دخلت الثورة السورية مرحلة جديدة، السبت، بعد هجمات استهدفت الكلية الحربية في حمص عقب أنباء عن حدوث انشقاقات داخل الكلية عن نظام الرئيس بشار الأسد ، فيما تعرض قطار مدني يحمل نحو 500 راكب لهجمات مجهولين أسفر عن مقتل سائقه ونجاة الركاب، في الوقت الذي يواصل فيه عشرات الآلاف من السوريين، مطالبتهم بإسقاط النظام بينما شل الإضراب العام مدينة حماة تحت شعار «الله يخليك خليك بالبيت» تضماناً مع حمص التي يحاصرها الجيش. وقال شهود عيان، إنهم سمعوا مساء الجمعة، دوي انفجارات داخل مباني الكلية الحربية السورية في مدينة حمص، التي شهدت في الآونة الأخيرة احتجاجات شعبية دفعت بنظام الأسد إلى الاستعانة بالجيش لإخمادها، وأضافت المصادر أنه ُسمع صوت إطلاق نار كثيف وشوهدت سيارات إسعاف تتجه نحو المجمع في منطقة الوعر القديمة بالمدينة، بينما شوهد دخان يتصاعد من داخل المبنى. وذكر نشطاء وشهود عيان، أن قوات الجبش نصبت رشاشات في القابون عند كل المداخل والمساجد، مشيرين إلى أن «المساجد كانت فارغة تقريباً، الجمعة، بعد حملة مداهمات واعتقالات»، وروى هاربون من حمص أن قوات الأمن تشن منذ يومين حملة أمنية وصفوها بالشرسة في شوارع وحارات المدينة القديمة، وقد زاد في شراستها قيام عدد من المجموعات المسلحة التي تقود الاحتجاجات باستحداث تحصينات في الشوارع الضيقة. وكشفت الهاربون أن أجهزة الامن المحلية حاصرت عشرات المسلحين في الحارات بدعم الجيش، بينما استخدم المسلحون قذائف صاروخية، لمهاجة الاليات العسكرية في حي باب السباع. وقالت قيادات في المعارضة إن رجال الأمن غيروا من أساليبهم «فهم يقومون باختطاف الناس من الشوارع والمقاهي بدل اعتقال الناشطين من منازلهم»، وتوقعوا أن تشتد الحملة الأمنية قبيل رمضان وأضافوا «ونحن نعتقد أن الحكومة تحاول أن توقف عمل الناشطين قبل رمضان». وقال التليفزيون السوري الحكومي إن أجزاء من سكة قطار متجه من حلب إلى دمشق بالقرب من مدينة حمص «تعرضت للتخريب» من مهاجمين مجهولين، مما أدى إلى مقتل سائق القطار وإصابة عدد من الركاب بجروح، وقال التليفزيون إن «مجموعات تخريبية استهدفت قطاراً متجهاً من حلب إلى دمشق، كان يقل 480 راكباً، إلا أن العناية الالهية أنقذتهم». وكانت صفحة الثورة السورية على «فيس بوك»، قد دعت إلى تنظيم إضراب عام السبت، في حماة ، تحت شعار «الله يخليك ،خليك بالبيت»، وقال سكان في المدينة إن إضراباً عاماً شل المدينة تضامناً مع مدينة حمص، مؤكدين أن المحلات والأسواق والبنوك والمؤسسات المصرفية أغلقت أبوابها.
