أحكم مقاتلو حركة طالبان سيطرتهم على المدن والمناطق التى استولوا عليها فى شمال أفغانستان، فى حين اختبأ السكان داخل منازلهم، وفر نحو ربع مليون شخص من قراهم وبيوتهم خوفا من بطش الحركة، بينما أعلنت الحكومة الأفغانية مقتل 80 مسلحا من طالبان فى معارك جديدة. ودعا الرئيس الأفغانى، أشرف غنى، رجال القبائل الشمالية الأقوياء لدعم حكومته المنهكة بعد مكاسب طالبان المذهلة، وبعد أن قالت الولاياتالمتحدة إن قوات غنى هى المسؤولة عن الدفاع عن نفسها، وأفاد سكان بأن طالبان تحكم سيطرتها بالانتقال إلى المبانى الحكومية فى مدينة آيبك عاصمة إقليم سمنكان، على الطريق الرئيسى بين مزار الشريف والعاصمة كابول، وأضافوا أن أغلب أفراد قوات الأمن الحكومية انسحبوا من المدينة. وقال شير محمد عباس وهو مسؤول ضرائب بالإقليم إن «السبيل الوحيد أمامنا هو الإقامة الجبرية فى المنزل أو السفر إلى كابول»، وأضاف: «لكن حتى كابول لم تعد خيارا آمنا». واجتاحت طالبان، التى تقاتل لهزيمة الحكومة المدعومة من واشنطن وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية، مدينة آيبك دون مقاومة، وأكدت طالبان ومسؤولون حكوميون أن الحركة اجتاحت 6 عواصم إقليمية فى الأيام الأخيرة فى شمال وغرب وجنوب البلاد، وأصبح مقاتلو طالبان فى وضع يمكنهم من الزحف إلى مدينة مزار الشريف، أكبر مدينة فى المنطقة والتى سيوجه سقوطها صفعة جديدة لحكومة كابول، بينما تعهد عطا محمد نور، قائد إحدى الميليشيات فى الشمال بالقتال حتى النهاية، وقال إنه ستكون هناك «مقاومة حتى آخر قطرة من دمى، وأفضل الموت بكرامة على الموت يأسا». وأمام زحف طالبان، قال مساعدو الرئيس الأفغانى إن «غنى» طلب المساعدة من ميليشيات إقليمية رغم خلافاتهم السابقة، دفاعا عن الحكومة، وقال مساعدوه إنه ناشد المدنيين الدفاع عن «النسيج الديمقراطى» للبلاد. وستستكمل الولاياتالمتحدة سحب قواتها بحلول نهاية الشهر الجارى، بموجب اتفاق مع طالبان يشمل سحب القوات الأجنبية، مقابل تعهد الحركة بمنع استخدام أفغانستان قاعدة للإرهاب الدولى، وبموجب الاتفاق يتعين أن تسعى طالبان للسلام مع الحكومة الأفغانية، لكن محادثات السلام بينهما لم تحقق أى تقدم، وطالب مسؤولون حكوميون بالضغط على باكستان لوقف دعم مقاتلى طالبان وتدفق الإمدادات عبر الحدود، ونفت باكستان دعم طالبان. وقال جون كيربى، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» مخاطبا المسؤولين الأفغان: «إنها بلادكم الآن، فلتدافعوا عنها، إنه صراعكم»، وأعلنت الخارجية الأمريكية، أن المبعوث الأمريكى الخاص لأفغانستان، زلماى خليل زاد، توجه إلى الدوحة لوسطاتها من أجل «الضغط على طالبان لوقف هجومها العسكرى»، وأكدت الوزارة، فى بيان، أن «التفاوض على حل سلمى هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب».
