من الصعب أن تشرق شمس النجومية مرتين فى حياة الإنسان، إلا إذا كان يملك الموهبة والإرادة، التى تجعله قادرا على تعويض ما فاته وهو ما ينطبق على محمود عبدالرازق شيكابالا، الذى كان على أعتاب مغادرة القلعة البيضاء، وأصبح رحيله أمراً حتمياً لفشله فى استعادة مستواه، وبكاه عشاقه ومحبيه اعتقادا أن حدوتة الفتى الأسمر اقتربت من نهايتها، إلا أن شيكابالا، الملقب بالأباتشى، كان له رأى آخر وطلب من الجهاز الفنى إعداد برنامج تأهيلى وبدنى خاص نجح خلاله فى إنقاص وزنه واستعادة لياقته، ليفاجئ الجميع بعودته كنجم الشباك وصانع الفرحة بعدما نجح فى تحويل تأخر فريقه أمام الاتحاد السكندرى بهدف للفوز بهدفين سجل أحدهما وصنع الآخر لباسم مرسى، فضلا عن تقديمه فاصلا كبيرا من المهارات انتزع بها آهات عشاقه ومحبيه بعدما تفجرت طاقات الإبداع والتحدى والصمود والخبرة لدى شيكابالا، من جديد. وعقب إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة لم يتمالك أباتشى الزمالك نفسه ودخل فى نوبة بكاء شديدة بعدما التف حوله زملاؤه للاحتفال به مرددين هتافات الجماهير له «شى شى.. شيكابالا» وحمله باسم مرسى، على كتفيه، وفى غرفة خلع الملابس أشاد محمد حلمى، باللاعب فيما أجرى محمد إبراهيم، اتصالا هاتفيا به على تليفون عامل غرفة خلع الملابس، ليكون أول المهنئين على استعادة مستواه وليشكره على رفعه قميص رقم 20، الذى كان يرتديه إبراهيم قبل تعرضه للإصابة. وطالب اللاعبون شيكابالا بوليمة بعد استعادة مستواه ووافق الفتى الأسمر كما وعد بذبح عجلين شكرا لله، وتوزيعهما على عمال النادى. وقال شيكابالا لزملائه إنه كان مهدداً بالطرد فى الفترة الماضية، لكن حبه للزمالك ومحاولته رد الجميل للجماهير التى علقت عليه الآمال جعلته يحارب لاستعادة مستواه، خاصة أن أقصى طموحه أن يختتم حياته فى الزمالك وأن يساهم فى حصد البطولات التى يشارك بها الفريق واللاعب من مواليد 5 مارس 1986، فى قرية الحصايا بشرق المحطة فى محافظة أسوان، وتدرّج فى فرق الناشئين بالزمالك وانضم للفريق الأول وكان عمره 15 عاما و8 شهور فقط وقضى موسمين بالفريق الأول وبعدها انتقل إلى نادى باوك سالونيك اليونانى وكان فى طريقه للانتقال للدورى الهولندى وبالتحديد نادى بى إس فى آيندهوفن لولا مشكلة التجنيد التى أجبرته على العودة لمصر مرة أخرى والانضمام للزمالك وبعدها خاض تجربة احتراف قصيرة فاشلة فى الوصل الإماراتى وعاد مجددا إلى القلعة البيضاء ثم انتقل إلى لشبونة البرتغالى، وكادت أن تنتهى مسيرته الكروية فى ظل خلافه مع النادى الهولندى قبل أن يشتريه الزمالك ويعيره 6 أشهر فقط إلى الإسماعيلى ليعود إلى بيته الأبيض.
