أعلن النظام الليبى الأربعاء عن فتح «مكاتب للجهاد» بهدف تجنيد المتطوعين من الذكور والإناث لمواجهة ميليشيات وقوات الثوار وحلف الناتو. نشرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية بيانا ورد فيه «أن اللجنة العامة المؤقتة للدفاع تعلن عن فتح مكاتب الجهاد لتسجيل أسماء المجاهدين الذين سيمثلون قوات تتكون من رجال ونساء سيشاركون فى الحرب ضد الصليبيين حلف الناتو والعصابات الإجرامية - أى الثوار». ووضعت الوكالة الليبية قائمة بأسماء مراكز التسجيل فى العاصمة طرابلس ومدن أخرى خاضعة لسيطرة العقيد الليبى معمر القذافى مثل الزاوية وزليتن. يأتى ذلك فى الوقت، الذى أعلن فيه المحامى الفرنسى، مارسيل سيكالدى، الاثنين، أنه وجه باسم نظام معمر القذافى رسالة إلى مدعى المحكمة الجنائية الدولية لإجراء تحقيق فى «جرائم حرب» ارتكبها حلف شمال الأطلنطى فى ليبيا. قال سيكالدى، الذى كان محامى الرئيس العاجى السابق لوران غباغبو، فى مؤتمر صحافى، إن التحقيق الذى أجراه المدعى، لويس مورينو أوكامبو، والذى انتهى بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق القذافى ونجله سيف الإسلام ورئيس الاستخبارات الليبية عبدالله السنوسى، «لم يتم إجراؤه فى إطار القواعد الدولية المعمول بها». وأوضح المحامى أن وزير العدل الليبى، محمد القمودى، كلفه فى نهاية يونيو بتمثيل مصالح الجماهيرية الليبية، معتبراً «القرار 1973 تم تحريفه عن مساره»، وطالب المدعى الدولى بإجراء تحقيق فى عمليات القصف التى ينفذها الحلف الأطلسى فى ليبيا واصفاً إياها بأنها «جرائم حرب». فى السياق ذاته، نفت السلطات الليبية، الثلاثاء، قتلها أفراداً من عائلات ليبية لمقاطعتهم مظاهرة مؤيدة للزعيم معمر القذافى الجمعة الماضى، معتبرة أن «هذا الخبر يفتقد الدقة والمهنية». وأوضحت الحكومة الليبية، فى تعقيب تسلمته الوكالة، أن «المراسل الذى أورد الخبر موجود فى بنغازى، على بعد 1000 كلم من مدينة طرابلس، حيث الحدث المذكور، فضلا عن أنه كان هناك مراسل فى طرابلس تابع المسيرة عن قرب وقام بنقل ما شاهده بالتفاصيل وكل مصداقية ولم يرد فى تقريره أى شىء عما قاله المراسل الآخر» وأضافت أن الصحف ووكالات الأنباء العالمية الأخرى لم تتناول هذه الحادثة التى تمت الإشارة إليها فى التقرير، معربة عن استغرابها من أن «وكالة أنباء عالمية مرموقة» تنقل تقارير «قد تضع مصداقيتها موضع الشك». ونظمت مظاهرة، الجمعة الماضى، فى الساحة الخضراء فى طرابلس دعما للزعيم الليبى معمر القذافى، ونقل تقرير لإحدى وكالات الأنباء فى بنغازى، معقل الثوار، شهادة لشخص قال فيها إن شابا كان محتجزا منذ عدة أشهر، تم قتله بعد رفض عائلته المشاركة فى تظاهرة الجمعة بطرابلس وإن جثته ألقيت السبت أمام منزل عائلته. وعلى صعيد المفاوضات بين طرابلس وبنغازى، أعلن نائب وزير الخارجية الليبى، خالد الكعيم، الاثنين، عن استمرار الاتصالات بين طرابلس وبنغازى فى عدة عواصم أوروبية، مؤكدا أن هدف حكومته هو تحاشى حمام دم وحرب أهلية فى ليبيا، يأتى ذلك فى الوقت الذى نفى فيه نجل القذافى سيف الإسلام فى حوار له رحيل والده عن طرابلس، بينما يشترط المجلس الانتقالى رحيله للتفاوض.