ترسخ المدارس الخاصة والدولية العنصرية والطبقية داخل المجتمع، من خلال إقرارها اختبارات ومعايير مخالفة لقوانين وزارة التربية والتعليم؛ فإذا كنت من أصحاب الدخل المرتفع، وترغب فى توفير تعليم متميز لطفلك، ربما تواجهك مشكلة بشأن عدم الحصول على مكان له فى المدارس الخاصة، وقد تفشل فى اختبار قبول طفلك، لأنك لا تتعامل مع بنك أجنبى، وربما بسبب اختيار مكان المصيف فى الساحل الشمالى وليس دولة أجنبية. مأساة وعنصرية وطبقية أبرز المصطلحات التى أطلقتها رابطة أولياء أمور المدارس الخاصة والدولية، الذين يشكون من ابتزازهم من قبل أصحاب المدارس، من خلال سبوبة اختبارات القبول. تقول مريم فاروق: «قدمت لابنى فى إحدى المدارس ودفعت مبلغ الأبليكيشن 1000 جنيه، واجتاز ابنى الاختبار، وكان عمره 4 سنوات، وفوجئت برفض قبوله دون سبب، ويتضمن الأبليكيشن شرطا مفاده عدم استرداد قيمة الأبليكيشن، حال رفض قبول الطفل، وعندما سألت عن السبب أكدوا أنه لا توجد أماكن متاحة، وقبلت المدرسة 60 طالبا فقط، رغم استمرار التقديم شهرين». وتقول منى مراد: دفعت نفس المبلغ فى مدرسة فى التجمع الخامس، ورفضت قبول ابنى بعد الاختبار دون سبب، وأضافت أن العاملين بالمدرسة أكدوا لها قبول 50 طالبا فقط، بعد سداد تبرعات بقيمة 10 آلاف جنيه، دون استلام إيصالات. وتضيف رشا يحيى: يخصص أولياء الأمور ميزانية للتقديم فى أكثر من مدرسة، ولفتت إلى إجرائها اختبارات لطفلها فى 10 مدارس؛ بعد دفع رسوم الأبليكيشن والإنترفيو والنتيجة «جميع الأماكن محجوزة منذ نوفمبر الماضى»، رغم أن موعد التقديم هو الأول من يونيو المقبل. أسماء عيد تؤكد تكرار نفس الأمر، بعد دفعها 800 جنيه للاستمارات، ولفتت إلى اجتياز طفلها الاختبارات بسهولة. واضح جدا أن الموضوع تحول ل«سبوبة»، قالتها وفاء سامى، بعد تقديمها لأطفالها فى عدد كبير من المدارس ورفضهم لعدم وجود أماكن، وأوضحت أن مصروفات المدارس تبدأ من 15 ألف جنيه، وتصل إلى 100 ألف، بخلاف رسوم الأتوبيس، (8 آلاف جنيه)، ومصروفات أخرى وتبرعات، وأشارت إلى فتح باب التقدم لعدة أشهر وجمع أموال الاستمارات والاختبارات رغم عدم توافر أماكن، لاستغلال وابتزاز أولياء الأمور. وتقول ضحى عبدالتواب: «قدمت لابنى بإحدى المدارس ورفضت بدعوى معاناته من فرط الحركة، وطلبت المدرسة عرضه على طبيب نفسى لتعديل سلوكه». وتوضح شرين تامر أنها أجرت اختبارا لطفلتها، ودفعت 750 جنيها، إلا أن المدرسة طالبتها بحجز مكان للعام الجديد وإلحاق الطفلة بفصول البيبى كلاس. وتشكو سالى الخشاب، من المدرسةالتى قدمت لطفلها بها ، وتشير إلى رفضها تسليم الكتب لطفلها بسبب تأخره فى سداد آخر قسط للبنك، واحتجازها الطفل فى غرفة إدارية ورفضها السماح له دخول الفصل، ما تسبب فى حالة نفسية سيئة للطفل واعتقاده بأنه محبوس فى غرفة مغلقة. وتؤكد عزة مسعود، صحفية، أنها مرت بتجربة استغلال المدارس الدولية بعد التقدم لطفلها فى القسم الأمريكى بإحدى المدارس بعد دفع 400 جنيه للأبليكيشن المكون من 16 صفحة باللغة الإنجليزية وإقرار بعدم رد المبلغ، مع إجراء مقابلة للوالدين واختبار للطفل، اجتازه بسهولة، وأنها فوجئت بوضعه ضمن قائمة الانتظار، ورفضه فى وقت لاحق، وأن الأماكن محجوزة لأخوة الطلاب المقيدين بالمدرسة، وتضيف: بعد فترة حاول أحد الأصدقاء الاتصال بالمدرسة، وفوجئنا بأن باب التقدم مفتوح لمدة شهر، ما يعنى الاستغلال من قبل تلك المدارس. وتقول مها محمد، خلال التقديم لطفلها بإحدى المدارس إنهم طالبوها بالتبرع بمبلغ 5 آلاف جنيه، و6 آلاف استثمار بشراء أسهم فى المدرسة تسترد بعد تخرج الطفل بنفس القيمة.