قال الفنان خالد أبو النجا، إنه انتهى من تجسيد شخصيته، خلال أحداث الجزء الخامس من المسلسل العالمي Vikings، والذي يجسد خلاله شخصية «زيادة الله بن إبراهيم» أمير القيروان، موضحًا أن التصوير تم في المغرب وأيرلندا، وأنه تعلم لغة «ميتة»، لم يعد يتحدث بها أحد الآن، وهي لغة «النورس القديمة» لتصوير مشاهده. Vikings، مسلسل ينتمي لنوعية الدراما التاريخية، ويتضمن مشاهد حركة، ومن تأليف المؤرخ مايكل هيرست، وتم عرض 4 أجزاء منه بشكل منفصل، وعرضت أولى الحلقات في مارس 2013، ويعد ثاني أكثر مسلسل مشاهدة حول العالم، بعد مسلسل Game of Thrones. وأضاف «أبوالنجا» في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»: «تعلمت لغة (النورس القديمة) وهي لغة (ميتة)، لم يعد أحد يتحدث بها الآن، لأن (زيادة الله) كان كثير القراءة والتثقيف، ويتحدث عدة لغات بطلاقة، كما تعلم خصيصًا لغة النورس القديمة لإبرام الاتفاقات مع الفايكنجز». «فايكنجز»، هم سكان المناطق الإسكندنافية، وهي السويد، والدنمارك، والنرويج، وآيسلندا، وكانوا قديمًا تجارًا ومحاربين، وهاجموا السواحل البريطانية والفرنسية، ومناطق أخرى من أوروبا خلال الفترة من نهاية القرن الثامن حتى القرن الحادي عشر. وعن سبب عدم تحدثه بالإنجليزية في أثناء تصوير مشاهده قال: «مايكل هيرست كتب الحلقات بهذه الطريقة، ليؤكد أن العرب والمسلمين كانوا أرقى وأكثر تعلما وتثقيفًا خلال هذه الحقبة من التاريخ، رغم أنه كان يستطيع التغاضي عن تصوير المشاهد بهذه اللغة الصعبة كما فعل مع باقي أبطال العمل، لكن إصراره كان نابعًا من التأكيد على توضيح مدى ثقافة العرب حينها». وتابع: «يدور الجزء الخامس حول وصول «الفايكنجز» إلى (القيروان) بشمال إفريقيا، (تونس حاليًا)، ويتم رصد أحداث تلك الفترة خلال حلقتين فقط من المسلسل من خلال شخصية (زيادة الله) أمير القيروان». زيادة الله بن إبراهيم، «كانت ولايته من قبل المأمون سنة 201ه، طالت أيامه واستقام الأمر خلال عهده، وبنى دار سوسة، وبنى جامع القيروان بعد هدمه، عدا محرابه، وأنفق عليه ستة وثمانين ألف دينار، وبنى قنطرة باب الربيع، وحصن الرباطبسوسة»، حسب ما ذكر في كتاب «دولة الأغالبة»، للدكتور محمود إسماعيل. ووفقًا للكتاب نفسه فقد «فتح في عهد زيادة الله جزيرة صقلية على يد الفقيه أسد بن الفرات، لذا كان زيادة يقول: (ما أبالي إن شاء الله تعالى بأهوال يوم القيامة وقد قدمت أربعة أشياء: بناء الجامع القيروان، وأنفقت عليه ثمانين ألف دينار، وبناء القنطرة بباب الربيع، وبناء حصن الرابط بسوسة)، ولما مات زيادة الله ولي بعده أخو أبى عقال». وعن كيفية ترشيح خالد أبوالنجا، لتجسيد هذه الشخصية قال: «عن طريق جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي عن الفيلم الفلسطيني (عيون الحرامية)، فقد شاهده مدير أعمالي الجديد بالخارج للأعمال الأجنبية Team Cairo، وكان البحث يدور عن ممثل عربي يجيد اللغات واللكنات الأوروبية، وحائز على جوائز مهمة في المنطقة العربية، وأن يكون طويلًا ووسيمًا، وفي الحقيقة العمل كان ممتعًا للغاية». وعن تعامل فريق العمل مع الممثل العربي القادم من الشرق، الذي يجيد أكثر من لغة قال: «كان هناك موقفًا طريفًا خلال التصوير، فلم يكن أبطال العمل يتوقعون أن أقوم بتصوير المشاهد الطويلة بلغة (النورس القديمة)، لذا لم ينتبهوا كثيرًا لحديثي معهم، لأنهم بالطبع لا يتحدثون هذه اللغة، بل يتحدثون الإنجليزية حتى خلال أحداث المسلسل، لذا اضطررنا في النهاية إلى وضع سماعات بلون الجلد (مايكرو وايرلس) داخل الأذن لترجمة ما أقوله ب(النورس) إلى الإنجليزية، ليفهموا ما أقول، فلم يكن أحد يتوقع أن أصور 4 صفحات بلغة (النورس)، ولكن مايكل هيرست أصر على ذلك للتأكيد على دهشة الفايكنجز أنفسهم بثقافة (زيادة الله)، لذلك اعكفت على تعلم هذه اللغة لمدة أسبوع كامل».
