«شجرة الكريسماس».. حكاية فرحة تكسو كل شبر فى العالم عند اقتراب عيد الميلاد المجيد ومن بعده رأس السنة الميلادية، فمع برودة الطقس فى آخر كل سنة نجد السماء تمطر نجومًا وهدايا جاء بها «سانتا كلوز» ليفرح الكبير والصغير، وفى مثل هذا التوقيت كل عام يبدأ المصريون التجهيز لاحتفالات الكريسماس فى نهاية ديسمبر؛ فتقبل الأسر على شراء أشجار الكريسماس وبابا نويل كمظهر من مظاهر الاحتفالات بعام ميلادى جديد... ولعل منطقة شبرا مصر هى أكثر المناطق التى تكون قبلة راغبى شراء الزينة فى هذه الأيام، حيث تجد أن كل شبر فى هذه المنطقة يحتفل بالكريسماس... لذا ومن خلال هذا التقرير يشارك دليل «خدماتى المصرى اليوم» المواطنين فرحتهم بشراء كافة احتياجاتهم للاحتفال بالكريسماس وأيضا يستعرض حالة سوق زينة الكريسماس وأسعار المنتجات ومدى إقبال المواطنين عليها. بمجرد دخول منطقة مسرة بحى شبرا مصر تشعر بأجواء البهجة والسعادة تملأ الطريق، فقد تزينت المحال والميادين بزينة وأشجار الكريسماس، كما أن محال بيع الزينة استعدت لاستقبال المواطنين وعرضت منتجاتها أمام الزبائن، فعلى سبيل المثال كان يعرض أحد المحال عددا من أشجار الكريسماس متفاوتة الارتفاع والأسعار حيث يبيع «الطوخى» أشجار الكريسماس ذات الارتفاع 210سم بسعر 400 جنيه و350 جنيهًا لارتفاع 190سم ويعرض أيضًا أشجار كريسماس صغيرة ارتفاعها أقل من متر ونصف المتر بأسعار 75 جنيهًا حتى 35 جنيهًا. وأشار «سيد الطوخى»، أحد العارضين، إقبال الأهالى على الشراء أضعف من الأعوام السابقة، كما أنه عادة ما يقبل غالبية الزبائن على شراء الأحجام المتوسطة من أشجار الكريسماس لتزيين البيوت بها خلال الأعياد بينما يقبل أصحاب المكاتب على شراء الأحجام الصغيرة التى تتناسب مع مساحة المكتب ويقتصر استخدام الأحجام الكبيرة على المعارض وأصحاب المحال فى أغلب الأوقات، ومنهم أيضا من يكون حريصًا على شراء مجسم لبابا نويل كبير الحجم ممسكًا فى يده مجسمًا لآلة الساكس الموسيقية ويتميز بالرقص والغناء المسجل ليقدم لوحة من البهجة والسعادة بملابسه الحمراء والبيضاء مع أغانى الكريسماس الصادرة منه والتى تضفى نوعًا من السعادة فور سماعها ويتفاوت أيضًا بابا نويل فى الأحجام والأسعار فيبدأ من سعر 25 جنيهًا للحجم الصغير وصولًا ل1800 جنيه للحجم الكبير. ويمتلئ المحل بأدوات الزينة كالكرات الذهبية ونجوم مذهبة وميداليات صغيرة لبابا نويل وأفرع مضيئة والتى تعتبر أكثر ما يقبل الناس على شرائها وأيضا أفرع زينة متباينة الألوان حيث الأحمر والأخضر والبنفسجى والذهبى وجميعها تعلق على أشجار الكريسماس لتزيينها وإضفاء لمسة الجمال التى نراها كل عام فى الطرقات والبيوت والمحال على أشجار الكريسماس. وأكد سيد الذى يعمل فى هذا المجال منذ أكثر من 35 عامًا على أن الأسعار زادت عن العام السابق إلى حد ما ولكنها ليست زيادة كبيرة لم تتجاوز ال20% حيث تتراوح أسعار زينة الأشجار بين 10 جنيهات و35 جنيهًا للقطعة الواحدة مؤكدا أن سوق زينة الكريسماس والتى تعتمد بصورة كبيرة على الاستيراد من الخارج لم تتأثر بما شهده الاستيراد جراء الأزمات العالمية الحالية بل تمتلئ المحال بالمعروضات منها مثل كرات الزينة الملونة والعكاز ذو اللونين الأبيض والأحمر وأحجام مختلفة من بابا نويل وغيرها من أدوات الزينة التى تعلق على الأشجار والتى تزيد على 60 شكلًا مختلفًا بجانب لوازم الاحتفالات الشخصية كماسكات بابا نويل والصفارات والنظارات والقبعات الحمراء المضيئة وغير المضيئة والتى تتراوح أسعارها بين 20 و50 جنيهًا للقطعة. وأوضح سيد أن مختلف أنواع الزبائن يكونون حريصين على شراء أصناف من زينة أعياد الميلاد سواء كانوا ميسورى أو متوسطى الحال وحتى الفقراء أيضا بل إن هناك عددًا كبيرًا من الزبائن المسلمين يشاركون الفرحة ويكونون حريصين على شراء الزينة للشعور بأجواء الاحتفالات بالعام الميلادى الجديد، فالجميع يميل دائمًا إلى ما يجلب لهم السعادة والفرحة ويشعرهم بأجواء الأعياد مهما كانت الظروف، مؤكدًا أن المحال تبدأ فى عرض الزينة بداية من شهر سبتمبر من كل عام وحتى نهاية العام. ولعم «سيد» زبائن دائمون يأتون كل عام لشراء الزينة يعرفونه ويعرفهم وينتظرهم كل عام فى نفس التوقيت ليتشاركوا الفرحة، فهو بالنسبة لهم صانع الفرحة فقد كانت «كريستينا عماد» 34 سنة رفقة أبنائها جرجس وميرنا يبحثون بين المعروضات عن الزينة التى يحتاجونها والتى كانت أسعارها مناسبة، كما أوضحت «كريستينا»، وأضافت أن والدها كان يصطحبها لشراء الزينة من عم «سيد» وقد اعتادت هذا التقليد وأصبحت تصحب أبناءها فى نفس التوقيت لنفس المكان ليشعروا بنفس مشاعر الفرحة والسعادة التى كانت تشعر بها آنذاك. وأكدت «كريستينا» أن الزينة اختلفت كثيرًا حاليًّا عما كانت عليه سابقًا، فقد كانت قديمًا محدودة وأشكالها ثابتة، الأمر الذى اختلف حاليًّا وأصبحت متعددة الأشكال والأحجام أيضا ومتوفر بصورة كبيرة. ويقدم المحل كل عام عروضًا وتخفيضات على تجهيزات أعياد الكريسماس لعل أبرزها شجرة متوسطة الارتفاع بكامل زينتها التى تصل إلى 40 قطعة زينة بمبلغ 250 جنيهًا؛ لهذا يحرص زبائن المحل على شراء احتياجاتهم كل عام وينتظرون العروض. وعلى امتداد شارع الترعة بمنطقة شبرا يمتلئ الشارع بأجواء الفرحة والأضواء احتفالًا بقرب أعياد الكريسماس وقد اكتظت جوانب الطريق بالأسر والعائلات ينتقلون بين المحال، فمنهم من يشترى ملابس للعيد وآخرون ينتقلون بين محال الزينة التى تجذب أجواؤها المارة وعلى امتداد النظر خطفت أنظارنا الأضواء الكبيرة التى كانت على الصادر الذى أقامه أحد المولات للزينة وكانت أصوات الترانيم الهادئة تملأ الأجواء وتبث الطمأنينة والراحة فى النفوس فكانت وسيلة جذب اختارها المول لجذب الزبائن والاحتفال معهم، وهو ما ظهر جليًّا حيث كان الزبائن يقومون بالتقاط الصور بجانب أشجار الكريسماس وبابا نويل وغيرهما من الزينة المعروضة. وأكد أمير غطاس أن هذا العام اعتمد المحل على بعض أنواع من الزينة من التصنيع المحلى لمواجهة ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة التى ارتفعت بصورة كبيرة هذا العام إلا أن التصنيع المحلى عوض السوق بكثير من المنتجات الرائعة بتكلفة وأسعار مناسبة، مؤكدا أن نسبة المنتج المحلى هذا العام بين معروضاته وصلت إلى 50%. أشجار الكريسماس هى أبرز المنتجات التى يعتمد عليها المول من مصنعه الخاص بمنطقة شبرا هذا العام ويتفاوت أسعار الأشجار ما بين 600 جنيه ذات ارتفاع 250 سم و40 جنيهًا لأصغر الأشجار ارتفاعًا وهو 50 سم فيما بلغ سعر الشجرة ال3 أمتار ألف جنيه. كما أكد امير أنهم اعتادوا كل عام تزيين وتجهيز غالبية ميادين القاهرة والسادس من أكتوبر والجيزة ومنها منطقة الشيخ زايد، حيث زينت شجرة عيد ميلاد بطول 25 مترًا أحد ميادين المدينة ليس هذا فحسب، فالمول يقوم أيضا ببيع الفوانيس وزينة رمضان وقماش الخيامية قبل حلول شهر رمضان أيضا. نسب الإقبال حسب «أمير» هذا العام تجاوزت ال60 % وهى نسبة معقولة حتى الآن رغم الظروف الاقتصادية والمالية التى تمر بها الأسرة المصرية حاليًّا، موضحًا أن تلك الفترة بداية من شهر نوفمبر تعتبر بمثابة عيد واحتفالات كبيرة فى منطقة شبرا يشارك فيها الجميع كبارًا وصغارًا من أسر وعائلات مسلمة. حيث قال «اللى عاوز يعرف مصر ييجى شبرا»، حيث التلاحم والوحدة الوطنية الحقيقية. وكان المول مكتظًا بالزبائن فمنهم من يبحث عن ملابس بابا نويل التنكرية لأطفاله والآخر يبحث عن مقاس مناسب لابنه لقبعة بابا نويل الشهيرة وكان من بين الزبائن أيضًا أسرة مسلمة من أم وابنتيها كانوا يشترون دمى وأقنعة على شكل بابا نويل حيث اوضحت «هاجر على» 37 عامًا أنها تحب أجواء الاحتفالات والفرحة التى تشهدها مصر فى هذه الفترة من كل عام، حيث أكدت أن الكريسماس أصبح مناسبة مصرية يحتفل بها كل المصريين وليس الأقباط فقط، كما أن بناتها ينتظرن تلك المناسبة كل عام للخروج والاحتفال بأجواء العد التنازلى لبداية عام جديد. حسب «إيهاب ويليام»، 38 عامًا، أحد العارضين، فإن نسبة المنتج المحلى كانت فى الأعوام السابقة لا تتجاوز 10% إلا أنها هذا العام تجاوزت 70% ولذلك توجه الدولة حاليًّا للاعتماد على المنتج المحلى بدلًا من المستورد. وأوضح «إيهاب» أن تواجد منتجات محلية هذا العام بين زينة الكريسماس ساهم فى جذب الأسر المصرية لشراء الزينة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تدفعهم لشراء الضروريات فقط موضحًا أن أسعار الزينة تتراوح عنده ما بين 5 جنيهات وألف جنيه وكذلك مجسمات بابا نويل تتراوح ما بين 1500 جنيه و300 جنيه طبقًا للحجم بالإضافة إلى أن السوق شهدت منتجات جديدة محلية مثل بعض الألعاب المرسوم عليها بابا نويل مثل كومنت فور بسعر 40 جنيهًا وبعض الأكواب والصوانى مكتوبًا عليها مرحبًا 2023 بأسعار متفاوته بين 30 وحتى 200 جنيه. نسب الإقبال متوسطة حسب «ايهاب» الذى لفت إلى أن نسب الإقبال لم تتجاوز 40% بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة ولكن مازال هناك أمل خلال الأيام القادمة بأن تزيد تلك النسبة وتشهد السوق رواجًا من المواطنين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين خاصة أن المعروف عن أهل شبرا خاصة والمصريين عمومًا أن المسلمين يشترون بابا نويل لأطفالهم فى أعياد الميلاد وكذلك المسيحيون يشترون فوانيس لأطفالهم فى شهر رمضان.