا للفرد في اليوم الواحد، في حين أن المعدل الطبيعي لاستهلاكه في فترة ما قبل العدوان كان يقدر بحوالي 84.6 لترا/فرد/يوم خلال عام 2022.
