يواصل التضخم إثارة مخاوف مسئولو اتخاذ قرارات السياسة النقدية حول العالم، إذ أشار مسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأوروبية هذا الأسبوع إلى أن احتواء التضخم قد يعني إبقاء أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول مما كانوا يتوقعون سابقًا، بعد أن أظهرت سلسلة من التقارير الاقتصادية في فبراير أن التضخم والاقتصاد يتناغمان شيئا فشيئا. التضخم سوف يدفع الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة رفع سعر الفائدة تضع معدلات التضخم المرتفعة ضغطًا ماليًا أكبر على ميزانيات الشركات والمستهلكين، حيث تراهن الأسواق الآن على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يتوقف عن رفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية حتى يصل إلى نطاق 5.25٪ إلى 5.5٪ أو أعلى، وفقًا لأداة CME Fedwatch ، التي تتنبأ برفع أسعار الفائدة بناءً على نشاط التداول. الفيدرالي لم يحرز تقدما كبيرا في خفض التضخم وشهد الشهر الماضي عدة بيانات أشارت إلى أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) لم تحرز تقدمًا كبيرًا في تهدئة النشاط الاقتصادي وخفض التضخم، بحسب كريستوفر والر، محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي وعضو في البنك المركزي للجنة السياسات، في تصريحات له الخميس. وقال الاقتصاديون في دويتشه بنك الألماني في تعليق يوم الأربعاء الماضي، إن البيانات قد حولت الاتصالات الفيدرالية الأخيرة في اتجاه أكثر تشددًا، مجددين توقعاتهم بأن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل الارتفاع حتى يصل سعره إلى نطاق 5.5٪ إلى 5.75٪، وهو ما سيكون أعلى بنقطة مئوية واحدة مما هو عليه الآن، والأعلى منذ عام 2001. وأعرب مسؤولون في بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي عن توقعات مماثلة، حيث قال كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا هوو بيل في خطاب ألقاه الخميس الماضي إن الاقتصاد البريطاني أثبت أنه "أقوى قليلاً مما كان متوقعًا". التضخم في أوروبا لن يتراجع قبيل وصو اسعار الفائدة ل4% صرح بيير وونش المسؤول بالبنك المركزي الأوروبي للصحفيين الخميس الماضي، بأن التضخم في أوروبا يمكن أن يستجيب للبنك المركزي الأوروبي والاتحاد الأوروبي بعد خلال رفع سعر الفائدة إلى 4٪، وهي نقطة مئوية كاملة ونصف أعلى من مستواه الحالي. وعزز تقرير حكومي أمريكي آخر من استمرار التضخم المزعج يوم الجمعة، كرر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الحاجة إلى البقاء يقظين في معركتهم لتقليص التضخم - حتى عندما أظهر بحث جديد أن المعركة من المرجح أن تحفز الركود. التضخم ينخفض ببطء في سياق متصل قال محافظ الاحتياطي الفيدرالي فيليب جيفرسون في منتدى السياسة النقدية بجامعة شيكاغو بوث لإدارة الأعمال في نيويورك، إن عدم التوازن المستمر بين العرض والطلب على العمالة والحصة الكبيرة لقطاع الخدمات من تكاليف العمالة يعني انخفاض التضخم المرتفع، لكن ببطء، موضحا أن ذلك يعد السبب في أن الاحتياطي الفيدرالي قد عالج التضخم في العام الماضي على وجه السرعة وبقوة للحفاظ على مصداقيته في خفض التضخم إلى هدفه طويل الأجل البالغ 2٪. واتفقت لوريتا ميستر، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، مع وجهة نظر جيفرسون بشأن وتيرة تراجع التضخم، وقال ميستر أرى المخاطر على توقعات التضخم تميل إلى الاتجاه الصعودي وتكاليف استمرار التضخم المرتفع كبيرة، مضيفة أن التضخم قد يكون أكثر ثباتًا مما هو متوقع حاليًا.
