مع تزايد حدة التوتر بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، ردا على ما ترتكبه قوات الاحتلال، نشر جيش الاحتلال فجر اليوم، الإثنين، فيديوهات لقصف قواته للبنية التحتية العسكرية لحزب الله في لبنان، ردا على إطلاق النار الذي وقع أمس تجاه الأراضي المحتلة. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، تفعيل خطة لإجلاء سكان 28 قرية ضمن نطاق كيلو مترين من الحدود اللبنانية، وذلك في أعقاب اندلاع أعمال قتالية مع حزب الله اللبناني بالتزامن مع الحرب المتصاعدة في غزة. وكان «حزب الله» قد أعلن أن طائرة مسيرة إسرائيلية أطلقت صاروخين على أطراف جنوبي بلدة العديسة الحدودية في القطاع الغربي. وفي المقابل، ظهر هاشتاج «لبنان لا يريد الحرب» على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان على مدى الأيام الماضية، فيما حذر رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاني من جر البلاد إلي حرب جديدة مع إسرائيل، وذكر موقع «صوت لبنان»، أن هاشتاج «لبنان لا يريد الحرب» انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل التصعيد الدائر بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، على الحدود الجنوبيةللبنان، في وقت تشهد بيروت وضعا اقتصاديا هشا جراء تفاقم الأزمة المالية، وتداول اللبنانيون رسائل موجهة إلى الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، يؤكدون رفضهم لانخراط بلادهم في أي حرب أو نزاع لتجنب إعادة تجربة حرب 2006 التي قادت إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة بيروت والعديد من المدن الأخرى. وأكد المشاركون في الهشتاج دعمهم للقضية الفلسطينية حتى النفس الأخير، لكن دون أن يكون هناك صراع عسكري مباشر مع الكيان المحتل. وفي وقت سابق، أكد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، واف جالان عدم الرغبة في دخول حرب مع حزب الله، موضحا أن إسرائيل ليس لها مصالح في توسعة رقعة الصراع الحالي، كما حذر حزب الله من الانخراط في حرب معه، داعيا إلى مراقبة ما يحدث لحماس في رسالة تحذيرية. وعودة لرئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، قال إن لبنان لا تسعى للانجرار إلى الحرب مع إسرائيل، وإن حكومته ستواصل اتصالاتها داخليا وخارجيا لإبقاء الوضع هادئا في الداخل اللبناني قدر المستطاع وإبعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة، وشدد على أن الاتصالات تتم بعيدا من الإثارة الإعلامية حرصا على نجاحها ولعدم إثارة الهلع عند الناس. معتبرا أن الاتهامات التي توجّه إلى الحكومة بالتقصير هي اتهامات سياسية للتحامل ولا أساس لها على أرض الواقع. وتابع: «هناك وحدة لبنانية كاملة تضامنا مع فلسطين، لكن لا مصلحة لاحد بالقيام بمغامرة فتح جبهة من جنوبلبنان، لأن اللبنانيين غير قادرين على التحمّل، لأن لبنان في عين العاصفة، والمنطقة ككل في وضع صعب ولا يمكن لأحد أن يتكهن بما قد يحصل، والأمور تقارب وفق تغير الساعة وتتابع الأحداث، ولا أحد يمكنه توقع أي شيء. لكن الأكيد أن إسرائيل تسعى إلى مضاعفة استفزازاتها». وأشار إلى أن البعض يسأل عما من بيده قرار الحرب والسلم، وفي الظروف الراهنة نحن نعمل للسلام، لكن قرار الحرب بيد إسرائيل، والمطلوب ردعها ووقف استفزازاتها لعدم خلق توترات. وكانت صحيفة الشرق الأوسط، قد أشارت إلى أن التصعيد العسكري المتبادل بين «حزب الله» وإسرائيل لم يدخل حتى الساعة في دائرة «التوتر العالي» الذي يؤدي للإخلال بقواعد الاشتباك التي رسمها القرار الدولي «1701»، كما أن تبادل القصف بين «حزب الله» وإسرائيل يبقى تحت سقف السيطرة، وهو رد فعل على الحرب بين «حماس» وإسرائيل.