له أسلوب معمارى خاص، استقى عناصره من التراثين النوبى والقبطى معًا، فضلًا عن إيمانه بأهمية التمسك بالهوية المصرية وبأن الحرفى المصرى فنان قائم بذاته.. من هنا استقى الفنان والمهندس المعمارى رمسيس ويصا واصف فلسفته الفنية التى أسس لأجلها «مركز الفنون المحلية» أو «بيت الفن»، لإعادة توطين فنون صناعة السجاد والكليم عبر تعليمها للأطفال فى خمسينيات القرن الماضى. عكف رمسيس ويصا واصف على طرح منجزه الإبداعى المرتكز على شغفه بالموروث الثقافى والشعبى والبيئى لمصر، وهو ما تجلى فى منتجات مركز الفنون المحلية اليدوية، الذى تعمد تأسيسه فى قرية الحرانية، تلك القرية الصغيرة التابعة لمركز أبوالنمرس على مسافة قريبة من الأهرامات؛ إذ توارث أهالى هذه القرية حرفة أجدادهم حيث الغَزْل اليدوى على النول؛ لذا عَمِدَ «واصف» إلى تنمية الحس الإبداعى والمهنى لأطفال القرية حفاظًا على حرفة الأجداد، وسرعان ما اكتسبت منتجات «بيت الفن» شهرة واسعة وذاع صيتها في المعارض الدولية وبيوت التصميمات العالمية. رحل الفنان المتمسك بهوية بلاده فى 1974، لكن فكره وفلسفته لم ترحل؛ إذ علّم جيلًا من النساجين حملوا رايته قبل أن تستأنف عائلته متمثلة فى زوجته صوفى وابنتيه سوزان ويواندا السير ليظهر جيل ثان من نساجى «بيت الفن» فى سبعينيات القرن الماضى. فى هذا السياق، تستضيف قاعة «أوبونتو» بالزمالك معرضًا استيعاديًا لطرح المحتوى الفنى لمدرسة ويصا واصف «بيت الفن»، بدءًا من 1 يونيو حتى 21 يونيو، فى محاولة لإلقاء الضوء على فلسفته الفنية وتقديمها لأجيال لم تعرفه؛ تأكيدًا على أن الحرفة فن، وأن الحرفى فنان قائم بذاته. تطالعنا أعمال مركز الفنون المحلية اليدوية التى أشرف عليها ويصا واصف على شغفه بالتراث المصرى فى مختلف البيئات والخلفيات الثقافية التى نشأ بها؛ إذ أتقن الإمعان فى اختيار الخطوط والألوان لتبدو قطع السجاد والكليم اليدوية بمثابة بوصلة لحفظ الموروثات الشعبية للمجتمع المصرى. تعكس أعمال رمسيس ويصا واصف كوزموبوليتانية المجتمع المصرى، فبها تجد عيناك طريقها إلى نخيل النوبة وألوانها المبهجة، وكذلك جمال الواحة ورمال الصحراء الذهبية وبها زِى الفلاحين والفلاحات، الكادحين على قوت يومهم، وبها مشاهد ميزت الساحل المصرى؛ ما يجعل هذه القطع نموذجًا مثاليًا لطرح المجتمع المصرى بصريًا على مختلف ألوانه.
