تصيب المشاعر السلبية جميع البشر، ولكن نوبات الغضب التي يعانى منها مريض الاكتئاب أسوأ بكثير، وأحيانا لا يأتى الذهاب لطبيب نفسى بالنتيجة المرجوة؛ لأن الأدوية الموصوفة عادة لا تمنع الاكتئاب الشديد. في البداية، تكون أعراض الاكتئاب خفيفة وغير ملحوظة، ولكن بمرور الوقت تزداد حدتها، وتتمثل في الشعور بالغضب، الصراخ، الارتباك، الانعزال عن الآخرين، وتصبح المهام البسيطة مثل الاستحمام أمرا شاقا ومرهقا جدا، وقد يصل الأمر بالبعض إلى التفكير في الانتحار. وبعد فشل محاولات العلاج بالأدوية أو زيارة الأطباء النفسيين، قد يلجأ البعض للعلاج بالتحفيز المغناطيسى عبر الجمجمة «TMS»، وهو علاج جرى تطويره مؤخرًا، وفيه يتم بث النبضات المغناطيسية بعمق في مراكز المزاج في الدماغ. ويتم إجراء «TMS» عدة مرات أسبوعيًا لمدة شهر أو 45 يوميًا. ويقول أحد الأطباء النفسيين عن هذه الطريقة: «نحن في الواقع نُغيّر كيفية ترتيب دوائر الدماغ، وكيف تتحدث مع بعضها البعض، فالدماغ عضو قابل للتغيير بشكل مذهل، ونأمل أن تكون هذه التكنولوجيا مفيدة، ليس فقط في الاكتئاب، ولكن في حالات أخرى أيضًا». ويعد تطوير العلاج الجديد للاكتئاب الشديد علامة مشجعة بالنسبة ل%30 من الأشخاص الذين لا يستجيبون لأى نوع من العلاج، لذلك يعتبر «TMS» أحد التطورات الواعدة في علاج الاكتئاب. وطريقة العلاج تتم من خلال وضع ملف كهرومغناطيسى على رأس المريض، وإدارة نبضات مغناطيسية لمدة من 30 إلى 40 دقيقة. ويحكى أحد الأشخاص تجربته مع هذا العلاج قائلًا: «بعد نحو 5 أسابيع، لاحظت أن العلاج كان له تأثير على أعراضى، وشعرت بأننى شبه طبيعى، وبدأت أتحكم في مشاعرى، وأصبحت أتواصل اجتماعيًا مرة أخرى، ولم أكن أبكى، ولم تعد لدى أي أفكار انتحارية».