ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، اليوم، أن خلافا داخل مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف. بى. آي»، بشأن تجديد التحقيقات في مراسلات المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية هيلارى كلينتون، عندما كانت تستعمل بريدها الإلكترونى الخاص أثناء توليها حقيبة الخارجية الأمريكية، بينما قال مسؤولون أمريكيون، إن وزارة العدل طلبت من مكتب التحقيقات الفيدرالى ألا يطلع الكونجرس على مجريات التحقيق الجديد في رسائل كلينتون، وقال مسؤولون في وزارة العدل إن الإجراء لن يكون متماشيا مع القواعد الخاصة بالتدخل في الانتخابات. وأضافت الصحيفة أن هناك انقساما داخل وزارة العدل ومكتب ال«إف.بى.أي» بشأن التحقيقات فيما إذا كان المانحون الذين يتبرعون لمؤسسة كلينتون الخيرية تلقوا معاملة خاصة من وزارة الخارجية، حينما كانت كلينتون وزيرة للخارجية، وأشارت الصحيفة إلى استياء بعض المحققين الذين يرون أن مسؤولى مكتب التحقيقات غير مهتمين بالتحقيق في مراسلات وزيرة الخارجية السابقة. وأوضحت الصحيفة أن مسؤولين كبارا بوزارة العدل حذروا «كومي» بشأن قراره إبلاغ الكونجرس بإعادة فتح التحقيق في بريد كلينتون، ونسبت الصحيفة إلى مسؤول بوزارة العدل، رفض ذكر اسمه، قوله إن مسؤولين بالوزارة أوضحوا لمكتب التحقيقات موقف الوزارة المتمثل في عدم رغبتها في اتخاذ خطوات تؤدى إلى اتهام الوزارة بالتأثير على الانتخابات. وكثفت «كلينتون» جهودها لتخطى صدمة إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف.بى.آي» إعادة تحريك قضية بريدها الخاص، في وقت يضيق فيه الفارق بينها وبين منافسها الجمهورى دونالد ترامب، وقالت خلال مهرجان انتخابى جديد في فلوريدا- أهم الولايات الحاسمة-: «يجب ألا نسمح لصخب العالم السياسى أن يشتت انتباهنا، علينا أن نبقى على تركيزنا»، و«حين تسقطون أرضا، المهم هو أن تنهضوا مجددا»، فيما لاتزال القضية تثير الجدل في أوساط الديمقراطيين والجمهوريين. وكتب رئيس الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، هارى ريد لمدير «إف.بى.آي» الجمهورى، جيمس كومى، مبديًا مخاوفه من معاملة تقوم على «الكيل بمكيالين» وتهدف ل «مساعدة حزب ضد آخر»، ولفت إلى أن القانون «يحظر على مسؤولى (إف. بى. آى) استخدام سلطتهم الرسمية للتأثير على الانتخابات» واتهم «ريد» مدير المكتب بخرق القانون بتحركاته «المنحازة حزبيًا». وبدوره، قال جون بوديستا، مدير حملة كلينتون، لشبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية ردا على إعادة تحريك قضية مراسلات هيلارى الخاصة، إنه «عمل غير مسبوق يتعارض مع سياسة وزارات العدل الديمقراطية والجمهورية على حد سواء». وأضاف أن «كومي» «تجاهل رأى كبار المسؤولين في وزارة العدل»، وتقليدها الذي يقضى ب«عدم التدخل في أي انتخابات قبل 11 يومًا من موعد إجرائها». من جهته، ركز المرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية، دونالد ترامب، خطاباته خلال مهرجاناته الانتخابية، أمس الأول، في نيفادا وكولورادو ونيو مكسيكو على مسألة بريد كلينتون، ووصفها بأنها «قنبلة»، وقال إن «فساد كلينتون يقوض المبادئ التي قامت عليها بلادنا»، متهمًا منافسته باتباع «سلوك إجرامى متعمد»، مشيراً إلى تقدمه في العديد من استطلاعات الرأى التي جرى الكثير منها قبل الإعلان عن التحقيق الجنائى، وقال: «سوف ننتصر»، فيما أوضحت مديرة حملته، كيليان كونواى، لشبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، أنه لو لم يعلن كومى عن التطور الجديد، لكان واجه اتهامات بالتدخل في الانتخابات. ولم يكشف كومى أي تفاصيل حول إعادة فتح التحقيقات في مراسلات هيلارى عندما كانت تقود وزارة الخارجية، مكتفيا بالقول إنه لا يعرف بعد إن كان سيحمل عناصر جديدة ذات أهمية.