شهدت الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذى عقد مساء الأحد، بمقر الجامعة العربية لبحث الأزمة السورية، مشادات واتهامات متبادلة بين الوفدين السورى والقطرى، على خلفية الأحداث الدامية في سوريا، حيث دعا رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم إلى ضرورة العمل على «وقف أعمال القتل والعنف فى سوريا»، فيما أصر المندوب السوري على إلقاء كلمته على الهواء مباشرة، متهما الدول العربية التي دعت إلى الاجتماع بأنها «تنفذ أجندات خارجية، وتستخدم كمطية لأطراف أجنبية». من جانبه قال جاسم «حينما طلبنا عقد الاجتماع لم نطلب ذلك بناء على أجندات ولسنا مطية لأحد .. وإنما اجتمعنا من أجل الشعب السوري». وبينما دار السجال داخل قاعات الجامعة، تعالت أصوات عشرات السوريين، الذين نظموا مظاهرة أمام الجامعة للمطالبة ب«موقف رادع ضد النظام السوري». قطر: لسنا عملاء وقال رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم، ورئيس الجلسة، إن الاجتماع «يعقد فى ظروف حزينة وبالغة الدقة بخصوص الوضع في سوريا وهى أوضاع نراها تتطور بصورة خطيرة جراء استمرار عمليات القتل والعنف فى ظل عدم وجود أية بارقة أمل للوصول إلى حل لهذه المشكلة، مما يحتم علينا كأشقاء عرب أن نجتمع ونتدارس الكيفية التي تمكننا من المساهمة في الحل واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لوقف العنف وإراقة الدماء». وأضاف أن«استمرار الوضع الراهن دون حل يحملنا مسؤولية تاريخية أمام الشعب السوري والأمة العربية الأمر الذي يحتم أن يكون لجامعتنا الموقرة موقف واضح وصريح من هذا الوضع وأن يساهم في إيجاد حل سريع يرضي الشعب السوري». وتابع محذراً:«دون ذلك فإن مكانة الجامعة العربية ومصداقيتها لدى الأمة العربية ستكون على المحك، ويقع على عاتقنا اليوم مسؤولية تعزيز مكانة الجامعة العربية من خلال اتخاذ القرار المناسب». العربي: أوقفوا العنف وفي كلمته أكد الدكتور نبيل العربى، أمين عام الجامعة، أن تداعيات الأزمة السورية «هي واحدة من أخطر الأزمات التي تواجه النظام العربي»، مؤكدا أنه «لا يمكن السكوت عما يحدث من أعمال عنف وقتل وعلى الجامعة العربية والدول الأعضاء مسؤوليات حقيقية وكبرى إزاء الأزمة في سوريا من أجل المساعدة على إيجاد حل عاجل يحقق تطلعات الشعب السوري في التغيير ويحمى وحدة سورية وشعبها وأمنها واستقرار، ويكون للجامعة دور فعال في التحرك لكسر دائرة العنف والعنف المضاد مهما كان مصدرها». وأكد العربى ان الوضع الميداني «لا يزال غاية الخطورة ويبعث على القلق الشديد وأعمال العنف والقتل مازالت في تصاعد مستمر بينما لا تزال آفاق الحل السياسى غير مرئية». وقال «إنني أدعو المجلس إلى تحمل مسؤولياته والتفكير بعمق فيما يمكن القيام به من أجل ضمان أن يكون الحل العربي هو الحل العملي والحل المعتمد من قبلنا جميعا لمساعدة سوريا على الخروج من المأزق السياسي الراهن بدءا من تبنى آلية مناسبة تتيح توفير الحماية للمدنيين والوقف الفورى لجميع أعمال العنف وإراقة الدماء ومرورا بتوفير الأجواء المساعدة على انطلاق حوار وطني سوري شامل وحقيقي يضم جميع أطياف ومكونات الشعب السوري، بما يبعد عن سوريا سيناريوهات الفوضى والاقتتال الأهلي ومخاطر أى تدخلات خارجية». سوريا تحتج وقاطع السفير يوسف أحمد مندوب سوريا في الجامعة العربية الكلمة، مصرا على إلقاء كلمته على الهواء مباشرة، وقال موجها حديثه لكل من بن جاسم والعربي: «بما أنكما دخلتما في الموضوع مباشرة فإن من حقي أن ألقى بياني على الهواء مباشرة طالما أنكما لم تلتزما بأن يكون خطابكما في الجلسة المغلقة»، فرد عليه بن جاسم:«ولذلك أعطيك الكلمة». وقال رئيس وفد سوريا يوسف أحمد إن بلاده تطرح مبادرة «لتعزيز مسيرة الإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان في الوطن العربي وتتضمن إصدار قرار من مجلس الجامعة يطرح رؤية عربية شاملة لتعزيز الديمقراطية والإصلاح في الدول العربية كافة وبما يتماشى مع نصالح الدول العربية الشقيقة للقيادة السورية في مجالات الديمقراطية والإصلاح وحقوق الإنسان وتلبية المطالب الجماهيرية بحيث يتم تعميم رؤية هذه الدول وخبرتها فى مجالات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتجاربها القانونية والدستورية والعملية في مجالات التعددية الحزبية والحرية الإعلامية ونزاهة الانتخابات العامة والتشريعية وضمان حرية التعبير عن الرأي وحق التظاهر والاحتجاج واحترام الأقليات والوافدين الأجانب العاملين على أراضيها». وأكد مندوب سوريا سعى بلاد«لاستعادة الأمن والاستقرار مازال يصطدم بالنشاط الإجرامي لبعض الجماعات المسلحة التي لها أجندات خارجية» داعيا الجامعة العربية إلى الذهاب إلى سوريا «كي تطلع على حقيقة الأوضاع وعلى خطوات تنفيذ الإصلاح بعيدا عن عمليات التحريض السياسي والتزوير الإعلامي التي تمارسها جهات خارجية وان تشارك الجامعة العربية في جلسات الحوار الوطني في سورية وفقا لآلية يتفق عليها». وحذر من «التدخل الخارجي المباشر وغير المباشر في الدول العربية»، وقال:«إن عواقب التدخل الخارجي في شئون الدول العربية سيرتد بشكل خطير على المجتمع العربي وأزمات أي بلد شقيق لا يمكن أن تصبح وسيلة لتصفية الحسابات لخدمة أجندات رسمها البعض في الخارج والبسها ثوبا زائفا يدعى حماية المصالح العربية والأمن القومي العربي».