لم يفوت «سامح» فرصة مرور «كرم»، سائق تاكسى، على بيته فجرًا بمنطقة إمبابة فى الجيزة، مناديًا عليه ومطالبًا إياه: «بعد إذنك شيل عربيتك عاوز أركن مكانى»، دون الانتقام منه، فقد سدّد له 3 طعنات نافذة فى الصدر، بينما كانت زوجته فى انتظار مجيئه والتى فزعت على أصوات صراخ و«هرج ومرج»، والنّاس يقولون لها: «إلحقى جوزك غرقان فى دمه»، وفى طريقها مع الزوج للمستشفى، قال لها «روحت لجارنا اللى ساكن جديد هنا، قبل ما اطلع الوردية علشان ميركنش مكانى تحت بيت عمتى، رجعت لقيته راكن، ولما ناديته ضربنى»، تحكى الزوجة، «دقائق وجوزى مات». على سريرها، كانت والدة «كرم»، وهى قعيدة، تجلس كعادتها بعد الفجر، منتظرة ابنها حتى شروق الشمس لإحضاره علاجها، ولم يأت وبينما تنادى عليه وعلى كل من فى البيت، لم يجبها أحد، حتى حضروا جميعًا من المستشفى وبدلوا ملابسهم بالسواد، وملامحهم كلها حزن، ودموعهم تسبق كلامهم، وأصوات بكائهم تزلزل جدران المنزل، حتى بكت معهم الأم كأنها فهمت «ابنى جرى له حاجة؟»، فقال لها حفيدها، ابن سامح، صاحب السنوات الخمس، «يا تيته جارنا ضرب بابا وموته». «كرم» شاب ثلاثينى ولديه طفلان «جاستين»، و«جنى»، أصغرهما عامان ونصف العام، «حياتهم كلها أبوهم»، وفق زوجى المجنى عليه، «ولادى مش عارفين يناموا ولا ياكلوا ولا يشربوا.. كل ما التليفون يرن يقولوا: (بابا.. بابا بيتصل.. بابا جاى).. بينزلوا الشارع يدوروا على أبوهم من بين كل سواقين التاكسى.. شافوا عربيته اللى بسببها اتقتل مركونة صرخوا: (بابا راكن وراح فين؟!).. برد عليهم: راح عند ربنا». زوجة المجنى عليه تحكى أن جارهم «سامح»، الذى سكن بالمنطقة منذ 5 أيام، كان مدبرًا لجريمته ومستعدًا لها، تدلل على ذلك ب«أول ما جوزى نادى عليه نزل له فى لمح البصر، وبالسكينة ضربه بجنبه الشمال، وضربه بضهرها على دماغه»، حزينةً تتساءل: «جوزى كلمه قبل ما يخرج بالتاكسى للوردية، ليه ساعتها مضربوش؟!». كاميرات المراقبة أظهرت أن الجار أحضر سيارة «عطلانة»، وركنها تحت منزل عمة «كرم»، إذ يعتاد ركن «التاكسى»، بحسب زوجة «الأخير»، «جارنا دخل مع جوزى فى سكة عند وقتله»، مستنكرة: «ليه الافترا دا، علشان ركنة عربية تروح روح بنى آدم هدر، كنا عاوزين كرم هو حياتنا كلها». حكى «كرم» تفاصيل الواقعة، قبل ما يسقط أرضًا ميتًا بالمستشفى، «وقع من طوله على فجأة، كان دمه اتصفى خلاص، لأنه مضروب ناحية القلب، والدكاترة ملحقوش يعملوا له حاجة».. قالتها زوجة المجنى عليه، «دا العائل الوحيد لينا، كان شايل أمه مريضة الكلى، بيصرف على أهله.. دا حب عمرى اللى مات.. ماكنش ينفع يمشى دلوقتى، دا بعز شبابه». وتحكى عمة «كرم» أن المجنى عليه اعتاد ركن سيارته التاكسى أسفل منزلها خلال الآونة الأخيرة، وقبل أيام نهرت جارهم «سامح»، وقالت له: «لو سمحت متركنش هنا، ولادى وابن أخويا بيركنوا هنا، ودا بيتنا». ويوم الواقعة لم تكن متواجدة بمنزلها، «كنت عند عيالى»، كأنها تبدى ندمًا «لو كنت موجودة كنت حجزت له المكان، ولا كان اتقتل». فى غضون دقائق من الواقعة، اتشحت بالسواد حزنًا على «كرم»، وألقى القبض على المتهم الذى مثل جريمته وأمرت النيابة العامة بحبسه احتياطيًا، وتتواجد حتى الآن قوة أمنية بالمكان.