الأمواج ابتلعت هيثم ولبني بعد إنقاذ الأطفال من الغرق. الأسرة تحمل محافظ الإسكندرية المسئولية وتطالب بالقصاص في ذلك الوقت من الصيف بدأ الصبح نديا والموج هادئا فقرر هيثم أن يصطحب شقيقته لبني وأولادها لقضاء اليوم علي شاطئ النخيل بمنطقة العجمي. لم يكن يدرك انه ومن معه يقبلون علي خطر محدق لا مفر منه فما أن هرول الأطفال إلي المياه يمرحون ويلعبون تختلط شقاواتهم برمال الشاطئ والأمواج التي تتعالي وتنخفض حتى انقلبت الدنيا رأسا علي عقب. تعالت الأمواج ولم تنخفض وانطلقت نوة البحر عاتية شرسة كالنار تشتعل في الهشيم تأكل في طريقها كل لين ويابس واصطبغت أصوات صرخات الأطفال بلون الفزع والخوف. فانطلق هيثم يجري وراء شقيقته لبني التي ألقت بنفسها في قلب الموج تصارع الموت محاولة بقواها الضعيفة أن تنتشل ابنتها هدير من بين أنياب الموت قبل أن يلتهمها.! وبعد محاولات مستميتة نجح هيثم ولبني في إنقاذ الصغيرة وحملاها إلي الشاطئ ثم عادا من توهما إلي الأمواج لإنقاذ باقي الأطفال. في ذلك الوقت كان المصطافون علي الشاطئ قد هرولوا وشاركاهما عملية الإنقاذ. وما بين مد وجزر وصراع منهك مع الأمواج لإنقاذ الصغار انتهت المعركة وعاد الجميع ولكن لم يعد هيثم ولم تعد شقيقته ايضا.! لم يكن هناك أحد من رجال الإنقاذ بالشاطئ وعبثا حاول المصطافون البحث عنهما في البحر فقد التهمتهما الأمواج وعجزت كل القوي عن اللحاق بهما حتى تمكن رجال الضفادع البشرية من انتشال جثتيهما لاحقا. وانتهت رحلة المصيف نهاية درامية مؤلمة برحيل الشقيقين ودفنهما في مشهد حزين. وما أن فرغ زوج لبني الشهيرة بأم هدير ضحية الأمواج من دفنها هي وشقيقها حتى ذهب إلي المحامي ورفع دعوي قضائية ضد محافظ الإسكندرية والمسئولين عن منطقة العجمي التي تحتضن شاطئ النخيل. وقال الزوج أن هذا الشاطئ ملقب بشاطئ الموت بعد أن ابتلع هيثم وشقيقته في الوقت الذي لم يكن موجودا فيه أحد من مسئولي الإنقاذ أو رافعي الرايات السوداء أو أي لون للتحذير حيث كانت فيه الأمواج عالية عاتية. ويروي عادل الشقيق الأكبر مأساة الحادث بقوله أن شقيقه كان قادما من السفر حيث العمل بالخارج واتفق علي الذهاب لقضاء أسبوع بمصيف شاطئ النخيل بالعجمي مع العائلة وبعد وقت من نزولهم المياه فوجئوا بدوامات شديدة تخطف الكبير والصغير وكان أكبر هم الكبار هو انقاذ الأطفال من الغرق وبالفعل نجحوا في ذلك حتى شعروا بتعب وإعياء شديدين وخارت قواهما فسحبهما تيار الأمواج العاتية والدوامات وابتلعتهما مياه شاطئ النخيل أو شاطئ الموت الذي يلتهم الضحايا الواحد تلو الآخر بصفة يومية وأضاف عادل انه لم تكن هناك حتى الإسعافات الأولية أو سيارات إسعاف أو أي وسيلة من وسائل الإنقاذ الأمر الذي ساهم في الكارثة والفاجعة الكبري وقال إن أحلام هيثم ولبني كانت بلا حدود حيث كان هيثم يستعد لإعلان خطبته قريبا ودائما ما يتحدث عن المستقبل وهو الذي لم يتعد عمره 27 عاما أما أم هدير فكانت تحلم لأولادها في المستقبل وترسم هذه الأحلام بالحكايات والحواديت ريثما يكبروا وتراهم وقد خطوا علي أعتاب الشباب فتقر بهم عينيها. ولكن عينيها قفلت إلي الأبد.! أسرة الفقيدين تحمل المستشار محمد عطا عباس محافظ الإسكندرية المسئولية ويطالبون بالقصاص ممن تسببوا في موت الشقيقين بإهمالهم.