ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية، أن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، أبلغ مستشاره السابق للأمن القومى، جون بولتون أنه يريد مواصلة تجميد المساعدات الأمنية لأوكرانيا بقيمة 391 مليون دولار، حتى تساعد فى تحقيقات مع ديمقراطيين، بينهم نائب الرئيس السابق، المرشح الديمقراطى للانتخابات الرئاسية الأمريكية، جو بايدن. ورد ترامب بنفى تلك المعلومات، وقال على «تويتر»: «لم أخبر بولتون بأن المساعدات المقدمة لأوكرانيا مرتبطة بالتحقيقات بشأن الديمقراطيين، بمن فيهم بايدن وابنه، فى الواقع، لم يشتك من ذلك فى وقت فصله»، وأضاف: «إذا قال بولتون هذا، فإنه فقط لبيع كتاب»، وتابع: «نصوص مكالماتى مع الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى هى كل الأدلة اللازمة، بالإضافة إلى حقيقة أن زيلينسكى ووزير خارجية أوكرانيا قالا إنه لم يوجد ضغط ولا مشاكل». وذكرت الصحيفة أن تصريح ترامب ورد فى نسخة لم تنشر، بخط يد بولتون، فى تحول جديد قد يزيد من الضغط على الجمهوريين لاستدعاء بولتون كشاهد فى محاكمة ترامب بمجلس الشيوخ، وهو ما يصر عليه الديمقراطيون، وقد يقوض هذا التقرير عنصرا أساسيا فى دفاع ترامب فى إطار مساءلة ترامب، بأن وقف المساعدات لم يكن له صلة بأى رغبة فى جعل أوكرانيا تجرى تحقيقات مع خصوم سياسيين من بينهم بايدن، ونجله هانتر الذى كان مديرا لشركة طاقة أوكرانية. وقال تشارلز كوبر، محامى بولتون فى بيان، إن تقرير «نيويورك تايمز» صحيح، وإنه قدم مكتوبا بخط بولتون إلى مجلس الأمن القومى فى 30 ديسمبر الماضى، وهو إجراء يمثل مراجعة أمنية معتادة للمعلومات السرية، وأضاف: «من الواضح مع الأسف من تقرير الصحيفة أن عملية المراجعة قبل النشر شابها فساد، وأن المعلومات سربت من قبل أشخاص آخرين غير المشاركين بشكل سليم فى مراجعة المخطوط». ودفع التقرير إلى مطالبة الديمقراطيين بأن يستدعى مجلس الشيوخ الذى يقوده الجمهوريون بولتون كشاهد فى محاكمة ترامب، قال زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ، تشاك شومر، إنه لا بد من إدلاء كبار مسؤولى الإدارة بشهاداتهم فى محاكمة ترامب بعد التقرير. ويتعين على الديمقراطيين كسب تأييد 4 سناتورات جمهوريين بمجلس الشيوخ للموافقة على استدعاء الشهود، وكان بولتون أكد استعداده للإدلاء بشهادته إذا استدعاه المجلس، بينما استأنف محامو ترامب دفاعهم عنه أمس فى آخر يوم مخصص لهم. وقالت «نيويورك تايمز» إن كبار مساعدى ترامب، ومن بينهم بولتون ووزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، ووزير الدفاع مارك إسبر، حثوا ترامب على الإفراج عن المساعدات التى اعتمدها الكونجرس، ولكن ترامب قال، خلال نقاش مع بولتون فى أغسطس 2019، إنه يفضل عدم إرسال مساعدات لأوكرانيا حتى تسلم كل المواد التى لديهم بشأن التحقيق الذى شمل بايدن، ومؤيدى منافسته السابقة فى انتخابات 2016، هيلارى كلينتون. وكان البيت الأبيض أمر بولتون ومسؤولى الإدارة الآخرين بعدم التعاون مع تحقيقات ترامب، بتهمة إساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونجرس نتيجة تعاملات ترامب مع أوكرانيا. ولكن لم يتضح ما إذا كان هناك دعم كاف بين أعضاء مجلس الشيوخ لطلب شهود وأدلة إضافيين. ولم يستمع مجلس النواب إلى شهادة من بولتون. وكان الادعاء فى المحاكمة شدد فى مرافعاته على أن ترامب حجب مساعدة لأوكرانيا للضغط على نظيره الأوكرانى فولوديمير زيلنسكى، لفتح تحقيق بحق بايدن ونجله. وعلى صعيد متصل، قال ترامب إن النائب الديمقراطى آدم شيف الذى يقود الادعاء فى مساءلة الرئيس «لم يدفع الثمن بعد» على تصرفاته، وأضاف ترامب، على «تويتر»، «إن آدم شيف مراوغ سياسى فاسد وربما رجل مريض للغاية، لم يدفع الثمن بعد على ما فعله ببلدنا»، وردا على سؤال لشبكة «إن. بى. سى» التليفزيونية الأمريكية عما إذا كان يعتبر ذلك تهديدا، قال شيف: «أعتقد أنه قُصد به ذلك»، ولعب شيف، رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب، رئيس فريق الادعاء فى محاكمة ترامب، دورا محوريا فى جهود الديمقراطيين لعرض سلوك ترامب باعتباره خطرا على الديمقراطية الأمريكية وعلى العالم.