انتقد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي وخبير النزاعات، بشدة محاولات الوفد الإسرائيلي في اليوم الثاني من محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية تبرئة نفسه من جرائمه في حق غزة، من خلال التلاعب وطرح حجج واهية بعيدة كل البعد عن المنطق والقانون. وقال الدكتور مهران ل«المصري اليوم» إن محاولات إسرائيل إلقاء اللوم على مصر بشأن معبر رفح هي مجرد مناورات يائسة للتنصل من مسؤولياتها تجاه ما آلت إليه الأوضاع المأساوية في القطاع، مشدداَ على عدم جواز المزايدة على مواقف مصر التاريخية والثابتة في القضية الفلسطينية، ومشيرا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي حذر مرارًا من خطورة سياسة التجويع والحصار التي تنتهجها إسرائيل، فيما بذلت مصر جهودًا مضنية لتقديم العون لأهلنا في غزة. واتهم أستاذ القانون إسرائيل بمحاولة التملص من المحاكمة بكل السبل، إلا أن حججها غير المقنعة لن تنطلي على قضاة العدل الدولي، فالحقائق أمامهم واضحة كالشمس من خلال ما قدمته جنوب إفريقيا من أدلة دامغة تثبت ارتكاب إسرائيل جريمة إبادة جماعية بحق شعبنا الفلسطيني. وأشار مهران إلى أن المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948 تُدين إسرائيل بوضوح، إذ تنص على أن أفعال الإبادة تتضمن فرض ظروف صعبة بقصد التدمير الفعلي للمجموعات البشرية، موضحًا أن هذا بالضبط ما تفعله إسرائيل في حصارها المطبق وسياسة التجويع الممنهجة بحق سكان غزة منذ 15 عامًا، بجانب شن الحروب المتكررة واستهداف البنى التحتية هناك. كما بيّن أن ثمة الكثير من التصريحات لمسؤولين إسرائيليين تدعو صراحة إلى إبادة الشعب الفلسطيني، وهو ما تجرمه المادة الثالثة من الاتفاقية الخاصة بالتحريض المباشر والعلني على الإبادة، لافتًا إلى وجود أدلة قاطعة وحيّة على كل ما نسبته جنوب إفريقيا لإسرائيل من جرائم وحشية، تكشف زيف ادعاءاتها أمام المحكمة وتؤكد ارتكابها لجريمة الإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني دون أدنى شك. وزعم محامي الدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية في لاهاي الجمعة، إن مصر وهي من تتحمل تفاقم الأوضاع في غزة، وهي المسؤولة عن معبر رفح وبإمكانها إدخال المساعدات. وقال المحامي خلال مرافعته أمام المحكمة أن «إسرائيل لم تمنع دخول المساعدات»، وإن مصر كان بإمكانها إدخال المساعدات إلى غزة من اليوم. واستمعت المحكمة الدولية الجمعة، إلى مرافعة من قبل فريق دولة الاحتلال، نفي فيها ارتكاب مجازر وإبادة في غزة، متجاهلا الوقائع المؤكدة على الأرض، وعدد الشهداء الكبير جراء استمرار العدوان. وبدأت أمس جلسة الاستماع للقضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية على اعتبار أن «إسرائيل» انتهكت اتفاقية الإبادة الجماعية بأفعالها في غزة.
