دخول مرفق إسعاف منطقة باكوس أشبه بمغامرة غير مأمونة العواقب، فبعد أن تنجح فى تخطى حواجز الباعة الجائلين، وسيارات الأجرة فى محاولة للوصول للمرفق، تستطيع أن تدخل مركز استقبال الإسعاف أو ما يسمى «ريسبشن»، يتكون من حجرتين إحداهما للنوم والأخرى ل«الطبخ»، وبعد ترك هذه الغرفة، تصعد سلالم المبنى إلى حجرة الطوارئ والكشف النسائى، وحجرة التمريض، ولكن.. انتبه، فسلالم المرفق وجدرانه مهددة بالانهيار فى أى لحظة بمن فوقها لتهالكها، وما إن تصل إلى الحجرات المكونة للمرفق والتى من المفترض أن تكون طبية، تصمت للحظة لتفكر هل أنت فى غرف طبية من المفترض أن تكون مجهزة، أم أنك فى غرف منزلية «غير منظمة»، فغرفة الطوارئ بعد أن تستقبلك شروخها الواضحة، تجدها محتوية ملابس معلقة، وبها موقد غاز صغير للطهى، فيما تخلو من أى أداة تشير إلى أنك بمكان طبى يدعى «إسعاف» فلا يوجد طبيب يقوم باستقبال الطوارئ، أو حتى طبيب امتياز، فقط تجد محمد محمود، المسؤول عن مركز الإسعاف، والذى يتلقى أوامر إرسال عربات الإسعاف للأماكن المطلوبة بها. وعن تهالك المبنى يؤكد محمد محمود أنه يعمل بالمركز منذ 8 أعوام، لم ير خلالها أى خطة لترميم المبنى الذى تضرر من شروخ جدرانه، مضيفاً أن المبنى يحتاج لكثير من «الإسعافات» التى تؤهله لأن يقوم بدوره على أكمل وجه، مهاجماً الباعة الجائلين قائلاً: «البياعين والسواقين ماليين المكان أمام (المرفق) مما يعوق ويسىء عمل الإسعاف». وأشار محمود إلى أن الإشغالات التى تحاصر شارع السوق بباكوس سبب رئيسى وراء تعثر بعض الحالات التى يتأخر إنقاذها، موضحاً أنه تم الإبلاغ عنها أكثر من مرة ولكن بمجرد أن تأتى شرطة المرافق يقوم الباعة بإبلاغ بعضهم البعض، مما يؤدى إلى انتهاء الحملة دون القضاء على ظاهرة الباعة الجائلين، الذين يهربون فور علمهم بقدوم أى حملة إزالة.