أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، 81 عاما، انسحابه من السباق الرئاسي، أمس، معلنا تأييده لنائبته كمالا هاريس، لاستكمال الحملة الرئاسية للحزب الديمقراطي امام مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب. وقال الرئيس بايدن في بيان الأحد «أعتقد أن من مصلحة حزبي والبلاد أن أتنحى». وكان بايدن قدواجه ضغوطا متزايدة، مؤخرا، منذ أدائه الكارثي خلال المناظرة الرئاسية مع غريمه ترامب قبل أسابيع قليلة في اطلانطا، وهو ما دفع كبار قادة الحزب الديمقراطي مثل الرئيس السابق باراك أوباما، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، بدعوته للانسحاب، محذرين أن فوز ترامب يمثل خطرا على الديمقراطية الامريكية نفسها ولا مجال للتهاون أو التقاعس. الديمقراطيون في حاجة إلى محارب فيما جاءت أعنف الانتقادات من الخبير الاستراتيجي الديمقراطي بول بيجالا، والذي قال حرفيا عن مرشح حزبه: «إنهم بحاجة إلى محارب، وليس هامسًا لهزيمة ترامب». قرار بايدن بالانسحاب، يعد بمثابة نهاية مسيرة بايدن السياسية الطويلة التي امتدت لعقود، اذ قال «لقد كان أعظم شرف في حياتي أن أخدم كرئيس لكم»، وأضاف «وبينما كانت نيتي هي السعي لإعادة الانتخاب، أعتقد أن من مصلحة حزبي والبلاد أن أتنحى وأن أركز فقط على تنفيذ مهامي كرئيس لبقية فترة ولايتي». كمالا هاريس.. امرأة في مهمة محتملة ويواجه الديمقراطيون مهمة شاقة تتمثل في تهيئة كمالا هاريس، وتسميتها كمرشحة الحزب الأزرق الرسمية، للمنافسة الرئاسية قبل شهر فقط من مؤتمرهم في شيكاغو، وقبل ثلاثة أشهر من انتخابات 5 نوفمبر، فيما قال ترامب، في أول تعقيب على قرار انسحاب بايدن، «ستكون هزيمة هاريس أسهل من بايدن في انتخابات نوفمبر». وكان النائب بيني طومسون، وهو ديمقراطي من ولاية ميسوري، قال خلال وقت سابق، إن هاريس «قوية بشكل لا يصدق، مضيفا لا يمكنك القول إن بايدن قام بعمل جيد دون أن تقول إنها قامت بعمل جيد». كما قال النائب الديمقراطي الأميركي آدم شيف، أمس الأحد، إنه يشعر بأن نائبة الرئيس كاملا هاريس يمكنها أن تفوز فوزا «ساحقا» إذا نافست الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات. ما يميز هاريس عن بايدن وعلى الجانب المقابل قال جيسون ميلر من حملة ترامب، إن هاريس «تملك عدم كفاءة بايدن وفشله، بالإضافة إلى أنها تضيف أيديولوجية متطرفة، لأن بايدن يتملق الليبراليين في كاليفورنيا وإنها في الواقع واحدة منهم». وكانت أغلب استطلاعات الراي، قبل المناظرة، تشير بوضوح إلى شعبية بايدن القوية أمام أي منافس ديمقراطي آخر، لكن بعد المناظرة بدأت أرقام استطلاعات الرأي تميل إلى هاريس، كما تظهر الأرقام أن هاريس لن تكون أسوأ من بايدن في مناظرة افتراضية مع ترامب. ووجد استطلاع أجرته شبكة سي إن إن بعد المناظرة أن هاريس مرتبطة إحصائيًا بترامب وأقوى قليلًا من بايدن بسبب الدعم الأوسع من النساء (50٪ من الناخبات يؤيدن هاريس على ترامب مقابل 44٪ لبايدن). المستقلون (43% هاريس مقابل 34% بايدن). وكان ترامب نفسه، عبر منصته Truth Social، دعا، قبل أيام قليلة، منافسه بايدن لاستكمال حملته الرئاسية، وسط تكهنات بان الرئيس السابق ترمب يعد المستفيد الأكبر من بقاء منافسة بايدن، في حلبة السباق نحو البيت الأبيض. وقال ترامب: «يجب على جو بايدن أن يتجاهل منتقديه ويمضي قدما في ترشحه». حظوظ كمالا هاريس في هزيمة ترامب ويرى حسين عبدالحسين، الباحث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في العاصمة واشنطن، أنه رغم أن حظوظ هاريس تبدو أقل بكثير من بايدن نفسه حتى في مواجهة ترمب، لكن الوضع قد يتغير مع نائب شاب لها لاسيما من الولايات المتأرجحة. وأشار الباحث، ل «المصري اليوم»، إلى أن مستشاري ترمب نفسهم يطلعون على استطلاعات الرأي التي يطلع عليها الجميع، وهم يعرفون أن الكثير من الناخبين يريدون شخصا أصغر سنا وذو خبرة، ويعرفون كذلك أن مرشحا من الولايات المتأرجحة سيعقّد مهمة ترمب للفوز بالانتخابات الرئاسية. ويضيف حسين عبدالحسين، الباحث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في العاصمة واشنطن، أنه مع وجود مرشح أصغر سنا، سيحاول الديمقراطيون جعل مسألة العمر واللياقة البدنية مشكلة الحزب الجمهوري. هاريس vs ترامب وأظهر استطلاع أجرته شبكة «سي إن إن» أن نسبة التأييد لهاريس 45% مقابل 47% لترمب، وأظهر الاستطلاع كذلك أن التأييد لهاريس من المستقلين بلغ: هاريس: 43%، ترمب: 40%. كما أن الناخبين المعتدلين من كلا الحزبين أيدوها بنسبة 51% مقابل 39% لترمب. ومن الجدير بالذكر أنه إذا أصبحت هاريس، وهي عضو سابق بمجلس الشيوخ الأميركي وسبق أن شغلت منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، المرشحة الرسمية للحزب الديمقراطي وفازت في انتخابات ال5 من نوفمبر، ستكون أول رئيسة في تاريخ الولاياتالمتحدة. وهاريس حاليا هي أول أميركية من أصل أفريقي وآسيوي تشغل منصب نائب الرئيس.