تتصاعد يومًا تلو الآخر الأنباء حول اكتشاف مصل جديد لفيروس «كورونا» المستجد، المرض القاتل الذي أوقف الحياة في جميع أنحاء العالم، مُنذ بداياته في مدينة ووهان الصينيّة، ديسمبر الماضي، ووسط تلك الأنباء، تنطلق الشائعات أيضًا عن تحديد موعد لانتهاء فيروس «كورونا» في العالم، الأمر الذي ينتظره الملايين بترقب ممزوج بأمل. توقّع الدكتور ماهر الجارحي، نائب مدير مستشفى حميات إمبابة، مساء الثلاثاء، انتهاء أزمة فيروس «كورونا» في مصر نهاية الشهر الحالي أو بداية الشهر المقبل، موضحًا: «نحن الآن في ذروة انتشار الفيروس، الذي يضعف وكل الأبحاث تؤكد ذلك». لم تكُن التوقعات التي أطلقها «الجارحي»، الأولى من نوعها، إذ تتوالى التصريحات عن موعد انتهاء فيروس «كورونا» يوميًا، ليُصبح هناك أكثر من سيناريو وموعد عن تراجع تأثير «كوفيد 19» عالميًا.. متى ينتهِ الفيروس؟. توقعات «صينيّة» فبراير الماضي، أعلن كبير المستشارين الطبيين في الحكومة الصينية، تشونغ نانشان، موعد انتهاء فيروس «كورونا»، وقال في مقابلة مع «رويترز» إن، تفشي فيروس «كورونا» المُستجد بلغ ذروته في الصين في فبراير، ومن المتوقع أن ينتهي تهديده بحلول شهر أبريل، خاصةً أن الحالات الجديدة بدأت تنخفض في عدد كبير من الأماكن التي كانت مركز الفيروس. وأضاف: «الذروة الخاصة بتفشي المرض ستأتي في منتصف أو أواخر فبراير الجاري، ثم سيبدأ المنحنى في التراجع بصورة كبيرة»، مؤكدًا أنه «كان يمكن كبح تفشي المرض لو تم إغلاق المدن في وقت مبكر، وفي هذا يجب أن تتحمل الحكومة المحلية وسلطات الرعاية الصحية المحلية بعض المسؤولية في هذا الصدد، لأنهم لم يؤدوا عملهم بشكل جيد فيما يخص هذا الأمر». نحنُ الآن في شهر يونيو، ولم تتحقق توقع «نانشان»، رغم قلة أعداد المُصابين في الصين، لكن الفيروس لم ينتهِ بعد. توقعات «ترامب» فيما قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال مؤتمر افتراضي نقلته «فوكس نيوز»، إنه يعتقد أن 100 ألف أمريكي قد يلقون حتفهم في جائحة فيروس كورونا بعد أن تجاوز عدد الوفيات تقديراته السابقة، لكنه أكد أنه واثق من تطوير لقاح بحلول نهاية العام. وقال ترامب: «سنخسر على أي حال من 75 إلى 80 إلى 100 ألف شخص. هذا أمر فظيع»، مضيفًا: «أعتقد أننا سنحصل على لقاح بحلول نهاية العام. سيقول الأطباء، حسنا يجب ألا تقول ذلك... سأقول ما أعتقد... أعتقد أننا سنحصل على لقاح عاجلا وليس آجلا». بعكس توقعات ترامب، رجح علماء أمريكيون أن يستمر وباء «كورونا»، لعامين على الأقل، حسب «بلومبرغ»، قائلين إنه لن يجري احتواؤه إلا حين يصير ثلث سكان العالم محصنين مناعيًا ضد العدوى، وقال باحثون من مركز بحوث الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا، إن السيطرة على الفيروس أمر صعب لأنه ينتقل عن طريق أشخاص لا تبدو عليهم أي أعراض للمرض. توقعات «جونسون» واستكمالاً لتوقعات السياسيين المُرتبطة ب«كورونا»،أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أواخر إبريل، أن المملكة المتحدة بدأت تقترب من نهاية المرحلة الأولى من الصراع مع فيروس كورونا المستجد، مضيفًا: «نصل إلى نهاية المرحلة الأولى من الصراع مع كورونا. نحقق تقدما في تقليل أعداد الإصابات بالمرض». وأوضح رئيس الوزراء البريطاني أن عودة الحياة إلى طبيعتها ستكون تدريجية، مشيرا إلى أنه «سيتم اتخاذ قرارات صعبة، ولا يمكن للحكومة أن تحدد الآن مدى سرعة حدوث ذلك». توقعات «سنغافورة» توقعت دراسة أعدتها جامعة في سنغافورة، انتهاء نسبة كبيرة من الجائحة في العالم تصل إلى 97% بحلول 29 مايو، على أن يشهد العالم نهاية الجائحة عالميًا بنسبة 100%، بحلول 8 ديسمبر. وأظهرت نتائج الدراسة التي اعتمدت على نماذج إحصائية، وفقًا للبيانات الرسمية المقدمة من الدول حول الإصابات ودورة حياة الفيروس في تلك البلدان، أن أزمة كورونا ستنتهي بنسبة 97 % في معظم الدول العربية خلال شهري مايو ويونيو. وأضافت الدراسة أن جائحة كورونا ستنتهي في مصر في 20 مايو، وفي السعودية ستصل إلى ذروتها في الأول من مايو، على أن تنتهي بنسبة 97 في المائة في 21 مايو، وتنتهي تمامًا في مطلع شهر يونيو، لكن يبدو أن نتائج تلك الدراسة لم تكُن «دقيقة» أيضًا، فلم ينته «كورونا» في مصر، رغم بداية يونيو. «لا نعرف موعد انتهاء كورونا» على عكس التوقعات التي ردّدها الكثيرون، جاءت إجاءت منظمة الصحة العالمية حول موعد انتهاء فيروس «كورونا» دقيقة للغاية، إذ قال الدكتورة داليا سمهوري مدير برنامج التأهب واللوائح الصحية الدولية بمنظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي عُقد في إبريل، إن «من المبكر أن نقول متي ينتهي الفيروس أو متي يمكن رفع الحظر الجزئي في البلاد». قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي عقده في جنيف، الأربعاء، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، «قد لا ينتهي أبدًا، ربما ينضم إلى مزيج الفيروسات التي تقتل الناس في جميع أنحاء العالم كل عام»، بحسب وصفه. وأضاف ريان، «قد يصبح هذا الفيروس مجرد فيروس متوطن آخر في مجتمعاتنا، وقد لا يختفي هذا الفيروس أبدًا. فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV (المسبب لمرض الإيدز) لم يختف»، «أنا لا أقارن بين المرضين، ولكن أعتقد أنه من المهم أن نكون واقعيين. لا أعتقد أن أي شخص يمكنه التنبؤ بموعد انتهاء أو اختفاء هذا المرض». وداخل مصر، قال دكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي، إن «معدلات الإصابة بفيروس كورونا وفقا للدراسات الافتراضية، بحيث يتم تحديد كل فترة بناءً على تحديث البيانات يتم تحديث المواعيد، وتحديث الأرقام». وعند سؤاله عن موعد انتهاء «كورونا»، قال: «لا تنتظر سماع إجابة لهذا السؤال لأننا جزء من الحل، وليس جزء من المشكلة فقط، وكلنا جزء من الحل، وما نملكه الآن كمجتمع هو الوقاية الشخصية، والتى تعتمد بشكل كبير في ارتداء الكمامات منذ النزول والحفاظ على المسافات الاجتماعية».
