وزيرة البيئة تعلن عن ختام مسابقة "كلنا فايزين" لفصل المخلفات    محافظ أسوان يتابع انطلاق المرحلة الأولى من الموجة ال 23 لإزالة التعديات    بعد مرور 9 أشهر على حرب غزة.. الاحتجاجات تعم البلاد في إسرائيل    رسميًا الآن عاااجل موقع moed.gov.sy نتائج البكالوريا سوريا 2024 حسب الاسم ورقم الاكتتاب    تفاصيل سرقة فيلا وزير سابق بالشيخ زايد    تطوير كبير في منظومة التعليم العالي.. إدراج 15 جامعة مصرية في تصنيف ليدن الهولندي    برلماني: مناقشة قضايا الدعم والحبس الاحتياطي داخل الحوار الوطني خطوة ايجابية    سعر الدينار الكويتى اليوم الأحد 7-7-2024 فى البنوك    أسعار السمك الجمبري والكابوريا اليوم 7-7-2024 في محافظة قنا    بدء التشغيل التجريبي لإحدى قاعات مجمع السينمات بالمدينة التراثية ب«العلمين الجديدة»    موانئ البحر الأحمر: وصول 1235 سيارة بوزن 2470 طنًا لميناء بورتوفيق    أسعار الأسمنت اليوم 7-7-2024 في محافظة قنا    وزير الري يوجه بمتابعة مناسيب وتصرفات المياه بترع أسوان لاستيفاء الاحتياجات المائية بالمحافظة    مفتي الجمهورية: الهجرة النبوية رسخت مبادئ الوسطية والتسامح وسيادة القانون    ملخص وأهداف مباراة كولومبيا ضد بنما فى ربع نهائي كوبا أمريكا 2024    روسيا تعلن تدمير منصتين لإطلاق صواريخ باتريوت في أوكرانيا    إعلام إسرائيلي: صفارات الإنذار تدوى في مستوطنات الشمال لأول مرة منذ بدء الحرب    اليوم.. اجتماع للحكومة الإسرائيلية لبحث تمديد الخدمة الاحتياطية في الجيش    كين يمدح لاعبي إنجلترا من "وضعية غير مألوفة"    أرنولد: طريقة تسديد ضربة الجزاء أمام سويسرا كانت فكرة ساوثجيت    مدرب بنما: لا نستحق نتيجة مباراة كولومبيا    «الأولى خلصت والثاني مرحب».. شوبير يزف بشرى لجماهير الأهلي بشأن الصفقات    الأولمبياد الخاص الدولي يعلن حصة مصر بالألعاب العالمية الشتوية    مصدر حكومي مطلع لإكسترا نيوز: مدبولي سيلقي بيان الحكومة ويسلم رئيس مجلس النواب برنامج الحكومة الجديدة    «التعليم العالي»: إدراج 15 جامعة مصرية فى تصنيف ليدن الهولندي    حالة الطقس اليوم 7-7-2024 في محافظة قنا    الحماية المدنية تدفع بسيارات إطفاء للسيطرة على حريق هائل بحى الجامعة بالمنصورة    امتحانات الثانوية العامة 2024.. اعرف حل امتحان الكيمياء وراجع إجاباتك    نشرة مرور "الفجر".. انتظام حركة شوارع القاهرة والجيزة    تركي آل الشيخ يكشف عن قائمة الأفلام المصرية والنجوم الأعلى أجر في الوطن العربي    بمشاركة 159 فنياً وصانعاً.. تغيير كسوة الكعبة غداً .. "سبحان الله وبحمده" أبرز العبارات عليها.. تصنع من الحرير المبطن بالقطن .. كانت تُصنع فى مصر باللون الأحمر    إخلاء سبيل حسام حبيب بكفالة مالية في اتهامه بالتعدي بالضرب على شرين عبدالوهاب    نور حازم: مهرجان الإسكندرية للسينما الخضراء هدفه نشر الوعى البيئي    إعلام فلسطيني: مروحيات الاحتلال تقصف بكثافة شرق دير البلح وسط قطاع غزة    رأس السنة الهجرية.. من أول من وضع بداية التقويم الهجري؟    عملة نقدية وبديل للدم.. معلومات جديدة عن الشوكولاتة في يومها العالمي    صدمة.. دراسة أسترالية: القهوة آمنة لمرضى القلب    غلق 8 منشآت لعدم الالتزام بمواعيد الغلق بحى غرب الإسكندرية    مواعيد القوافل العلاجية لمبادرة حياة كريمة بالبحر الأحمر الشهر الجارى    حقيقة وفاة لاعبين اثنين من اتحاد طنجة المغربي.. جرفتهما الرياح أثناء السباحة    حقيقة إصابة الرئيس الأمريكي بمرض باركنسون.. سجل الزيارات يكشف مفاجأة    النسوية الإسلامية (الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ): خاتم الأنبياء.. والهجرة للرجال والنساء! "101"    الصحة: إصدار 271 ألف قرار علاج على نفقة الدولة بتكلفة 1.6 مليار جنيه خلال شهر    إخلاء سبيل حسام حبيب من قسم التجمع بضمان مالي 5 آلاف جنيه    إصابة 5 أشخاص بحالة تسمم غذائى داخل منزلهم فى طما بسوهاج    دعاء استقبال العام الهجري الجديد 1446.. خذ الأجر والثواب    شيخ الأزهر يلتقي مسلمي تايلاند في بانكوك "صور"    كاريكاتير اليوم السابع يحتفى بالعام الهجرى 1446ه    نقابة الصيادلة: صناعة الدواء المصري الأفضل على مستوى الشرق الأوسط    خالد الجندي: هجرة الرسول تمثل القدرة على اتخاذ قرار.. ونتج عنها ميلاد أمة    ضياء السيد: رفعت صاحب شخصية قوية منذ صغره.. وكنا نستعد لعودته للملاعب    نشوى مصطفى تتعرض لحادث بسيارتها.. وتعلق: "ربنا نجانى برحمته ولطفه"    ربيع ياسين: إمكانات أحمد رفعت كانت تؤهلة للعب للأهلي والزمالك    مجلس التعاون الخليجى يدين قصف إسرائيل لمدرسة الجاعونى التابعة للأونروا بغزة    حظك اليوم برج القوس الأحد 7-7-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    استدعاء شيرين عبدالوهاب للتحقيق في بلاغها ضد حسام حبيب بضربها    آخر فرصة للتقديم.. وظائف خالية بجامعة الفيوم (المستندات والشروط)    أحمد دياب يكشف تفاصيل ما حدث لأحمد رفعت لاعب مودرن سبورت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نبوءة "ماجيسكو" المرعبة.. كيف تحققت على كوبري ستانلي؟ (صور)
نشر في مصراوي يوم 05 - 01 - 2018

لا شيء أصعب على النفس من موت عزيز، ولكن في "حادث ستانلي" بالإسكندرية هناك ما هو أكثر ألمًا وأشد وطأة على أسرة "ماجيسكو"، فلم يعد موت ابنهم شاغلهم الأكبر قدر العثور على جثته وسط بحر هائج ابتلعه بمساعدة "سائق متهور" منذ أربعة أيام.
في محطة قطارات سيدي جابر، انتظر "بيكو" و"الحوفي" قدوم صديقهما "ماجيسكو" من طنطا، فالثلاثة اتفقوا على أن يقضوا يوما معا في الإسكندرية قبل أن يعود كل منهم إلى جامعته على أمل أن يجمعهم لقاء أطول في مدينتهم مرسى مطروح.
الساعة تقترب من السادسة مساء يوم الثلاثاء الماضي، لم يخلف "قطار ماجيسكو" موعده كعادة قطارات السكة الحديد مؤخرا، وكأن كل شيء اتفق على أن يذهب الأصدقاء الثلاثة إلى مصيرهم وقدر لا مفر منه على كوبري ستانلي الذي تحولت حواجزه الحديدية إلى بوابة تفصل بين الحياة والموت.
"ماجيسكو كان لسه مخلص امتحانه في كلية التجارة جامعة طنطا.. وكان جاي علشان يقضي اليوم معانا ويرجع تاني يوم لكليته".. يقول أشرف زين العابدين أو "بيكو" - كما يناديه أصدقاؤه، مشيرا إلى أنهم قرروا الذهاب سيرا على الأقدام من المحطة إلى كوبري ستانلي.
نبوءة ماجيسكو
"الفكرة مش سنة جديدة.. الفكرة أن في فترة عدت كان عندي فيها حبة أهداف ماحققتش غير 12% منها".. كلمات سجلها محمد حسن شوقى"ماجيسكو" في صفحته على فيسبوك في اليوم الأول من 2018، فهل كان يعلم أنه سوف يموت في اليوم التالى دون تحقيق باقي أهدافه؟.
السؤال السابق أجاب عليه "ماجيسكو" قبل وفاته وسقوطه في البحر بنحو شهرين وكأنه تنبأ بنهايته التي تصلح لسيناريو فيلم تجمع أحداثه بين "الأكشن" و"الدراما" حيث كتب:" 3 أشخاص واحد يقف على الشاطئ والآخر يسبح في البحر والأخير يغطس تحت الماء.. من منهم يشعر بالحزن ومن منهم يشعر بالفشل ومن منهم لا يشعر بشيء؟".
"ماجيسكو كان بسيط كباقي أخوته.. أهدافه مش كبيرة وأقل حاجة تبسطه كان بس عايز يلاقي وظيفة.. فهو الابن الأوسط بين ولدين وفتاة لوالده الموظف السابق بشركة مياه مطروح".
"كارت ميمورى"
على كوبرى ستانلى، جلس الثلاثة على حاجزه الحديدي في انتظار صديقهم الرابع "محمد حسام"، يشاهدون البحر بأمواجه العالية التي تحركها رياح نوة "رأس السنة"، قبل أن يقرر "بيكو" استغلال وقت الانتظار في التقاط صورة تجمعهم معا.
"لقيت كارت الميمورى في موبايلي ممتلئاً فقمت بتفريغ بعض من محتوياته وتركت موقعي بجوار ماجيسكو والحوفي.. أنا الوحيد اللي كان وشي للطريق مش البحر.. فجأة لقيت عربية دخلت علينا بسرعة كبيرة قبل ما نتصور.. ملحقتش أنبّه أصحابي".. يقول "بيكو" ل"مصراوى" قبل أن يصمت ويجهش بالبكاء كطفل فقد أحد أبويه.
ووفقا لمعاينة رجال المباحث، انحرف "ي.ج.و" 19 عاما، طالب بكلية التجارة جامعة المنوفية، بسيارته يمين الطريق وصعد أعلى الرصيف، ليصطدم بالحاجز الحديدي لكوبري ستانلي ويطيح بكل من "محمد الحوفي" طالب بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، و"محمد حسن" ماجيسكو، 21 عاما، طالب بكلية التجارة جامعة طنطا، و"أشرف زين العابدين" بيكو 22 عاما، طالب بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية.
"ما بيعرفش يعوم"
"صحابى في الميه"، "حد يلحقهم"، "ماجيسكو والحوفي تحت" ..صراخ "بيكو" الذي نجاه القدر من الحادث بشكل درامي وصل صداه إلى عمال شاطىء وكافتيريات ستانلي الذين سارعوا إلى نجدة الشابين باستخدام "بدال" وعوامات من بقايا موسم الصيف.
محاولات العاملين بالشاطئ والتى سبقت وصول قوات الإنقاذ النهري بنحو ساعة – وفقا لحديث بيكو – نجحت في إنقاذ "الحوفي" ونقله إلى المستشفى مصاباً بجروح بالوجه والركبة اليسرى والفخذ الأيمن وسحجات بالساق اليمنى إلا أن "ماجيسكو" اختفى بين الأمواج.
ويبكى "بيكو" مجددا كلما استرجع تفاصيل الحادث الذي هز الإسكندرية، وحوّل ثاني أيام العام الجديد إلى أحزان وترقب ظهور جثة ابن مطروح: "ماجيسكو ما بيعرفش يعوم.. وفي ناس كانت بتقول الموج كان بيسحبه جوه البحر بعد الحادث".
وتابع الطالب بجامعة الإسكندرية: "بقالنا 4 أيام مش لاقيينه، حق صاحبي لازم يرجع، سائق السيارة كان سكران ولم يكترث بمن قتله وظل يصرخ العربية باظت"، مشيرا إلى أنه يشعر بأن ما مر به في الحادث وتبعاته مجرد حلم سوف ينتهي.
ورغم أن بقاء صديقه كل هذه المدة في البحر حيًا أمر مستحيل ويصعب تصديقه، أنهى الصديق الوفي حديثه ل"مصراوى" قائلا: "لو حي ربنا يلطف بيه في الجو ده وييجي علشان يطمنا عليه.. ولو مات يجيلي أنا عايز أشوفه لآخر مرة وعايز أكرمه بدفنه".
السائق سكران
حديث "بيكو" عن أن سائق السيارة المتسبب في الحادث كان تحت تأثير المخدر، أكدته النيابة العامة في القضية التي حملت رقم 56 لسنة 2018 جنح قسم شرطة أول الرمل، حيث كشف التقرير الطبي أنه كان في حالة سكر، لتقرر حبس المتهم 4 أيام بعد أن وجهت له تهم القتل والإصابة الخطأ والقيادة برعونة والقيادة تحت تأثير المخدرات وتعاطي المواد المخدرة والإتلاف العمدي للمنشآت العامة.
مرت 4 أيام على الحادث حتى الآن، لم تنقطع فيها جهود قوات الحماية المدنية بالإسكندرية "قسم الإنقاذ النهري"، عن البحث عن الشاب المفقود بمياه البحر، إلا أنها لاقت انتقادات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي التي اتهمتها بالتقصير.
الرياح 45 عقدة
وجاء الرد سريعا من اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية، ليؤكد أن قوانين ولوائح وآليات الإنقاذ تمنع الغوص ليلًا خاصة في ظل الظروف الجوية الراهنة نظرا لارتفاع الموج عن أربعة أمتار وسرعة الرياح تزيد على 45 عقدة، قائلا:"تم استثناء هذه القواعد ومواصلة جهود البحث عن الشاب المفقود ليلا ونهارا بالتنسيق مع القوات البحرية".
الأم: "أغيثوني"
على شاطئ ستانلي جلست والدة ماجيسكو تتحدث إلى البحر ودموعها تتحجر في عينيها، وكأنها تطلب منه أن يعيد جثة ابنها لتكرمه بدفنه، فالبعض في المدن الساحلية يقولون إن البحر دائما ما يستجيب لنداء أم الغريق بل إن الغريق نفسه يسمع صوتها.
وبجوار أم فقدت ابنها وحرمت من نظرة الوداع ومعرفة قبر له تزوره – ربما إلى الأبد – جلس والده "حسن شوقي" وعدد من أقاربهم وأبناء مطروح، أعينهم معلقة مع كل موجة تصل إلى الشاطئ فارغة من دون جثمان مفقود طال انتظاره.
وفي مقطع فيديو هزت كلماته قلوب رواد مواقع التواصل الاجتماعي ناشدت الأم الجميع بمساعدتها قائلة: "أنا بناشد كل اللي بيشوفني قاعدة في عز البرد نفسى حد يغيثني.. غيثوني أنا موجوعة على ابني.. بناشد أي حد اللي يقدر يساعدني.. ارحموني.. رجعولي ابني".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.