بقلم د. ياسر الدرشابي رغم أننا كلنا سَمعناك في ميدان مصطفي محمود و أنت تخطب في البلطجية و تحثهم علي الذهاب إلي ميدان التحرير و تحريره من السَفلة المرتزقة، إلا أنك تَدعي الأن أنك كنت في التحرير مع الثوار، كيف يكون هذا يا مرتضي؟ هل كنت في الميدانين في وقت واحد؟ أم إنك كنت تذهب إلي ميدان التحرير لتهتف مع الثوار مطالباً بالحرية ثم تعود إلي ميدان مصطفي محمود لتدافع عن المخلوع و تسب الثوار في التحرير؟ نعرف إنك في السابق كنت ضد الحزب الواطي و لكن هذا لايمنع كونك كنت و مازلت جزءاً من النظام الذي تعمد أن يخلق معارضته بنفسه حتي تلعب تحت رعايته و تُلهي الناس فلا يفكرون في رفع صوتهم أو المطالبة بحقوقهم، لقد خلقك النظام أنت و عمرو أديب و غيركما لتعارضوه و تنبحو بما يسمح و يرضي و إذا حدث يوماً أن نسيتم أنفسكم فلم يكن النظام ليتردد لحظة في سحقكم و ضربكم بالجزم، و كان كل ذلك في مصلحة النظام ليُظهر أن له معارضين و أنه يزج بهم في السجن أحياناً و هكذا تُرسم صورة زائفة للديمقراطية التي لم نعرفها قط. أما تطاولك علي البرادعي و أيمن نور فليس جديداً علينا أن نسمع منك مثل هذا فإنك نتوهم دائماً أن الناس جميعاً تحيك لك المؤامرات لأنك كما تتصور نفسك الشَريف الوحيد في مصر. و لكن أن تطاول علي أديب عالمي متل علاء الأسواني فهذا أمرٌ فريد من نوعه، من أنت يا مرتضي منصور لتقلل من شأن أشراف هذه الأمه و علمائها؟ كيف تسمح لكلاماتك البذيئة و لسانك الطويل أن يمس أصحاب الفكر و الرأي الذي لا يعرف النفاق؟ محاولاتك لتشويه الأخرين و الإيحاء بأن عندك دلائل علي الفضائح الجنسية للجميع أصبحت محاولات مضحكة لا تزيد إلا من شفقة الناس علي عقلك و وعيك و كأنك قذافي صغير يتطفل علي وسائل الإعلام التي تحب أن تعرض لمشاهديها فقرة القرد أبو سديري من وقت إلي آخر. و عن رأيك في أن المخلوع هو من حرر مصر من إسرائيل، فهو ما يكشف عن سذاجتك و سطحية تفكيرك، إن من حرر مصر يا سيدي هم المصريين بعزيمتهم و دماءهم، هل تذكر شهداء حرب أكتوبر ؟ هؤلاء هم من حرروا الوطن الذي إحتلته عصابة مبارك بعد ذلك. و هل كنت يا مرتضي لتجرؤ علي قول رأيك التافه هذا في حياة السادات ؟ و لا عجب فلقد تعودنا عليك تتملق من يجلس علي العرش و تطبل لكل حاكم في زمانه، و المضحك إنك تصورت أن المجلس الأعلي سيخدع بمحاولاتك لتملقه هو الأخر. ألم أقل لك إنك مغيبب الوعي. سطحي التفكير ؟ سيدي الغير فاضل الغير منصور، إن المجلس الأعلي لا يفهم لغة الراقصين المنافقين فلا تقترب و أحترس و لا تظن نفسك ذكياً فما كان الشعب يتحمله من أمثالك بالأمس لن يقبله اليوم. و لا تختبر صبر الشرفاء من الجيش و الحكومة و أعلم أنه إذا كنت تدافع عن الباطل فأنت باطل و الجيش هو من أتم خلع هذا الباطل الذي كنت تدافع عنه في ميدان مصطفي محمود. و عن دليل إدانتك المنشور علي كل صفحات الإنترنت فلن تستطيع التشكيك فيه، هناك بصمات للصوت و هناك خبراء لإثبات أنك كنت تحرض البلطجية و الصيع ممن جمعتهم و دعوتهم لتحرير ميدان التحرير. إن القضاء في مصر حرُ و ليس من السذاجة أن يصدق أنه لم يكن صوتك أو أن أحد المتآمرين علي جنابك هو من لفق لك التهمة. يا أستاذ مفيش حد فاضي يركب لك سيديهات و يعمل عليك مؤامرات، كل هذا من وحي خيالك. و حتي إذا إستطعت الهروب من القانون فلا ضير فلقد حكم عليك الشعب و سوف تعيش علي هذه الأرض مذموماً مدحوراً مع باقي المنافقين الذي لم و لن نتقبلهم في مجتمع نظيف. أما عن خطتك التي أمليت عليك في طره بعمل مؤتمر صحفي لتقول للمصريين عن الفوضي و الإنهيار الذي نعيشه بعد الثورة فدعني أطمئنك أن ليس لك أي مصداقية عند الناس فأفعل ما شئت و أصرخ بأعلي صوتك فلن يسمعك أحد. و هل يسمع الناس لأراجوز ؟ أبذاً بل يمكن أن يشاهدونه بعض الوقت للتسلية. و لن ننسي يا مرتضي إنك تطوعت للدفاع عن المخلوع إلي قتل الشهداء و سرق البلد و لكن حتي المخاليع مرضوش بيك. و أخيراً أحب أن أنصحك نصيحة لوجه الله، إن الإعتراض علي سياسة دولة لا يكون بالخوض في أعراض من يحكمها أو السخرية من شكل ملكها، بل إن ذلك من شأنه فقط أن يسيئ إلي من يفعل ذلك و يظهر وضاعته و قلة أصله و دنو بيئته، و الحق علي وسائل الإعلام التي تسمح بنقل مثل هذه البذاءات فتسيئ إلي شعبٍ عظيم يتبرأ منها و منك. فيا مرتضي بدلاً من أن ترشح نفسك للرئاسة و تفضحنا أمام العالم و تجعل من نفسك مسخ يشبه القذافي، بدلاً من ذلك حاول الإعتذار للبرادعي و أيمن نور حتي تحمي نفسك من ضرب الجزم في حالة أن أحدهم أصبح الرئيس القادم و إن كنت أشك في أنهم سيضربونك بالجزم كما أشك في أنهم سيتقبلون منك إعتذاراً في الأصل. اللهم أحفظ مصر منك و من أمثالك و أجعل من عبادك الصالحين من يقطع لسانك و يقي الناس من شرورك و نفاقك. و ختاماً ندعو الله أن يهديك إن كان كتب لك الهداية و أن يبعدك عنا إلي السجن عن قريب إن لم يكن كتب لك الهداية خارجه... آمين