مسجد العارف بالله سيدى إبراهيم الدسوقى «القطب الصوفى»، وسميت على اسمه مدينة دسوق، والذى ينتهى نسبه إلى الإمام على بن أبى طالب، كرّم الله وجهه، ومن أكبر المساجد على مستوى الجمهورية، ويزوره مريدوه من العديد من الدول الإسلامية والأوروبية، إضافة لمحافظات مصر0 اللافت فى الأمر أن أعمال الترميم والتوسعات به لم تنته منذ إنشائه فى عهد السلطان الظاهر بيبرس حينما أمر ببناء زاوية يتعبد فيها ومريدوه حينما علم بكراماته، وأصدر قرارًا بتعيينه شيخاً للإسلام، وبعد أن توفى الدسوقى عن عمر 43 سنة، وفى عهد السلطان قايتباى، أمر بتوسعة المسجد وبناء ضريح لمقام الدسوقى، وفى عام 1880م أمر الخديو توفيق بتوسعة وتطوير المسجد وتوسعة الضريح، وأصبح المسجد على مساحة 3000 متر مربع، وفى عام 1969 فى عهد الزعيم جمال عبدالناصر الذى أمر بتوسعته إلى 6400 متر مربع وافتتحه الرئيس الراحل أنور السادات ومعه الإمام الأكبر الراحل الدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الشريف آنذاك، فى 23 يوليو 1976، فى احتفالات الثورة وبلغت تكلفة التوسعات فى حينه 750 ألف جنيه ليسع أكثر من 25 ألف مُصَلٍّ، وأصبح به 11 باباً وأربعة مآذن وجناح للسيدات على مساحة 600 متر من طابقين والمسجد به حجرة كبيرة بها ضريح الدسوقى وشقيقه شرف الدين موسى، كما أن المسجد به 132عمودًا لرفع أسقفه، ويقول صبرى عتمان، أمين الحزب الناصرى بالمحافظة، إن المسجد منذ إنشائه والأعمال الإنشائية لم تنته به، كذلك أعمال التطوير التى يتحدثون عنها، وفى الثمانينيات تقدم الراحل عبدالمنعم زعلوك «عضو مجلس الشعب عن مدينة دسوق آنذاك» ببيان عاجل عن أعمال التطوير الوهميه التى تتم بالمسجد وانتقلت لجنة الإسكان بمجلس الشعب آنذاك وفحصت تلك الأعمال وتبين مخالفتها للمواصفات واستمر مسلسل أعمال التطوير التى لم تنته بالمسجد دون رقيب عليها. وفى عهد المهندس سعد الحسينى، محافظ كفرالشيخ الأسبق، الإخوانى الذى انتقل للمسجد بعد شكوى أهالى المدينة ومريدى الدسوقى من تساقط أجزاء من المسجد، وبصفته مهندسًا مدنيًا فحص الأعمدة ولاحظ أنها خاوية من أى خرسانة أسمنتية وتوجد بها أسياخ حديدية فقط دون أى صبة، فقال: سبحان الله فعلًا، ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ولكل ولى كرامة، وتساءل: كيف لم يسقط المسجد طوال تلك السنوات والمقام على تلك المساحة الشاسعة. وتم غلق نصف المسجد بداية من القبلة لعمل بعض الترميمات، وفوجئنا، حسب قول عتمان، بتعليمات بفتح المسجد كله للصلاة به والاكتفاء بالدهان من الخارج، ثم بعد أن تعالت أصوات الاحتجاج لمريدى الدسوقى تم تكليف إحدى الشركات مرة أخرى ليستمر مسلسل تطوير المسجد «الوهمى» وسط التساؤلات الصارخة ولا أحد يعرف المبالغ التى تصرف ببذخ بدعوى عمليات التطوير. سألنا أحد مسؤولى الأوقاف بالمحافظة عن آخر أخبار التوسعات بالمسجد، فقال لنا وكأنها «أسرار عسكرية»، إن «تعليمات الوزير عدم التحدث فى هذا الموضوع، لأنه بيزعل.. ولكن أُبشّرك بأن الشركة المنفذة تعمل به حالياً»!! اللواء أحمد بسيونى زيد، مساعد محافظ كفرالشيخ لقطاع غرب، رئيس مركز ومدينة دسوق قال، إن العمل يتم حالياً بالمسجد ضمن المرحلة الأولى لترميم وصيانة 88 عموداً، وتم الانتهاء من تنفيذ 72 منها، وأضاف أنه عرض على اللواء السيد نصر، محافظ كفرالشيخ، العرض على الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، من خلال مذكرة تقدم بها له بتشطيب أعمدة المسجد التى يتم الانتهاء منها بالرخام، أُسوة بالمسجد الأحمدى بطنطا، حيث تبين له أن الشركة المنفذة كانت تنوى عملها بالموزايكو، وكشفت مصادر ل«المصرى اليوم» أنه سبق ذلك خلافات بين إحدى الشركات المنفذة للأعمال بالمسجد ومهندسى وزارة الأوقاف، حيث رأت تلك الشركة أن جميع الأعمدة الخرسانية التى ترفع سقف المسجد خاوية وتريد حقنها من أعلى بالصبة مع أسياخ الحديد الموجودة بها إلا أن مهندسى الأوقاف يرفضون ذلك ويطلبون حقن بعض الأعمدة وليست كلها، وبعد أن توقفت الأعمال وتمسكت الشركة بموقفها، ثم عادت ووافقت على البدء فى الأعمال بعد أن وافقت «الأوقاف» إلا أن الأعمال كانت تتم بمنتهى البطء وتتوقف كثيراً أحياناً لعدم توفر الاعتمادات، الأمر الذى أثار غضب مريدية وزوّاره والمصلين، بعد أن تحوّل المسجد إلى أعمال خرسانية لا تنتهى منذ عدة سنوات، وتهديد المصلين والزوار بسقوط أجزاء منه فوق رؤوسهم فى أى وقت.
