أكد الدكتور أحمد بن سالم المنظري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، أنه بمناسبة يوم الصحة العالمي، أعلنت منظمة الصحة العالمية عام 2020 عامًا لكادر التمريض، مشيرًا إلى أن طواقم التمريض والأطباء يؤدون دورًا جوهريًا في تحقيق التغطية الصحية الشاملة، وبلوغ أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة، ونريد أن نسلِّط الضوء على التزامهم وعملهم الشاق حتى يكون عالمنا أوفر صحة وأكثر أمنًا ومكانًا أفضل. وأضاف المنظري، خلال مؤتمر صحفي، «أون لاين»، الثلاثاء، أصبح التزام التمريض هذا اليوم أوضح من أي وقت مضى، حيث يواجه العالم الخطر الداهم لجائحة فيروس كورونا المستجد، ويعمل العاملون الصحيون، ومن بينهم طواقم التمريض، بدأبٍ يَصِلون الليل بالنهار دون كلل لرعاية المرضى وإنقاذ حياتهم، ويخاطرون بصحتهم بل بحياتهم وهم يكافحون مرض «كوفيد-19»، ولا يقتصر الأمر على احتمال إصابتهم بالعدوى، بل يواجهون أيضًا الضغوط والتعب والإرهاق بسبب ساعات عملهم الطويلة، ويتعرض بعضهم أيضًا للوصم والعنف، ولذا فمن المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن نشيد بطواقم التمريض وسائر العاملين الصحيين، وأن نبذل كل ما في وسعنا للحفاظ على سلامتهم وأمنهم. وتابع المنظري، أنه يصادف عام 2020 الذكرى المئوية الثانية لميلاد فلورنس نايتنجيل، إحدى مؤسسي التمريض الحديث، وتاريخ التمريض في إقليمنا تاريخ طويل؛ فالمراجع تشير إلى الصحابية رفيدة الأسلمية التي عُرِفت كأول ممرضة مسلمة وأول جراحة في الإسلام، مشيرًا إلى أن طواقم التمريض تشكل أكثر من نصف القوى العاملة الصحية في إقليمنا، ومع ذلك نحتاج إلى المزيد من طواقم التمريض التي تلقّت تعليمًا أفضل ضمن فرق الرعاية الصحية للتصدّي بفعالية لتزايد الأمراض السارية، ومعالجة الأمراض غير السارية وتعزيز أنماط الحياة الصحية، لا سيّما بين النساء والأطفال والمراهقين. وأوضح أنه ما زال التقدم الذي يحرزه إقليمنا حتى الآن في تعزيز طواقم التمريض بطيئًا للغاية، على الرغم من الالتزامات والجهود المستمرة لمعالجة التحديات التي يواجهونها. وأوضح المنظري، أنه تماشيًا مع رؤية منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط «الصحة للجميع وبالجميع»، اعتمدت الدورة السادسة والستون للّجنة الإقليمية، وهي الجهاز الرئاسي الرئيسي في الإقليم، في أكتوبر 2019، قرارًا يدعو إلى اتخاذ الإجراءات لتعزيز التمريض، وندعو دولنا الأعضاء إلى تنفيذ هذا القرار، وتسريع وتيرة الجهود المبذولة وتكثيف الاستثمار للحدّ مما نواجهه من نقص يُنذِر بالخطر في أعداد طواقم التمريض. وقال الدكتور عوض مطرية، مدير قسم النظم الصحية والتغطية الصحية الشاملة بمنظمة الصحة العالمية، إن «الصحة للجميع وبالجميع» يتطلب تحقيق هذا الهدف النبيل العمل على عدة أولويات ولكنها أولويات متكاملة، وفي هذا الإطار فقد حددت منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط التوجه نحو التغطية الصحية الشاملة كأولويتها الاستراتيجية الأولى، والتغطية الصحية الشاملة تعني أن جميع الأفراد والمجتمعات يحصلون على خدماتهم الصحية المطلوبة، ذات نوعية جيدة، ودون مواجهة صعوبات مالية. وأشار «مطرية»، إلى أن التغطية الصحية الشاملة هي المفتاح لتعزيز العدالة الاجتماعية وضمان الأمن الصحي وكذلك الدفع بالتنمية الاقتصادية في جميع الدول والمجتمعات، ولا يمكن تحقيقها بدون العاملين الصحيين المناسبين المؤهلين والذين يعملون في المكان المناسب، وفي الواقع فإن البلدان التي تمكنت من التقدم نحو التغطية الصحية الشاملة فعلت ذلك من خلال الاستثمار في القوى العاملة الصحية لضمان توفر فرق كافية من العاملين الصحيين الذين يتمتعون بالقدرة على تقديم الخدمات المطلوبة بجودة عالية، وذلك باستخدام مبادئ الخدمات الصحة التي تركز على الأفراد. وأشار مدير قسم النظم الصحية والتغطية الصحية الشاملة بمنظمة الصحة العالمية إلى أنه لابد وأن يشمل وبشكل خاص طواقم التمريض، الذين يجب إنتاجهم بأعداد كافية باستخدام برامج تدريب عالية الكفاءة وتوظيفهم بشكل أقرب إلى المجتمعات التي يخدمونها وتعزيز الدور الذي يلعبوه ضمن الطواقم الصحية، مشيرًا إلى أن تقرير المنظمة يشير إلى أن حالة التمريض في العالم لسنة 2020 في حاجة إلى مليون ممرضة إضافية على الأقل في إقليمنا، ومع ذلك، فإن عدد الممرضين الذين يتخرجون في الاقليم مقارنة مع عدد السكان هو الأقل ما بين جميع الأقاليم الأخرى في العالم.
