أكد العقيد الليبى معمر القذافى أنه مستمر فى حربه ضد الثوار الليبيين، داعيا إياهم لتسليم أسلحتهم، وحث أنصاره على «الزحف لتحرير الجبل الغربى»، الذى سيطر عليه الثوار، وذلك فى الوقت الذى صدرت فيه فتوى تبيح للمدافعين عن القذافى بالإفطار فى رمضان. ويأتى خطاب القذافى فى وقت تزايدت فيه الضغوط عليه بعد اعتراف بريطانيا بالمجلس الوطنى الانتقالى، ممثلا شرعيا للشعب الليبى، وسحب قادة المجلس عرضاً ببقائه فى ليبيا إذا تنحى عن السلطة، فضلا عن استعدادات الثوار للزحف نحو منطقة «الغزايا» الاستراتيجية، غرب العاصمة طرابلس بالقرب من تونس. وقال «القذافى»، فى رسالة صوتية، وجهها إلى أنصاره فى زليتن، غرب طرابلس، وبثها التلفزيون الرسمى: «لا نخاف، نتحداهم، سندفع الثمن بأرواحنا ونسائنا وأطفالنا، نحن مستعدون للتضحية من أجل أن نهزم العدو». ودعا إلى «زحف جماهيرى مقدس لتحرير الجبل الغربى» فى جنوب غرب طرابلس، الذى يسيطر عليه الثوار بعد مواجهات طويلة لإسقاط نظام القذافى فى إطار الانتفاضة الشعبية التى بدأت فى 17 فبراير الماضى. وقال «القذافى»، مخاطبا الثوار: «سلموا سلاحكم يا خونة، اختاروا يا خونة الموت أو الاستسلام»، مؤكدا أنه «لولا حماية طائرات الصليب لما تمكنوا من دخول الجبل الغربى». وسخر القذافى من الجهود الرامية لإنهاء حكمه، وتحدى هجوم المعارضة المتعثر الآن والهجمات الجوية التى يشنها حلف شمال الأطلنطى (الناتو) على قواته وعلى البنية التحتية لجيشه. فى سياق متصل، أفتى الشيخ محمد الشويرف المدنى، أحد علماء الدين البارزين فى ليبيا، بإباحة الإفطار للذين يدافعون عن القذافى، ووصف الشويرف هؤلاء بالمجاهدين. وأضاف أن أى مسلم يعمل على درء الفتنة فى بلاده هو مجاهد، كما ندد بما يقوم بهالمتظاهرون فى سوريا ضد النظام ووصفهم بالمجرمين الحاقدين على زعيمهم الشرعى، كما هو الحال فى ليبيا. فى سياق متصل، أكد خبراء بالأمم المتحدة لصحيفة «كراسنايا زفيزدا» الروسية أن مخزون الغذاء والوقود فى المناطق الخاضعة لرقابة القذافى سينفد بعد أسبوعين، وبالتالى سيتم حرمان السكان والمقاتلين التابعين للقذافى من الوقود والغذاء فى رمضان. واعتبرت الصحيفة الروسية أن العملية العسكرية التى ينفذها التحالف الدولى فى ليبيا بدأ زخمها يضعف يوما بعد يوم، وبالإضافة إلى ذلك، تبين أن الصناعات الدفاعية لدول الاتحاد الأوروبى لم تعد قادرة على تأمين متطلبات الحرب لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على أكثر تقدير. ميدانيا، بدأت الثوار هجوما على مدينة «الغزايا» الاستراتيجية قرب الحدود التونسية بالصواريخ والدبابات. وقال عمر فكان وهو قائد ميدانى من الثوار إن قوات من عدد من المدن التى يسيطرون عليها فى جبل نفوسة بغرب البلاد تتجمع فى نالوت، ومستعدة للهجوم على الغزايا.