أكد المفكر الفرنسي ذو الأصل البلغارى، تزفيتان تودوروف، «ضرورة التوقف عن فرض رؤية عن العالم يريد من يرتكب أعمال عنف كتلك التي تعرضت لها فرنسا، في نوفمبر العام الماضى، الترويج لها تقول إن هناك حرباً لا رحمة فيها بين الإسلام والمسيحية أو بين الإسلام والإلحاد وهى رؤية توجد بشكل آلى الخوف والكراهية»، على حد قوله. وأضاف، في حوار أجرته معه صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، السبت، بمناسبة صدور أحدث كتبه وعنوانه «تمرد» رداً على سؤال عن مظاهر التمرد المحتملة في فرنسا التي تعرضت للاعتداءات الأخيرة، والتى فرضت فيها حالة الطوارئ، كما حظي فيها حزب «الجبهة» اليمينى المتطرف على نسبة أصوات عالية في الجولة الأولى من الانتخابات المحلية- أن من ضمن تلك المظاهر ضرورة رفض تبنى ومن دون تأخير التفسيرات التي يقدمها ممثلو الحكومة أو وسائل الإعلام الكبرى لهذه الاعتداءات، «فهم أرادوا أن يُفسروها باعتبارها هجوماً على وطن حقوق الإنسان أو ضد نمط الحياة الحر والسعيد الذي يجسده الشباب الباريسي متجاهلين حقيقة أن فرنسا ومنذ عدة شهور تقصف مواقع (داعش) في سوريا، وأيضاً اعتبروا أن أفضل رد على هذه الاعتداءات يكون بتكثيف القصف على سوريا، في حين أن الاعتداءات التي شهدتها باريس لم يقم بها سوريون بل شباب ولد وتعلم في فرنسا وبلجيكا». ولفت إلى ضرورة التيقظ في مواجهة نتائج فرض حالة الطوارئ في فرنسا لأنها تشكل مساساً بالشرعية، وفيما يتعلق بالانتخابات المحلية رأى أن التمرد يمكن أن يكون برفض اعتبار «الخوف والكراهية المصدرين الوحيدين لأفعالنا»، حسب تعبيره.