لطلاب الثانوية العامة، تعرف على برنامج هندسة الميكاترونكس بالسيارات بهندسة المطرية    مفتي الجمهورية: الهجرة النبوية رسخت مبادئ الوسطية والتسامح وسيادة القانون    وزارة العمل: عقود عمل جديدة لذوي الهمم بأسيوط (صور)    مصدر حكومي مطلع لإكسترا نيوز: مدبولي سيلقي بيان الحكومة ويسلم رئيس مجلس النواب برنامج الحكومة الجديدة    رئيس جهاز العاصمة الإدارية الجديدة يتفقد عددا من المشروعات الجاري تنفيذها بالمدينة    استقرار أسعار الذهب اليوم الأحد 7 يوليو 2024: تفاصيل وتحليل    أسعار اللحوم تواصل الارتفاع رغم انتهاء موسم عيد الأضحى.. شعبة القصابين: الأزمة امتداد لموسم 2023.. وهذه أسباب الزيادة    محافظ أسوان الجديد يتسلم مهام عمله من اللواء أشرف عطية (صور)    إزالة 286 حالة إشغال طريق مخالف خلال حملات مكبرة بمراكز البحيرة    بدء التشغيل التجريبي لإحدى قاعات مجمع السينمات بالمدينة التراثية ب«العلمين الجديدة»    تداول 48 ألف طن بضائع بموانئ البحر الأحمر ووصول 1235 سيارة بوزن 2470 طن لبورتوفيق    أسعار الأسمنت اليوم 7-7-2024 في محافظة قنا    وزير الري يوجه بمتابعة مناسيب وتصرفات المياه بترع أسوان لاستيفاء الاحتياجات المائية بالمحافظة    بأسئلة معدة مسبقا، خطة فريق بايدن لوقف هفواته بالمقابلات التلفزيونية    ملخص وأهداف مباراة كولومبيا ضد بنما فى ربع نهائي كوبا أمريكا 2024    روسيا تعلن تدمير منصتين لإطلاق صواريخ باتريوت في أوكرانيا    حزب الله: استهدفنا تجهيزات تجسسية لجيش الاحتلال وحققنا إصابات مباشرة    اليوم.. اجتماع للحكومة الإسرائيلية لبحث تمديد الخدمة الاحتياطية في الجيش    يورو 2024، نجم منتخب تركيا الصاعد يكرر إنجاز رونالدو ويامال    أرنولد: طريقة تسديد ضربة الجزاء أمام سويسرا كانت فكرة ساوثجيت    مدرب بنما: لا نستحق نتيجة مباراة كولومبيا    «الأولى خلصت والثاني مرحب».. شوبير يزف بشرى لجماهير الأهلي بشأن الصفقات    الأولمبياد الخاص الدولي يعلن حصة مصر بالألعاب العالمية الشتوية    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم بمحور 26 يوليو    الآن "متاحة عااجل HERE" نتائج البكالوريا عبر موقع وزارة التربية السورية..نتائج البكالوريا في سوريا 2024 moed.gov.sy    نشرة مرور "الفجر".. انتظام حركة شوارع القاهرة والجيزة    حريق هائل بمخازن يمتد للعقارات المجاورة بالنزهة الجديدة    سرقة فيلا وزير سابق في الشيخ زايد    تركي آل الشيخ يكشف عن قائمة الأفلام المصرية والنجوم الأعلى أجر في الوطن العربي    120 كيلو من أسلاك الذهب و100 من الفضة، مراسم تغيير كسوة الكعبة (فيديو)    رثاء خاص من أمينة لشقيقتها في ذكرى رحيلها (صور)    عبدالحليم حافظ في العلمين.. كواليس ظهور جديد للعندليب على خشبة المسرح    إعلام فلسطيني: مروحيات الاحتلال تقصف بكثافة شرق دير البلح وسط قطاع غزة    ما حكم التهنئة بالعام الهجرى.. وهل تبادل التهانى من البدع؟.. تعرف على الحكمة من جعل الهجرة النبوية بداية التقويم الإسلامى وأول شهر المحرم بداية العام    عملة نقدية وبديل للدم.. معلومات جديدة عن الشوكولاتة في يومها العالمي    صدمة.. دراسة أسترالية: القهوة آمنة لمرضى القلب    غلق 8 منشآت لعدم الالتزام بمواعيد الغلق بحى غرب الإسكندرية    مواعيد القوافل العلاجية لمبادرة حياة كريمة بالبحر الأحمر الشهر الجارى    حقيقة إصابة الرئيس الأمريكي بمرض باركنسون.. سجل الزيارات يكشف مفاجأة    حقيقة وفاة لاعبين اثنين من اتحاد طنجة المغربي.. جرفتهما الرياح أثناء السباحة    النسوية الإسلامية (الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ): خاتم الأنبياء.. والهجرة للرجال والنساء! "101"    خلال يونيو.. إصدار 271 ألف قرار علاج على نفقة الدولة بتكلفة 1.6 مليار جنيه    إخلاء سبيل حسام حبيب من قسم التجمع بضمان مالي 5 آلاف جنيه    إصابة 5 أشخاص بحالة تسمم غذائى داخل منزلهم فى طما بسوهاج    دعاء استقبال العام الهجري الجديد 1446.. خذ الأجر والثواب    ضياء السيد: رفعت صاحب شخصية قوية منذ صغره وكنا نستعد لعودته للملاعب    شيخ الأزهر يلتقي مسلمي تايلاند في بانكوك "صور"    أول تعليق من التعليم على قيام سيدة بترديد اجابات الكيمياء أسفل نوافذ أحد اللجان    كاريكاتير اليوم السابع يحتفى بالعام الهجرى 1446ه    نقابة الصيادلة: صناعة الدواء المصري الأفضل على مستوى الشرق الأوسط    خالد الجندي: هجرة الرسول تمثل القدرة على اتخاذ قرار.. ونتج عنها ميلاد أمة    ربيع ياسين: إمكانات أحمد رفعت كانت تؤهلة للعب للأهلي والزمالك    نشوى مصطفى تتعرض لحادث بسيارتها.. وتعلق: "ربنا نجانى برحمته ولطفه"    مجلس التعاون الخليجى يدين قصف إسرائيل لمدرسة الجاعونى التابعة للأونروا بغزة    حظك اليوم برج القوس الأحد 7-7-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    استدعاء شيرين عبدالوهاب للتحقيق في بلاغها ضد حسام حبيب بضربها    آخر فرصة للتقديم.. وظائف خالية بجامعة الفيوم (المستندات والشروط)    أحمد دياب يكشف تفاصيل ما حدث لأحمد رفعت لاعب مودرن سبورت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليلة البحث عن «غريق ستانلي».. «ماجيسكو» وحيدًا «يسبح في البحر»
نشر في المصري اليوم يوم 08 - 01 - 2018

هُنا منتصف ليل الإسكندرية، درجات الحرارة تُعلن انخفاضها المُستمر أمام أمواج البحر العاتية، الكل يبحث عن ركنٍ دافئ، فيما عدا أسرة وحيدة جلست على شاطئ «ستانلي» تنتظر عودة ابنها، محمد حسن شوقي، 21 عامًا، الشهير ب«ماجيسكو» مع فجر اليوم السادس لغرقِه.
عبّر بوابة حديدية، دلفنا إلى شاطئ «ستانلي»، أحد أشهر شواطئ الإسكندرية، استقبلنا حارس الشاطئ، رجلٌ ستيني، بعبارات تحذيرية «في نوّة والموج عالي»، ولكن عندما أخبرناه بأن سبب الزيارة هو البحث عن أسرة «غريق ستانلي»، تحوّلت نبرة الحارس العجوز من الغلظة إلى الحُزن، مرددًا: «البحر بياخُد (ياما) كتير»، مؤكدًا أن خلال سنوات حراسته للشاطئ رأى جثثًا كثيرة تطفو على السطح بعد أيام من الغرق.
أمام الشاطئ، جلس شقيق «محمد» الأكبر، يُقلب عينيه بين أمواج البحر الذي لا يهدأ، خصوصًا مع استمرار نوّة «رأس السنة» التي بدأت الخميس الماضي. يتذكّر «أحمد» الأيام التي سبقت سفر شقيقه إلى الإسكندرية، قائلاً: «آخر مرة شوفته كانت قبل امتحانه الأخير، سلّمت عليه بس ملحقتش أودعه»، يُسيطر على حنجرته التي كادت تخُنه ثم يكمل «نفسي بس أشوفه وأودعه».
قبل 5 أيام، تحديدًا الثلاثاء الماضي، سافر «محمد» إلى الإسكندرية، عقب أداء امتحان أحد المواد المُقررة في كلية التجارة، جامعة طنطا، فيما كان ينتظرهُ على محطة القطار، صديقه «أشرف»، الذي نجا من الحادث، إذ صدمت سيارة ملاكي يقودها طالب بكلية التجارة، جامعة المنوفية، 3 أصدقاء على كوبري «ستانلي»، نجا إثنان منهما فيما وقعَ «محمد» في عرض البحر.
على محطة قطار «سيدي جابر»، وقف أصدقاء الطفولة الثلاثة، وأبناء محافظة مطروح الساحليّة، يخططون لإجازة سعيدة، ففي مساء الثلاثاء، وقفوا على كوبري «ستانلي» يلتقطون الصور التذكاريّة، إلى أن توقفت كاميرا هاتف أحدهم عن التقاط الصور للحظات، ثوان مرَّت تخللتها ابتسامة الثلاثة، توقفت الكاميرا وتوقف الزمن عند تلك اللحظة، كانت عقارب الساعة قد تخطّت السابعة مساءً.
وحيدًا على كوبري «ستانلي»، وجد «أشرف» نفسه، إذ صدمت سيارة يقودها شابٌ عشريني، أصدقائه وألقت بهم إلى البحر، بينما وقف هو يصرُخ ويستنجد بالمارة، الذين استطاعوا إنقاذ «الحوفي»، طالب عشريني، ولكن الأمواج العاتية كانت قد ابتلعت «محمد»، الذي ودعهُم بابتسامته الهادئة، ولم يستجب لنداءات صديقه المُتكررة.
أسفل الكوبري، مكان الحادث، وجدنا «أشرف» ينتظر خروج جثمان صديق عُمره، الذي ابتلعته الأمواج، فيما ابتلعه هو الصمتْ، لا يُحدثك الشاب الناجي، فقط ينظُر إلى البحر، ويردد ميعاد وقوع الحادث «الساعة كانت 7:26»، لا يتذكّر أحداث اليوم، بل تذهب ذاكرته إلى العام الماضي، تحديدًا في شهر أكتوبر، كما يقول بصعوبة: «محمد كلمني في شهر أكتوبر وقالي إنه حلم ب3 أصدقاء، بيوقعوا من على كوبري، وفي شخص منهم بيغرق ويتوفى».
ظنّ «أشرف» حينها أن ما رواه صديقه، مجرد حُلم، إلى أن تحققت نبوءة «محمد»، إذ وقعت الأحداث التي رواها لصديقه، ودونّها آنذاك على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»: «3 أشخاص واحد يقف على الشاطئ، والآخر يسبح في البحر، والأخير يغطس تحت الماء، من منهم يشعر بالحزن، ومن منهم يشعر بالفشل، ومن منهم لا يشعر بشيء ولماذا؟».
«إحنا لفينا إسكندرية، كل شوية حد يكلمنا ويقولوا لقوه في سيدي بشر والمندرة»، يقولها «أحمد» مستنكرًا الشائعات المستمرة التي تتناقلها صفحات التواصل الاجتماعي عن العثور على جثة شقيقه، مؤكدًا إنهم استعانوا بقوات الإنقاذ النهري، بمشاركة القوات البحرية، وتطوّع أكثر من 60 غطاسًا للبحث عن الجثة.
رغم سطوع شمس اليوم السادس، تجلِس والدة «محمد» أمام البحر، في مناجاة استمرت أكثر من 5 أيام، تتحمّل برودة يناير، أملاً في ظهور الجثة، لتُلملم ما تبقى من نجلها، الذي كتب على صفحته قبل رحيله: «ذات يوم سيخلد التاريخ اسمي بين صفحاته، لكن ما سيكتب حينها في سيرتي الذاتية (عاش بائس)».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.