قال سمير رضوان، وزير المالية المستقيل، الأحد، إنه تقدم باستقالته إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة وللدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، لأن حالة صنع السياسات أصبحت مشوشة وأصبح الجميع فجأة خبير في السياسة الاقتصادية، مؤكدًا أن هذا ليس مناخًا مناسبًا للعمل. وقبل المجلس العسكري وشرف استقالة رضوان وحل محله الدكتور حازم الببلاوي الذي أعلن السبت تعيينه نائبًا لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية. وكشف وزير المالية المستقيل «قدمت استقالتي للمجلس العسكري ولرئيس الوزراء. مع الأسف قبلت» مضيفا أن الببلاوي سيحل محله. وذكر أن حالة صنع السياسات أصبحت «مشوشة» مضيفا أنه يعتقد أن أفضل حل هو «إفساح الطريق لشخص يتعامل مع المسألة بطريقة متسقة ومتماسكة». ومضى رضوان يقول «الناس لا يعلمون ماذا يريدون. هل يريدون زيادة النفقات مع عدم الاقتراض من الخارج؟ أصبح الجميع فجأة خبراء في السياسة الاقتصادية. هذا ليس مناخا يؤدي إلى عمل فعال». وواجه رضوان انتقادات حادة من المعتصمين في ميدان التحرير وعلى شبكات التواصل الاجتماعي بسبب انتمائه للجنة السياسات في الحزب الوطني المنحل، والتي كان يرأسها جمال مبارك ويقول معارضون للنظام المصري السابق أنها كانت العقل المدبر لخطة توريث السلطة. وتولى رضوان مهامه مطلع فبراير الماضي، في حكومة رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق الذي كلفه الرئيس المخلوع حسني مبارك يوم 29 يناير الماضي بتشكيل الحكومة خلفًا لأحمد نظيف، في محاولة لتهدئة الاحتجاجات الكبيرة التي اندلعت في جمعة الغضب 28 يناير. وتفاوض رضوان الذي استمر في حكومة شرف التي حلت محل حكومة نظيف مطلع مارس على قرض قيمته ثلاثة مليارات دولار من صندوق النقد الدولي للمساعدة في مواجهة عجز الميزانية المتزايد. لكن بعد التوصل إلى اتفاق أعلنت مصر في يونيو أنها لم تعد في حاجة للمال وقال رضوان إنه جرت مراجعة الميزانية لخفض العجز استجابة لمطلب من الحوار الوطني ومخاوف المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد من تراكم الديون. وشكك اقتصاديون في بعض الافتراضات في أحدث مراجعة لميزانية البلاد. وقال مصرفي مصري إن رضوان لا يملك صلاحيات وإن الحكومة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد في وضع خطتها. وأضاف «المشكلة بأسرها هي أننا ما زلنا نبحث عن هوية اقتصادية. لذا ليس من المهم بدرجة أو بأخرى من هو الموجود على الساحة لأن المبادئ الرئيسية ليست موجودة». وتابع المصرفي الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه «إنها فترة مثيرة للقلق. وأعتقد أن الأمور ستؤول في النهاية إلى حال طيب.. ولكن بعد كم من الوقت وكيف سيبدو كشف الحساب؟». وكان وزير الخارجية محمد العرابي أعلن استقالته مساء السبت، فيما استقال وزير الصناعة والتجارة الخارجية سمير الصياد الأحد. وأعلن شرف أنه اختار نائبين أمس منهما الببلاوي (74 عاما) وهو مستشار لصندوق النقد العربي في أبوظبي وسيتولى الآن حقيبة المالية والآخر علي السلمي الذي سيكلف بالتنمية السياسية والتحول الديمقراطي. وقال محمد صديق رئيس الأبحاث في برايم سيكيوريتيز «أول ما يحتاج الببلاوي القيام به هو إظهار بعض الثقة في قراراته ومما يدعم موقفه الشرعية التي منحها له المجلس العسكري وعليه أن يفكر قليلا كالمستثمرين». ومضى يقول «سمير رضوان لم يكن واثقا حقا مما يفعله فيما يتعلق بالاستثمارات والبورصة. أي قرار كان يتخذه كنا نرى السوق تتراجع تتدريجيا».
