«فى التقدم مربكات ومسارات» للدكتور محمود محيى الدين

صدر حديثًا عن دار الشروق كتاب للدكتور محمود محيى الدين، المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، تحت عنوان «فى التقدم مربكات ومسارات»، وهو أحد أهم الإصدارات التى ترصد بعمق مسارات التنمية والتقدم، وكذا العثرات التى يمكن أن تعوقها. استشهد المؤلف فى مقدمته بمقولة المؤرخ البريطانى الأشهر أرنولد توينبى ب«أن الحضارات لا تموت قتلًا، بل انتحارًا».
وأوضح أن سباق الأمم يتنوع بين المعوقات والعراقيل والصدمات والمستجدات المفاجئة، وهو ما أطلق عليه مسمى المربكات وقد تسبب المربكات أزمات تتعلق بالأوبئة أو بتغيرات المناخ أو تقلبات سياسية حادة أو صدمات اقتصادية غير متوقعة أو مستحدثات تكنولوجية لم يتم الاستعداد لها، وتشترك المربكات فى ضرورة التنبؤ باحتمالات وقوعها والتحسب لها والوقاية من مخاطرها والمرونة فى التعامل معها.
ويفوز فى النهاية من استغل نتائجها لصالحه. وهذا يتطلب تخليًا عن القوالب الجامدة والقيود المقيدة للحركة. عندما أتت جائحة كورونا اختبرت قدرات الأمم على التعامل مع المربكات الكبرى ومدى استعدادها لها.
واستشرى معها انتشار نظريات المؤامرة والخرافات. وتبين أن العالم مع الجوائح بين إنكار وإهمال لها قبل وقوعها، وهلع وارتباك بعد وقوعها. ولا ينجو منها الناس بفضل ربهم إلا بالعلم والمال.
جاء الكتاب فى تسعة فصول، ناقش خلالها موضوعات حيوية فى التنمية المستدامة وعلاقتها بالتقدم، وما تتعرض له مسارات التقدم من مربكات قد ترتبط بتحديات أو أزمات تتعلق بالأوبئة والجوائح أو بتغيرات المناخ أو تقلبات سياسية حادة أو صدمات اقتصادية غير متوقعة أو مستحدثات فى مجالات التحول الرقمى وتكنولوجيا المعلومات لم يحسن الاستعداد لها، وتطورات الاستثمار والأسواق المالية ومستجدات الاقتصاد الدولى والاقتصادات العربية قبل صدمة جائحة كورونا وبعدها.
كما يرصد أهم اللحظات الفارقة فى مسارات التقدم ومدى تأثيرها على القوى الاقتصادية الصاعدة والقوى التقليدية، وسيناريوهات المستقبل. وتشترك المربكات، رغم تنوعها، فى ضرورة التنبؤ باحتمالات وقوعها والتحسب لها والوقاية من مخاطرها وإدارة أزماتها وتحديد سُبل التعامل معها. الدكتور محمود محيى الدين أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ولد عام 1965 فى كفر شكر بالقليوبية، يشغل حاليا منصب المدير التنفيذى بصندوق النقد الدولى، تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1986.
حيث كان الأول على دفعته، تلقى دراسته العليا فى المملكة المتحدة، حيث حصل على درجة الماجستير فى تحليل السياسات الاقتصادية والاجتماعية من جامعة يورك، ودبلوم فى التحليل الكمى والتنمية ودرجة الدكتوراه فى الاقتصاد من جامعة ووريك. شغل العديد من المناصب فى عدة مؤسسات محلية ودولية، منها تولى مسؤولية وزارة الاستثمار فى الفترة من عام 2004 حتى 2010، قبل أن يصبح مديرا للبنك الدولى بوصفه أول مصرى وعربى يشغل هذا المنصب، ومنذ نهاية عمله نائبا أول لرئيس البنك الدولى فى عام 2020، أصبح مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة.