تعد قرية سيدى أبوالحسن الشاذلى، لؤلؤة الصحراء الشرقية، وقبلة المتصوفين فى مصر والعالم، خاصة بعد استكمال أعمال التطوير بها، فعلى بعد 150 كيلومترا جنوب غرب مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر وبين جبال منطقة وادى حميثرا، تقع قرية سيدى أبوالحسن الشاذلى، حيث مقام ومسجد القطب الصوفى، ويشع النور من أركان ومآذن المسجد ال4، لينير هذه البقعة من الصحراء. وأطلق اسم أبوالحسن الشاذلى على القرية التى يبلغ عدد سكانها ما بين 1800 إلى 2000 نسمة، يعملون فى التجارة والرعى والتنقيب عن خام الذهب، وأقيم المسجد الجديد على نفقة الطريقة الحامدية الشاذلية، وبدعم وزارة الأوقاف ليكون تحفة معمارية تتناسب مع البيئة الطبيعية التى توفى بها أشهر شيوخ الصوفية فى مصر والعالم العربى منذ أكثر من 7 قرون، إذ يعد تقى الدين أبوالحسن على بن عبد الله الذى ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين السبط رضى الله عنهم جميعا، حجة الصوفية والمتفرد فى زمنه بالمعارف السنية، وصاحب الطريقة الشاذلية بشارتها الصفراء التى ترمز إلى علوم الأسماء الإلهية. وبجوار المسجد والمقام يعيش أبناء قبيلة العبابدة وغيرهم من القبائل الأخرى التى تسكن منطقة حميثرا، وأتباع الطرق الصوفية والحامدية الشاذلية الذين جذبهم حبهم وعشقهم للقطب الصوفى أبوالحسن الشاذلى، للإقامة بصحراء وادى وجبل حميثرا بالصحراء الشرقيةجنوب غرب مرسى علم، حيث يقطع الآلاف من مريدى القطب الصوفى أبو الحسن الشاذلى مئات الكيلو مترات للوصول للقرية لزيارة مسجده وضريحه والصلاه فى مسجده، عشقا فيه وفى تصوفه وعلمه. ومن أبرز زائرى مسجد وضريح أبوالحسن الشاذلى، الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية الحالى، والدكتور على جمعة، المفتى السابق، والدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، والحبيب على الجفرى، والفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسى السابق. الشيخ رفعت ثابت، وكيل وزارة الأوقاف بالبحر الأحمر، قال إن العارف بالله أبوالحسن الشاذلى، ولد عام 571 هجرية ببلاد المغرب، ويرجع نسبه إلى الحسن بن المثنى بن سيد شباب أهل الجنة أبى محمد الحسن بن أمير المؤمنين على بن أبى طالب، كرم الله وجهه، وابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله، وانتقل أبوالحسن إلى تونس، ولم يتجاوز العاشرة من عمره، وتتلمذ فى صغره على يد الإمام عبد السلام بن مشيش فى المغرب، وكان له أثر فى حياته العلمية والصوفية، واعتكف بجبل زغوان فى تونس، وهناك ارتقى منازل عالية، ثم رحل إلى مصر وأقام بالإسكندرية، حيث تزوج وأنجب أولاده شهاب الدين أحمد، وأبوالحسن على، وأبوعبد الله محمد، وابنته زينب. وأضاف: «فى الإسكندرية، أصبح له أتباع ومريدون، وانتشرت طريقته فى مصر، وذاع صيته باعتباره من أقطاب الصوفية فى العالم، حتى وافته المنية سنة 656 هجرية، عندما كان فى طريقه إلى وادى «حميثرا»، لأداء فريضة الحج عن طريق ميناء عيذاب بمنطقة حلايب، ودفن بالمنطقة، وكان يقول لأحد تلاميذه حين أمره بحمل فأس ومقطف خلال رحلة الحج، «عند حميثرا سوف ترى»، وتوفى بالفعل فى وادى «حميثرا»، ودفن بها ومازال قبره موجودا بهذه المنطقة التى سكنها أبناء قبيلة العبابدة، ويوجد بالقرية نقطة شرطة ومركز شباب ومدرسة ابتدائية وإعدادية ووحدة صحية وإسعاف وعدد من المنازل المقامة لسكان القرية، وحرفتهم الرئيسية الرعى، واهتموا بالتنقيب عن خام الذهب خلال السنوات الماضية». وتابع «ثابت»: «وزارة الأوقاف والطريقة الحامدية الشاذلية، أعادت بناء مسجد سيدى أبوالحسن الشاذلى، على مساحة 7 آلاف متر بتكلفة وصلت 15 مليون جنيه ودعم مليون جنيه من الأوقاف، وبجوار المقام والمسجد يوجد عدد من الساحات، وأشهر الساحات الموجودة بالمنطقة ساحة الحاجة زكية، والساحة الأحمدية، وساحة الأشراف، وساحة السادة الرفاعية، والمرغنية، وأولاد الشيخ عبدالسلام، والسلمانية، والبرهامية الشاذلية، بالإضافة الى حلقات الذكر بجوار المقام وداخل الساحات». وقال إن دعاة ومشايخ الأوقاف متواجدون بالمنطقة بشكل دائم، وخلال ليالى شهر رمضان يتم تنظيم عدد من المحاضرات والدروس الدينية لزائرى ومرتادى المسجد، ويتم إبلاغهم بالمناسك والتعاليم الدينية الصحيحة لآداب زيارة أضرحة أولياء الله الصالحين.
