«زي النهارده» في 9 سبتمبر 1881 اندلعت الثورة العرابية، بسبب تردى الأحوال الاقتصادية وتزايد التدخل الأجنبى في شؤون مصر، ومعاملة رياض باشا القاسية للمصريين، وأعلن عرابى مطالب الشعب على الخديو توفيق أمام سراى عابدين، ومنها زيادة عدد الجيش وتشكيل مجلس شورى النواب وعزل وزارة رياض باشا، وكان رد الخديو على هذه المطالب أن قال: كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها،وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائى وأجدادى،وما أنتم إلاعبيد إحساناتنا فقال عرابى: «لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا والله الذي لا إله غيره إننا سوف لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم». غير أن الخديو استجاب لمطالب الثورة وعزل رياض باشا وعهد إلى شريف باشا بتشكيل الوزارة في سبتمبر 1881، وكان محمود سامى البارودى وزيرا للحربية بها، ووضع شريف دستورا للبلاد، وأقره مجلس النواب ثم عصف بهذا الجهد تدخل إنجلترا وفرنسا في شؤون البلاد بإرسال المذكرة المشتركة الأولى في 7 يناير 1882، اللتين أعلنتا فيها مساندتهما للخديو،وتأزمت الأمور واستقال شريف بسبب قبول الخديو تلك المذكرة، وتشكلت حكومة جديدة برئاسة البارودى. وشغل عرابى منصب وزير الحربية، وقوبلت بالارتياح، وأعلن الدستور في 7 فبراير 1882 غير أن هذه الخطوة الوليدة إلى الحياة النيابية تعثرت بعد نشوب الخلاف بين الخديو ووزارة البارودى ووجدت بريطانيا وفرنسا في هذا الخلاف فرصة للتدخل في شؤون البلاد،فبعثتا بأسطوليهما إلى شاطئ الإسكندرية بدعوى حماية الأجانب، وتقدم قنصلا الدولتين إلى البارودى يطلبان فيها استقالة الوزارة،وإبعاد عرابى وزيرالحربية عن مصر وإقالة على باشا فهمى وعبدالعال باشا حلمى. ورفض البارودى هذا التدخل إلا أن الخديو قبله واستقال البارودى وبقى عرابى في منصبه ووقعت مذبحة الإسكندرية في يونيو 1882،وانتهزت إنجلترا فرصة تجديد قلاع الإسكندرية وأرسلت إنذارًا بوقف عمليات التحصين خلال يوم ورفضت الحكومة الإنذار وضرب الإنجليز الإسكندريةوتحرك عرابى بقواته إلى كفر الدواروعزل الخديوعرابى ولكنه لم يمتثل وحقق انتصارا في كفر الدوار،وفى 28 أغسطس 1882 التقى الجيشان البريطانى والمصرى وانهزم عرابى ثم أعقبتها هزيمته الثقيلة في التل الكبير في سبتمبر 1882، وفى 25 سبتمبر 1882 حوكم عرابى ورفاقه وتم الحكم عليهم في 3 ديسمبر 1882 بالنفى إلى جزيرة سرنديب (سيلان) سريلانكا حاليا.