العلاقة بين أي أب وابنه هي علاقة تستحق الاهتمام والتحليل فعادة ما يشبه الابن أبيه ويحاول تقليده والسير على دربه وعادة ما يسعى الابن للخروج من جلباب أبيه، وبناء شخصية مستقلة ومنفصلة عنه، وعلاقة محمود العلايلي بوالده الفنان عزت العلايلي علاقة خاصة فالراحل عزت العلايلي لم يربيه على السمع والطاعة والأوامر إنما رباه على الليبرالية والرأي الحر والثقافة، وفي السطور التالية سنستعرض رحلة محمود العلايلي الذي شابه أباه ولم يجمعهما الفن. علاقة محمود العلايلي بوالده محمود العلايلي لم يعش في جلباب والده عزت العلايلي أنشأ ابنه محمود تربية مستقلة ولم يفرض عليه شيئًا لدرجة إن محمود حاول السير على درب أبيه وتقليده واحتراف التمثيل ولكنه لم يستمر، إذ أكد الفنان الراحل عزت العلايلي في حواره للمصري اليوم قبل وفاته إن ابنه لم يستمر في التمثيل بسبب إن كان لديه قناعات أخرى تخصه، وكشف محمود سر تراجعه عن التمثيل قائلًا:«إنها كانت مغامرة». كما أشرنا العلاقة ما بين محمود ووالده كانت قائمة على الحوار وتبادل وجهات النظر والخلاف فيها كذلك، حيث كشف محمود العلايلي في تصريحات تلفزيونية إن والده كان لديه عزة نفس وكبرياء أكثر من اللازم. اختلافات وجهات النظر بينهما دائماً حاضرة وكانت تتعلق بوجهات النظر السياسية تحديداً حيث كان والده ينتمي لجيل مختلف عاش الحقبة الناصرية حيث الأحلام والأمنيات والعروبة والاشتراكية بينما انتمى محمود لجيل آخر تربى على أفكار أخرى أكثر ليبرالية وانفتاحاً على العالم ولكن النقاش بينهما كان يسوده الود واحترام القناعات المختلفة. محمود ووالده كانا أصدقاء يتحدثان سوياً ويتبادلان وجهات النظر في الموضوعات المختلفة وهو ما جعل محمود يفتقد والده بعد رحيله، يفتقد أب وصديق في ذات اللحظة فالعلاقة بينهما أشبه بالشخصية التي أداها الفنان عزت العلايلي وحفيدته الفنانة يسرا اللوزي في مسلسل الجماعة الجزء الأول. كاتب صاحب ميول ليبرالية محمود العلايلي رغم تخرجه من كلية طب الأسنان إلا أنه كان لديه اهتمام بقضايا بلده وكان توجهه ليبراليا حيث انضم للحزب المصريين الأحرار الذي تشكل بعد ثورة 25 يناير كما أنه ألف كتاب بعنوان الأيام المسمومة دون فيه تجربته التي عاشها خلال أحداث يناير. -صدر له كتاب بعنوان عزرائيل وطقوس الدماء الذهبية في مارس 2024 -محمود كان لديه رأيا مهما في مسألة تجديد الخطاب الديني حيث رأى أنه من الضرورة أن يتم تجديده وأن يكون الحديث مقتصرا ومحدداً بالحديث في الشؤون الدينية ولا نستحضره ونستدعيه فيما هو سياسي أو ثقافي أو مجالات أخرى. آخر مقالات محمود العلايلي وكان الراحل محمود عزت العلايلي من كتَّاب جريدة المصري اليوم، حيث كان ينشر مقالات أسبوعية على الموقع الإلكتروني للجريدة، وكتب أكثر من 290 مقالة بالمصري اليوم. وكان آخر ما سطره الراحل محمود العلايلي، مقالا بعنوان «البنية التحتية وتحدياتها». وفيما يلي نص آخر مقال كتبه محمود العلايلي بالمصري اليوم. دون الدخول في المقدمات التقليدية من أصول فنون المقال الصحفى، وجدتنى أخوض في الموضوع مباشرة لأن الذي دفعنى إلى ذلك هو الأثر الإيجابى المباشر لأحد مشروعات البنية التحتية دون أي نوع من الدعاية إلا تناقل الخبر من شخص لآخر لاستخدام ذلك المحور من شارع أحمد عرابى بالمهندسين وصولًا إلى منتصف محور 26 يوليو والعكس، مما يسمح بتفادى عنق زجاجة ميدان لبنان، أو يجعل الحركة يقاسمها ميدان لبنان وذلك المحور الجديد، وما أترجمه حرفيًّا أننى كنت أقطع المسافة من منزلى بمدينة الشيخ زايد إلى مكتبى المتفرع من ش أحمد عرابى في حوالى 50 دقيقة، بينما أصبحت أقطعها الآن في حوالى 25 دقيقة!. من تحديات تأسيس البنية التحتية ما كانت ومازالت تواجهه هو تحدى الزمن على عدة أصعدة، الأول هو اللحاق بما فاتنا من تأسيس البنية التحتية على مدى زمن فات، وثانيهما من مجاراة احتياجات التنمية الحالية، أما الصعيد الثالث فهو الزيادة المطردة في تكلفة مشروعات البنية التحتية على مر الزمن، أما التحدى المهم أيضًا فيتمثل في تعدد المشروعات المطلوب تنفيذها على صعيد التخطيط، وتوفير التمويل اللازم، بالإضافة إلى اللوجستيات المطلوبة لتنفيذ عدة مشروعات ذات تكلفة ضخمة في توقيت واحد. ولا تُعد البنية التحتية الأساسية هي الطرق والكبارى فقط كما يصر البعض، وإنما تخطت ذلك إلى الموانئ، ومحطات توليد الكهرباء، ومحطات رفع المياه، ومشروعات الطاقة الشمسية، ومشروعات أخرى ضخمة إن كان أغلبها قد تم تنفيذه عن طريق الديون، إلا أن الأهم أنها تُعد من الأصول طويلة الأمد، ولا تُعد من ثروات الدولة، التي تم تبديدها مثلما أُهدر في حرب اليمن أو الكونغو أو الجزائر أو ما تمت خسارته في هزيمة 67، مع التأكيد أن قيمة هذه الأصول تتضاعف مع مرور الوقت أضعافًا لا مبالغة فيها. إن الحفاظ على ما تم إنجازه من بنية أساسية لوجستية، كما أن معدلات التخطيط والتنفيذ تحتاج بلا شك إلى التحرك تجاه بنية أساسية سياسية تماثل مؤسسات الدول الديمقراطية الحديثة، ومما لاشك فيه أن تلك الخطوة تحتاج إلى قدر من الشجاعة لا يقدر عليها إلا مَن اتخذ قرارات البنية الأساسية اللوجستية، وتحمل تبعات التغيير، كما تحمل تبعات القرارات المصيرية مثل رفع الدعم وتغيير بعض السياسات المالية لأن أهمية الحفاظ على تلك الإنجازات لا تقل عن الحفاظ على معدلات ما يليها ومعدلات نجاح تنفيذها وما تلتزمه قوة المؤسسات القادرة على صون الإنجاز القائم، والإنجازات المنتظرة. سبب وفاة محمود العلايلي تعرض محمود العلايلي لأزمة صحية شديدة قبل وفاته حيث أصيب بمرض سرطان الرئة ودخل بسببه المستشفى وتوفى داخل غرفة العناية المركزة، ولم يعلم أحد بمعاناته المرضية سوى أسرته حيث رحل في هدوء ودون ضجيج. بعد ثلاث سنوات.....محمود يلحق بوالده وصديقه عزت العلايلي كثيراً ما عبر محمود العلايلي عن افتقاده لوالده بعد رحيله، حيث افتقده كأب وكصديق وبعد ثلاث سنوات يلتحق بوالده، حيث تشابها في الرحيل أيضاً حيث غادرا الجياة دون ضجيج أو صخب لتنتهي حكاية علاقة ليبرالية وحرة بين أب وابنه.